مقتل أكثر من 200 من عناصر الحرس الایراني والمليشيات الموالية لإيران في سوريا
مهدي عقبائي
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل أكثر من 200 من عناصر حرس النظام الإيراني والمليشيات المدعومة من طهران في سوريا خلال هذا العام. جاء ذلك في تقرير أصدره المرصد يوم الثلاثاء، 22 أكتوبر 2024، والذي أشار إلى أنه منذ بداية عام 2024، نفذت إسرائيل 121 هجومًا على أهداف مختلفة في سوريا، مما أسفر عن خسائر كبيرة في صفوف قوات النظام الإيراني وحلفائه.
ووفقًا للمرصد السوري، فإن من بين 121 هجوما إسرائيليا مسجل، كان 98 منه غارات جوية، في حين تضمنت الهجمات المتبقية ضربات صاروخية أطلقتها القوات البرية الإسرائيلية. استهدفت هذه العمليات مواقع عديدة في جميع أنحاء سوريا، مما أدى إلى تدمير أكثر من 200 هدف. من بين هذه الأهداف، كانت هناك مبانٍ عسكرية ومستودعات أسلحة وذخائر ومقار قيادية ومركبات، وكلها كانت جزءًا من الجهاز العسكري للنظام الإيراني والمليشيات الموالية له في سوريا.
وقد كانت الحصيلة البشرية لهذه الضربات كبيرة. وذكر المرصد أن إجمالي القتلى بلغ 295 شخصًا، بالإضافة إلى إصابة 181 آخرين. من بين القتلى 25 إيرانيًا تم تحديدهم كأعضاء في الحرس الایراني. كما شملت الحصيلة مقتل 50 عنصرًا من حزب الله اللبناني، و28 من المواطنين العراقيين، و75 من المسلحين السوريين المدعومين من النظام الإيراني، و24 من المقاتلين غير السوريين المتحالفين مع طهران، و56 جنديًا سوريًا. بالإضافة إلى ذلك، أشار التقرير إلى مقتل شخص مجهول الهوية قرب حقل “المعلم” في منطقة القنيطرة الواقعة في مرتفعات الجولان.
كما يبرز التقرير أن المدنيين لم يكونوا بمنأى عن العنف. ففي هذه الهجمات الإسرائيلية، فقد 42 مدنيًا حياتهم، بينهم طبيب يمني وزوجته وثلاثة من أطفاله. بالإضافة إلى ذلك، قُتل طفلان وتسع نساء، وأصيب نحو 53 مدنيًا آخرين. وتبرز هذه الخسائر الطبيعة العشوائية لبعض الضربات التي طالت المدنيين إلى جانب الأهداف العسكرية.
ومن بين الحوادث البارزة التي أشار إليها التقرير مقتل براء القاطرجي، وهو رجل أعمال بارز على صلة وثيقة بالمصالح الإيرانية في سوريا. وقد قُتل القاطرجي وابن عمه في إحدى الغارات الجوية.
وقد تابع المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرًا له، مراقبة وتوثيق الصراع المستمر في سوريا، بما في ذلك التدخلات الخارجية مثل الضربات الإسرائيلية التي تستهدف الوجود العسكري الإيراني في المنطقة.
ويوفر التقرير نظرة عامة قاتمة على المواجهات العسكرية المتواصلة في سوريا، حيث كانت الغارات الإسرائيلية جزءًا أساسيًا من الجهود المبذولة للحد من نفوذ طهران. وتأتي هذه التصعيدات في إطار سعي إسرائيل لإضعاف التواجد الإيراني في سوريا، وهي دولة أصبحت ساحة معركة للقوى الإقليمية المتنافسة على النفوذ منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011.
إرسال التعليق