فيروس كورونا والعودة إلى الله
لم يكن تفشي فيروس كورونا في هذا التوقيت وانتشاره في معظم دول العالم رغم الإمكانيات العلمية الهائلة التي يمتلكها العالم الغربي وامتداده إلى الدول العربية والإسلامية في هذا التوقيت محض مصادفة ولعل عجز الدول الغربية بكل إمكانياتها العلمية عن مقاومة الوباء درس من الله للدول الكبرى بأنها لن تستطيع التصدي لإرادة الله ولعل هذا يذكرنا بقول الله تعالى : حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ . فإذا كان الله قد أرسل على تلك الدول جند من جنوده متمثل في فيروس لا يرى بالعين المجردة وقف العالم أمامه عاجزا فكيف سيكون الأمر الذي أنزل الله غضبه على الكون في صورة أعاصير أو براكين أو زلازل ولعل الدرس الأكبر كان للدول العربية والإسلامية التي نسيت الله خلال السنوات الماضية فأنساها أنفسها حتى أصبح يقاتل بعضنا البعض بدلا من مقاتلة أعداء الله وعلى رأسهم إسرائيل التي استباحت دمائنا واعراضنا واراضينا دون أن يتحرك أحد وكان يجب أن يكون ذلك درس لنا للعودة إلى الله إلا أننا تمادينا في أخطائنا وابتعدنا عن الله أكثر، ففي مصر فرغت المساجد من المصلين بعد أن شغلتها مباريات الكرة ووسائل اللهو وبدأت حرب شعواء من جانب التيار العلماني على الدين بدعوى تطوير الخطاب الديني وهي كلمة حق أريد بها باطل لأن الغرض الأساسي كان تدمير الدين وإفراغه من مضمونه تنفيذا لأوامر الغرب ، وفي السعودية بلد الحرمين الشريفين بدء انفتاح غير مسبوق في تاريخ المملكة بافتتاح المسارح والحانات وصالات القمار ومن عجائب القدر إنه في العام الذي فتحت السعودية أراضيها لوسائل الفجور أغلق الله الحرمين في وجه المصلين كما أغلقت مصر مساجدها أمام المصلين ولم يكن الوضع أفضل حالا في البلاد العربية الأخرى كالعراق وسوريا ولبنان وليبيا وكان يجب أن يكون هذا الدرس الإلهي عظة لنا للعودة إلى الله إلا أننا وللأسف تمادينا في الخطأ وبدلا من العودة إلى الله تزودنا بعدا وأغلقنا المساجد في وجه المصلين بدعوى محاربة الوباء مع أن رفع هذا البلاء لن يتأتى إلا بالعودة إلى الله والتضرع إليه والاستغفار للذنوب التي اقترفناها خلال الفترة الماضية ، وصدق الله العظيم عندما قال : إنما لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .. فهل لنا أن نفيق من عفوتنا ونعود إلى الله قبل فوات الأوان .
مصطفى عمارة
إرسال التعليق