البيان الختامي لأعمال المؤتمر الحادي عشر

البيان الختامي لأعمال المؤتمر الحادي عشر

عقد حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية مؤتمره العادي الحادي عشر بدمشق بتاريخ 17/1/2020 تحت شعار (وحدة الحزب انتصار للثورة، وتعزيز لدوره الوطني والقومي) بحضور جميع ممثلي فروع الحزب في الداخل والخارج باستثناء أخ تم اعتقاله في الطريق إلى دمشق.

في بداية أعمال المؤتمر تم الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة السورية والأمة العربية وعلى روح القائد جمال عبد الناصر.

– ناقش المؤتمر تقاريره السياسية والفكرية والتنظيمية المقدم من المكتب السياسي:

1- استعرض المؤتمر الأوضاع في سورية وتأثير الاحتلالات والتدخل الإقليمي والدولي والعربي على الثورة السورية وتأكيد الموقف الواضح للحزب برفض كل التدخلات العسكرية التي تعتبر خرقاً للسيادة الوطنية وسعياً من تلك الدول لتحقيق مصالحها وتصفية حساباتها على حساب دماء أبناء الشعب السوري و أرضه ، إضافة إلى تعثر المسار السياسي و تشتيت الجهود عبر التنافس اللاأخلاقي بين تلك الدول على حساب مآسي الشعب السوري، كما ناقش المؤتمرون انطلاق الثورة السورية عام 2011، ومراجعة دور الحزب وكوادره فيها على المستوى الحركي والسياسي، و يؤكد أننا منذ اليوم الأول كان جزءاً من هذا الحراك ومن هذه الثورة، كما ناقش المؤتمرون بنية النظام السوري وتحالفاته وتم التأكيد على ثوابت الحزب من النظام وعجزه البنيوي عن التغيير ودوره التدميري فيما وصلت إليه البلاد من خلال إصراره على الحل الأمني والعسكري، وقمع الحراك الشعبي بصورة دموية، إن كل ذلك يؤكد استمرار ضرورة التغيير الوطني الديمقراطي الجذري للانتقال بالدولة والمجتمع إلى دولة وطنية ديمقراطية السيادة فيها للشعب السوري وكل أبنائه بغض النظر عن انتمائهم القومي والديني.

2- ناقش المؤتمر الوضع الراهن في سورية على كافة المستويات والمتمثل في إيصال النظام الدولة إلى دولة فاشلة عبر تدميره لها ولمؤسساتها وعجزه عن تلبية احتياجات الناس الأساسية وارتفاع مستوى الفقر والفساد والانهيار الاقتصادي والمالي وانخفاض القيمة الشرائية لليرة السورية التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ سورية الحديث، ويعتبر النظام المسؤول الأساسي عما وصلت إليه الأمور في سورية، كما تم بحث قضية المعتقلين والمغيبين قسراً وقضايا النازحين واللاجئين، وما يتعرض له السوريون في مختلف دول اللجوء ومناطق النزوح وهو ما يمثل دليلاً على إصرار النظام على رفض الحل السياسي و تعطيل العملية السياسية، كما تم بحث ثورات الربيع العربي والمآلات التي وصلت إليها بين فوضى وحروب وصراعات إقليمية ودولية على ساحاتها وإعادة انتاج النظم السابقة بشكل أو آخر، و خلص إلى أهمية الثورات الشبابية الشعبية الجديدة في السودان و الجزائر والعراق و لبنان لتصفية نظم الاستبداد والفساد و المحاصصة الحزبية و الطائفية و استرداد سيادة الشعب و سيادة القانون.

3- تم بحث وضع هيئة التنسيق الوطنية والجبهة الوطنية الديمقراطية / جود القطب الديمقراطي و غيرها والتأكيد على أننا في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي، تاريخياً كنا وما زلنا مؤمنين بضرورة تحالف قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية لمواجهة الاستبداد والخلاص منه، وأن هذا الهدف خيار استراتيجي للحزب لتحقيق التغيير الوطني الديمقراطي الجذري والشامل.

4- ناقش المؤتمر أوضاع المعارضة السورية ومواقفها السياسية وحالة التشتت والتشرذم التي تعيشها، واختلاف برامجها وخياراتها السياسية، فضلاً عن بعض القوى والتشكيلات التي تطرح نفسها كمعارضة وطنية إلا ان انخراطها في أجندات إقليمية ودولية جعلها تعمق الشرخ بين قوى المعارضة، وتعيق الوصول لبرنامج عمل مشترك يحقق أهداف الشعب السوري في الحرية والكرامة، كما تم مناقشة التشكيلات والمشاريع السياسية التي تمثل تهديداً لوحدة سورية وسيادة شعبها وتفرض نفسها كأمر واقع من خلال الاستقواء بقوى خارجية، وتبتعد عن الاحتكام لإرادة الشعب السوري في تقرير شكل الدولة التي يريدها وفق آليات وطنية ديمقراطية.

5- تم التأكيد على تمسكنا بالعملية السياسية التفاوضية تحت إشراف الأمم المتحدة وفق بيان جنيف1 و البيانات والقرارات الدولية ومنها القرار 2118/2013 والقرار 2254/2015 بخلاف المسارات الأخرى التي تزيد من حالة الصراع والاقتتال على الأرض السورية وعلى حساب دم الشعب السوري بمحاورها الأربع ( هيئة الحكم الانتقالي التي تؤمن البيئة الآمنة و المحايدة و العملية الدستورية التي تؤمن الاصلاح الدستوري و العملية الانتخابية التي تسمح لكل السوريين داخلاً و خارجاً للمشاركة الفعالة و النزيهة فيها و الامن و مكافحة الإرهاب بكل مولداته و حواضنه الذي يؤمن الإفراج عن المعتقلين و المخطوفين و يساعد على العودة الآمنة و الطوعية للمهجرين و النازحين).

6- دعا المؤتمر لفتح حوار واسع في مؤسسات الحزب بغية انجاز رؤية فكرية متطورة و متجددة لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي، تكون برنامج عمل استراتيجي وبرنامج سياسي للحزب، ورؤية يستهدى بها لاستيعاب الواقع الذي نعمل لتغييره واستيعاب لروح العصر و معطياته وفهماً للقيم العربية و الإسلامية و الإنسانية التي حققت بُعداً حضارياً لأمتنا العربية و للعالم ، ويؤكد تمسك حزبنا بالمبادئ الرئيسة التي طرحتها الناصرية بوثائقها المتطورة المفتوحة للتجديد باعتبارها أفكار ومفاهيم معبرة عن الواقع العربي ، ومستخلصة من معاناة وخبرة قوى الأمة، فهي فهم لمواجهة الواقع ووعي لاستشراف المستقبل.

7- في مناقشة التقرير التنظيمي: أكد المؤتمر على ضرورة متابعة التواصل مع كوادر الحزب في جميع المحافظات ومناطقها وفي الوطن العربي والمهجر، رغم الأوضاع الأمنية السائدة، للمحافظة على استمرار التفاعل والنشاط داخل صفوف الحزب وتماسك مؤسساته وتوسيع قاعدته التنظيمية، وخاصة في قطاعي الشباب والمرأة، والاحتكام للنظام الداخلي في تنفيذ قراراته عبر مؤسساته المنتخبة.

– وخلص المؤتمر بالتأكيد على القضايا الاستراتيجية التالية:

1) التأكيد على وحدة سورية أرضاً وشعباً وتحرير كافة الأراضي السورية و العربية المحتلة بكافة الوسائل المشروعة.

2) الوحدة الوطنية شرط لازم للتحرير والتحرر من الاستبداد وكافة الاحتلالات وبناء سورية المستقبل.

3) القضية الفلسطينية قضية مركزية عربية بامتياز وتعتبر من المهام المتقدمة في العمل القومي.

وفي ختام المؤتمر: تم انتخاب اللجنة المركزية مع تصديق كافة تقاريره ووثائقه. في جو بناء أكدته الإخوة النضالية.

إرسال التعليق