بعد إعلان المبعوث الأممي عن تفاهمات بين النظام السوري والمعارضة حول اللجنة الدستورية أسامة الأطرش عضو المجلس المركزي للكتلة الوطنية الديموقراطية السورية في حوار خاص

بعد إعلان المبعوث الأممي عن تفاهمات بين النظام السوري والمعارضة حول اللجنة الدستورية أسامة الأطرش عضو المجلس المركزي للكتلة الوطنية الديموقراطية السورية في حوار خاص

– العملية السياسية بين النظام السوري والمعارضة غير مجدية لأن القوى الكبرى هي صاحبة القرار النهائي في الشأن السوري .
– الوضع الحالي في إدلب غير قابل للحل إلا من خلال مشروع متكامل لم يتم الإتفاق عليه بعد .

على الرغم من إعلان المبعوث الأممي للسلام أن النظام السوري والمعارضة اتفقا على جدول أعمال اللجنة الدستورية إلا أن الجمود في العملية السياسية أستمر دون إحراز تقدم يذكر في الوقت الذي اتفقت فيه روسيا مع تركيا على إتخاذ إجراءات لضبط الوضع في إدلب للحيلولة دون وقوع صدام سوري تركياً ، وفي ظل تلك الأجواء أدلى أسامة الأطرش عضو المجلس المركزي للكتلة الوطنية الديموقراطية السورية بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره عن الأوضاع على الساحة السورية وفيما يلي نص هذا الحوار :
– نريد اولا ان نعرف معلومات عن الكتلة الوطنية الديموقراطية السورية ؟
الكتلة الوطنية الديموقراطية السورية كيان مستقل وغير مرتبط بأي جهة ومعظم كوادرها ممن كان لهم دور مميز في العمل السياسي الوطني لعقود .

– كشف المبعوث الأممي للسلام إلى سوريا أن النظام والمعارضة اتفقا على جدول أعمال اللجنة الدستورية ، فما هي أسباب عدم عقدها حتى الأن؟
لابد من الإشارة إلى ان لجان إعداد الدستور وسواها بين النظام السوري وما يسمى بالمعارضة غير جديه وليست أكثر من تمرير للوقت إلى حينِ وزمن يقرره اللاعبون الكبار شأنها شأن المؤتمرات التي تم عقدها في أسيتانا وسوتشي وبالإمكان إستحداث غيرها من المشاريع الهامشية لاحقآ طالما أن الدول الكبرى المتنفذة وصاحبة القرار لم تتفق في ما بينها بعد على الوضع النهائي للحالة السوريه وفق مصالحها وأخذآ بالإعتبار مصالح الدول الإقليمية وفي مقدمها تركيا وإيران المنخرطة والفاعلة أصلآ في الأزمة السوريه علمآ أن لا النظام ولا مايسمى بالمعارضة الرسميه التابعة أصلآ لقوى خارجيه تملك أي دور أو مشاركه فعليه في تحديد مستقبل سوريه كونها قد تخلت عن إستقلاليتها وفقدت سيادتها بحكم تبعيتها لقوى ودول النفوذ .

– ما تفسيرك للجمود الذي تشهده منطقة إدلب حاليا ؟
يعتبر الوضع الحالي في إدلب عقده كأداء غير قابل للحل إلا من خلال مشروع متكامل لم يتم الإتفاق عليه بعد خصوصآ في غياب الإهتمام الأمريكي في الوقت الحالي وفي ظل تشابك مصالح روسيا وتركيا وتعقيدات المسأله الكرديه ووجود بقايا بعض المنظمات الجهادية المتطرفه المختلف أصلآ على تعريفها والعمل الجدي في مابعد على فك أي إرتباط لها بالنسيج الإجتماعي في الشمال السوري عليه سوف يبقى الوضع يراوح لبعض الوقت .

– هل تتوقع أن تحرز اللجنة تقدما في حالة عقدها ؟
من المؤكد أن المواجهات في الشمال السوري بين النظام والمليشيات الإيرانيه من جهه وقوى المعارضه من جهة أخرى سوف تستمر وفق حدود الضبط التي ترسمها التفاهمات الروسية التركيه والتي لا مصلحة لها بإستمرار الوضع على ما هو عليه خوفآ من تحول حالة السكون إلى أمر واقع سياسيآ وجغرافيآ قبل التوصل لحل نهائي .

– وماذا عن طبيعة العلاقات الأمريكية التركية ؟
إن العلاقة التركيه مع أميركا أكثر تعقيدآ منها مع روسيا وهذا عائد للموقف من القضية الكرديه أكثر منها للعلاقة مع النظام في سوريه فبرغم أن كلآ من أميركا وتركيا يجمعهما حلف الناتو إلا أن المسألة الكرديه تفرقهما وما لم يتم الإتفاق على حلٍ جذري تقبل به تركيا ومعها دول الجوار المعنيه بالشأن الكردي أي سوريه والعراق وإيران وبين الأكراد عمومآ فسوف يبقى هذا الواقع مشروع أزمات سياسيه وعسكريه تتفجر بين الحين والحين ، أما في ما يخص العلاقة التركية الروسيه وبحكم حجم المصالح الإقتصاديه الهائله والمتميزه فإن الخلاف لا يتعدى المسألة السوريه المتمثله بنظام الحكم وحجم وطبيعة مصالح الطرفين فيها.

– وما هي الأهداف الحقيقية لتركيا في سوريا ؟
لا يخفى على أحد أنه ومنذ إستلام حزب العدالة والتنميه في تركيا زمام السلطه أن بوصلة إهتمامه تغيرت إلى المنطقة العربيه خصوصآ بعد أن تبين أن لا فرصة لتركيا بالإنضمام للمجموعة الأوروبيه إضافة للخلفية الإيدلوجيه لحزب العدالة والتنميه الذي يعتبر نفسه وريث مشروع الخلافة الإسلاميه خاصةً بوجود أردوغان على رأس الحزب وهذا ما دفعه إضافةً لكونه المتأثر الأكبر بالواقع السوري إجتماعيآ وإقتصاديآ وسياسيآ للإنخراط بالصراع القائم بهذا الشكل والحجم .

– وما هي أبعاد المخطط الإيراني في سوريا ؟
إن المشروع الإيراني الفارسي التوسعي في المنطقة العربيه أمر واقع غير مخفي بإعتراف الإيرانيون أنفسهم ومنذ أن أطلق الخميني مشروعه التوسعي طمعآ بإحياء الإمبراطورية الفارسيه تحت مسمى تصدير الثوره بلبوس طائفي فكانت لبنان ومن ثم العراق وسورية واليمن وأينما إستطاع مد نفوذه في الجسم العربي وبكافة الوسائل الثقافية المذهبية والإقتصادية والعسكرية وما البؤر التي أقامها في دمشق ودرعا ودير الزور وحلب وغيرها إلا تجسيد لهذه السياسة وللمشروع برمته .

– لماذا يتكتم النظام السوري على الأعداد الحقيقية لمرضى كورونا؟ وما دور الميلشيات الإيرانية في انتشاره ؟
إن مسألة وجود إنتشار لوباء كورونا في سورية أمر مقطوع به بحكم وجود الألاف من الميليشيات الإيرانيه المنتشر أصلآ في بلادهم هذا الوباء إضافةً للمليشيات العراقية وغيرها ، أما ما يدفع النظام إلى إخفاء ذلك أو التخفيف من أعداده فهو الخوف من ردة فعل الشارع العنيفه والذي يرزح تحت ضغط شديد من الفقر وضعف الإمكانات الصحية والطبيه .
ومن المؤكد أن وجود مليشيات إيرانيه في بعض المناطق السوريه لابد وأن يؤدي إلى إنتشار وباء كورونا بحكم إنتشاره في بلادهم أما فيما يخص مليشيا حزب الله فمن الممكن وإن لم يكن ما يؤكد ذلك .

– وما هي قدرة النظام السوري على مواجهة هذا الوباء ؟
النظام السوري وفق البنيه الإقتصاديه والطبيه المتردية غير قادر حتمآ على مواجهة هذا الوباء إلا بالحدود الدنيا وبدعم من الهيئات الدولية .

– ما هي احتمالات عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية بعد التقارب الذي حدث مع عدة أنظمة عربية ؟
إن مسألة عودة النظام ليست مرتبطه برغبة دولة عربية ما في جامعة الدول العربية وهذه المسأله لا يمكن فصلها عن موقف الدول الكبرى وفي مقدمها أميركا ودول وأوروبا الرافضه لإعادة تأهيل النظام بل أن الحالة السوريه وحجم الجرائم غير المسبوقه التي إرتكبها النظام تجاوزت كل من يريد ذلك ىبل أن التوجه هو إحالة العديد من قادة هذا النظام وفي مقدمهم رئيسه للمحاكم الدولية والمؤكد أن هذا النظام لا أمل له في البقاء في السلطه ضمن أي مشروع سياسي للدول الكبرى على طريق إيجاد حلول جذريه للمأساة السوريه .

حاوره/ مصطفى عمارة

إرسال التعليق