قرار غلق المساجد والفتنة الكبرى

قرار غلق المساجد والفتنة الكبرى

لم أصدق نفسي وأنا أتوجه عصر اليوم بالصلاة بأحد المساجد الكبرى التابعة لوزارة الأوقاف عندما تم إبلاغي بأن وزارة الأوقاف قررت منع الصلاة بالمساجد بعد فتوى من دار الإفتاء بدعوى الحفاظ على صحة المواطنين من إنتشار فيروس الكورونا خاصة أن المساجد سواء العامة والخاصة كانت ملتزمة بتعقيم المساجد قبل كل صلاة أو بعدها كما أن عدد المصلين بالمساجد لم يكن كبيرا بعد عزوف الكثير من الناس وخاصة الشباب على الصلاة بالمساجد بعد أن شغلتهم ملذات الحياة كمباريات كرة القدم عن تلبية نداء الحق ، وتساءلت في نفسي هل يمكن أن يتخذ هذا القرار في بلد الأزهر ؟! وتذكرت وقتها الاية الكريمة ” فمن منع مساجد الله أن يذكر فيها أسمه وسعى في خرابها” ولاشك أن هذا القرار يلقى ظلال من الشكوى على بعض الإجراءات التي اتخذت بدعوى الحفاظ على صحة المواطنين رغم أن الحكومة لم تكن حريصة في يوما ما على صحة المواطنين في ظل إرتفاع الأسعار بالمقارنة بالدخول والتي جعلت المواطن العادي عاجز عن تلبية احتياجاته من المأكل والمشرب والتعليم والصحة ، فإن حالة الاحتقان لدى الطبقة الكادحة من تلك الأوضاع يمكن أن تحدث فتنة كبرى حيث يمكن أن تستغله الجماعات المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمون في أن الدولة تحارب الدين . وإذا كنت قد تصديت في مقال سابق لجعوة محمد علي والذي دعا المصريين إلى النزول للتظاهر ضد النظام وحذرت المواطنين من الاستجابة لتلك الدعوة لمنع حدوث فوضى وفتنة داخل المجتمع يمكن ان يستغلها أعداء الوطن في الداخل والخارج لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة فأنني في نفس الوقت أحذر من عواقب قرار إغلاق المساجد لتفويت الفرصة على أعداء الوطن في الداخل والخارج لأحداث فتنة وانقسام داخل المجتمع كما أن التجربة القاسية التي تمر بها مصر والدول العربية والإسلامية أثبتت مدى قدرة الله على إنزال العقاب على البشر والذي وقف عاجزا عن مواجهة فيروس لا يرى بالمجهر ليكون درسا للناس وخاصة في الدول العربية والإسلامية بضرورة الرجوع إلى الله قبل أن ينزل عليهم بلاء أكبر كما قال في كتابه الكريم ” ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون” .
إنني ومن منطلق حرصي على هذا البلد وسلامته أتوجه بنداء إلى الرئيس السيسي والذي أعلم مدى حرصه على أمن البلاد وسلامته أن يراجع هذا القرار ويعيد الحياة إلى المساجد ليرتفع فيها من جديد نداء الله عسى الله أن يرفع عنا هذا البلاء ويحفظ هذا البلد الذي جعله الله أمنا ً وامانا لكل المسلمين .

مصطفى عمارة

إرسال التعليق