الملف الليبي يعيد التوتر إلى العلاقات التركية المصرية ومصدر أمني رفيع المستوى للزمان وقوع صدام مسلح بين البلدين أمر مستبعد

الملف الليبي يعيد التوتر إلى العلاقات التركية المصرية ومصدر أمني رفيع المستوى للزمان وقوع صدام مسلح بين البلدين أمر مستبعد

بعد فترة من الوفاق بين مصر وتركيا شهدت العلاقات بين البلدين عودة السفارات وتبادل الزيارات بين الرئيسين وقيام تركيا بتوقيف المحطات الإخوانية التي تهاجم مصر وتبث من الأراضي التركية عاد التوتر بين البلدين بعد تصادم مصالح البلدين في عدد من الملفات التي تعتبرها مصر جزء من الأمن القومي المصري وكشف مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن مصر نظرت بعدم رضى إلى الدور التركي في سوريا ورعايتها للتمرد المسلح الذي أطاح ببشار الأسد خاصة أن هذا التمرد نفذه تنظيم مسلح ينتمي إلى تيار الإسلام السياسي والذي تعتبره مصر من أكبر التهديدات التي تهدد أمن النظام المصري منذ الاطاحة بحكم الإخوان فضلا عن وجود شكوك في نوايا تركيا في السيطرة على جزء من الشمال السوري ثم كان التدخل التركي في القرن الأفريقي ورعايتها للمصالحة بين إثيوبيا التي تهدد الأمن المائي المصري والصومال بهدف الحصول على موطئ قدم على البحر الاحمر بهدف التنقيب عن الغاز وهو الأمر الذي يهدد المصالح الاقتصادية المصرية وهو ما ردت عليه مصر بإحياء التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص في مجال التعاون في التنقيب عن غاز المتوسط ثم كان الصدام الثالث هو الملف الليبي حيث تم نقل المئات أو الآلاف من المرتزقة السوريين ومن جنسيات أخرى إلى الغرب السوري وهو الأمر الذي يهدد بتنفيذ عمليات ضد قوات خليفة حفتر الموالي لمصر والذي تدعمه أيضا روسيا التي نقلت كميات كبيرة من المعدات الروسية التي كانت موجودة في سوريا إلى مصر وفي ظل التهديدات التي تتعرض لها المصالح المصرية في ليبيا واحتمال تعرض قوات حفتر لهجمات من تلك الميلشيات قام الجنرال خليفة حفتر بزيارة مفاجئة لمصر حيث اجتمع مع الرئيس السيسي وكشف المصدر الأمني أن الملف الامني احتل صدارة المباحثات حيث مصل حفتر على تطمينات من الرئيس السيسي باستمرار الدعم المصري له والتصدي لأية محاولات لاجتياز منطقة الجفرة والتي حددها السيسي كخط احمر لمن يحاول الاقتراب منه واستبعد المصدر الأمني حدوث صدام عسكري بين مصر وتركيا بسبب الخلافات بين البلدين حول عدد الملفات وعلى رأسها الملف الليبي مؤكدا أن تركيا لها استثمارات ضخمة في مصر وهو ما يشكل دعم للاقتصاد المصري في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي يواجهها كما أن هناك تنسيقا بين البلدين في عدد من الملفات السياسية الهامة وعلى رأسها الملف الفلسطيني كما أن البلدان يمتلكان اكبر قوة عسكرية في المنطقة ومن هذا المنطلق فإن الدخول في مواجهة عسكرية هو أمر شبه مستحيل وفي السياق ذاته قال اللواء أركان حرب محمد رفعت المتخصص في الشئون العسكرية والاستراتيجية للزمان أن هناك تحركات غربية تحدث في الغرب الليبي تعمل وفق أجندات بعضها مدعوم من دول خارجية وهي تدخل احيانا في نزاعات فيما بينها مما يزيد حالة عدم الاستقرار واضاف أن التقديرات تشير إلى وجود خلايا نائمة في جنوب وغرب ليبيا تنتمي لتنظيم داعش وهي تحاول استقطاب مقاتلين أجانب خاصة من الدول المجاورة لشن عمليات في المنطقة وأنه في حالة انهيار السيطرة الحكومية في غرب ليبيا وقد تنشأ مناطق خاضعة للميلشيات المسلحة مما يتيح ملاذا آمنا للجماعات الإرهابية كما يمتد عدم الاستقرار من الغرب إلى شرق ليبيا مما يهدد الحدود المصرية بشكل مباشر ويسهل مرور عناصر إرهابية إلى مصر عبر الصحراء الغربية وإذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه فقد تتحول ليبيا إلى مركز لتهريب الأسلحة إلى دول الجوار بما في ذلك مصر وعن دور مصر في مواجهة هذا الوضع قال اللواء رفعت أن مصر تلعب دورا كبيرا في دعم الحل السياسي للازمة كما تقوم القوات المسلحة بعمليات مراقبة مستمرة للحدود الغربية مع استمرار التنسيق الإقليمي مع تونس والجزائر في مراقبة الأوضاع ومنع تفاقم الأزمة واستبعد اللواء رفعت تجاوز تلك الميليشيات خط سرق الجفرة خاصة في حالة وجود تنسيق مع تركيا .

مصطفى عماره

إرسال التعليق