نداء ألف رئيس بلدية فرنسي: وقف الإعدامات في إيران ودعم مقاومة مريم رجوي
في مبادرة دولية بارزة، وقّع أكثر من ألف رئيس بلدية فرنسي، يمثلون تنوعًا جغرافيًا وسياسيًا، بيانًا يطالبون فيه بالوقف العاجل لموجة الإعدامات المتصاعدة في إيران، التي بلغت ذروتها منذ تولي بزشكيان الرئاسة. هذا النداء، الذي أطلقته لجنة رؤساء البلديات من أجل إيران ديمقراطية بالتعاون مع لجنة دعم حقوق الإنسان في إيران، يعكس التزامًا إنسانيًا عميقًا بالتضامن مع الشعب الإيراني ضد قمع النظام.
أزمة الإعدامات: أرقام صادمة
كشف البيان عن إحصاءات مخيفة استنادًا إلى منظمة العفو الدولية، حيث شكّلت إيران 74% من إعدامات العالم في 2023. خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2024، سجّل النظام 386 إعدامًا، وهو ارتفاع غير مسبوق مقارنة بالسنوات السابقة. أكد رؤساء البلديات أن هذه الإعدامات ليست إجراءات قضائية، بل أدوات سياسية لترهيب الشعب وقمع الاحتجاجات. يُشار إلى أن النظام يستهدف خصوصًا معارضيه، بمن فيهم أنصار منظمة مجاهدي خلق، لإسكات أي صوت مقاوم.
إدانات دولية صارمة
استند البيان إلى تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة (مارس 2024)، الذي وثّق أعمال النظام من قتل، تعذيب، اعتقال، واغتصاب، واعتبرها “جرائم ضد الإنسانية”. كما أبرز تصريحات جاوید رحمان، المقرر الأممي الخاص، الذي وصف مجزرة 1988، التي أودت بحياة 30 ألف سجين سياسي، معظمهم من أعضاء مجاهدي خلق، بـ”إبادة جماعية”. هذه الجريمة، التي وقعت بأمر مباشر من قادة النظام، تظل وصمة عار تُلاحق طهران، وتؤكد ضرورة محاسبة المسؤولين.
مقاومة داخل السجون
سلّط البيان الضوء على حركة احتجاجية متصاعدة داخل السجون الإيرانية. يخوض معتقلون سياسيون في أكثر من 20 سجنًا إضرابات أسبوعية عن الطعام ضمن حملة “لا للإعدام”، رفضًا لسياسة النظام القمعية. هذه الإضرابات، التي تجمع بين سجناء من خلفيات متنوعة، تُظهر روح مقاومة لا تُلين رغم الظروف القاسية، وتُلهم دعوات دولية لدعمهم. البيان أشار إلى أن هذه الحركة تعكس رفضًا شعبيًا واسعًا لسياسة الإعدام كأداة للسيطرة.
دور المقاومة الإيرانية
أكد رؤساء البلديات دعمهم لبرنامج مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المكوّن من عشرة بنود، والذي يتضمن إلغاء عقوبة الإعدام، ضمان ديمقراطية تعددية، وتعزيز المساواة بين الجنسين والأعراق. رجوي، التي تُعتبر رمزًا للمقاومة ضد النظام، جدّدت هذا الالتزام في مؤتمر دولي للمحامين في باريس (24 أغسطس 2024)، حيث دعت إلى إيران حرة خالية من القمع. البيان وصف خطتها كـ”خارطة طريق” لمستقبل ديمقراطي، مشيدًا بجهود المقاومة في كشف انتهاكات النظام وتعبئة الدعم الدولي.
تأثير عالمي للبيان
هذا النداء ليس مجرد إدانة، بل دعوة لتحرك عالمي. رؤساء البلديات دعوا الحكومات الأوروبية والأمم المتحدة إلى فرض عقوبات على المسؤولين الإيرانيين المتورطين في الإعدامات، وطالبوا بتفعيل آليات محاسبة دولية. البيان يعزز الضغط على النظام في وقت يواجه فيه أزمات داخلية، من انهيار اقتصادي إلى احتجاجات شعبية، مما يجعله أكثر هشاشة أمام الانتقادات الدولية.
خاتمة
بيان ألف رئيس بلدية فرنسي رسالة قوية ضد الإعدامات في إيران، وتأكيد على دعم رؤية مريم رجوي لإيران ديمقراطية. هذا التحرك يعكس إجماعًا دوليًا متزايدًا ضد انتهاكات النظام، ويُنذر بضرورة تغيير جذري. مع استمرار مقاومة الشعب والسجناء، تبقى هذه الدعوات شعلة أمل لمستقبل خالٍ من القمع.
إرسال التعليق