يقول تعالى
يقول تعالى: ” فلولا إذ جاءهم بأسُنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون” فأصبحنا لا نبالي أنحن في كرب أم في فسحة من الزمن نري النكات والقفشات تملء البيوت وكأنهم بعيدون عن هذا الوباء أين العائدون إلي الله من بعد هذا الوباء أين من زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون؟! تتساوي كل الاشياء قبل وبعد الازمة لا تغيير ولا شك أن الضحك مفيد وعلاج قوي لزيادة مناعة الانسان ضد الصدمات والازمات ولكن ليس بهذه الكمية المفرضة التي أجتاحت مواقع التواصل الأجتماعي ويقول تعالى أيضاً: “وما نرسل بالآيات إلا تخويفا” وفي هذه الآية يقول قتادة: “وإن الله يخوّف الناس بما شاء من آية لعلهم يعتبرون أو يذكرون أو يرجعون” فكم منا تراجع وأعتبر وأناب وتاب إلي الله توبة نصوحا وعاهد الله أن لا يعود إلي الذنوب مرة أخري وكم من جزار كناية عن قسوة قلبه في فرض أتاوته علي الغلابة والمحتاجين وهو يشمل كل أصحاب المصالح أو المهن كالتاجر في أي قطاع من التجارة أو بائع أي سلعة أين أرباحكم التي تسهرون علي حسابها كل يوم أو صنايعي في أي مهنة سباك نجار لحام نقاش صياد سمك مبيض محارة كهربائي ميكانيكي سائق عربية أجرة أو نقل أو حتي أصحاب التكاتك أو حتي أصحاب الموتوسيكلات من ذوي هذه الاعمال أين التسارع علي الطرق وشيطنة الأسفلت من السرعة أين المدرسين أصحاب الدروس الخصوصية بدون رحمة أو هوادة أين المحامين الذين يستغلون جهل الناس بالقانون أين لاعبي الكرة الذين صدعونا ليل نهار أين الدوريات العالمية أين أصحاب المقاهي والمحلات أين المولات أين الموظفون في كل المصالح والجهات الحكومية الذين يفتحون الأدراج وربما لم يعمل إلا الاعلاميين الذين يتاجرون بالغلابة الكلام للكل دون أستثناء أين أنتم من العمل الآن وكروتة الزبون هل عرفتم لماذا توقفت الحياة !1؟ لعلكم إليه ترجعون إلي الله وحده أفيقوا من هذه الأزمة التي لم تسلم منها مهنة ولم يغنم بها فرد الكل حبيس البيوت إن لم تتأثر ماديا فقد تأثرت نفسيا لأن الله يرسل رسائل لا يعيها إلا أصحاب القلوب النقية والنفوس السوية وتأثر أيضا الاطباء خاصة الكبار في أي تخصص من أصحاب الكشوفات الكبيرة أو حتي القراء في المأتم أين من خشع بأصواتكم خيفة من الله أو تمايل حزنا علي ذنوبه الان أو المطربين والفنانين الذين يحيون السهرات أمن تراقص إليكم طربا اين أرقامكم المبالغ بها الآن هل دامت لكم كم من فرح أقيم بدون مطربين أو حتي معازيم وتكلفة فاضية وكدابة وكم من مأتم أقيم بدون قراء أو حتي معزين أين الكتاب الذين لا يوعظون الناس في مثل هذه الأوقات وأين وأين …… كم من أساتذة جامعيين مشهورين تقلص دورهم وبعض الدكاترة المعروفين قفلوا عيادتهم والبعض لغي حجوزات كانت من قبلها بشهور حتي السارقين والحرامية تأثروا بسبب الحظر المقيد للحركة ليلا وهو نشاطهم المفضل أين أصحاب العزائم السمينة لكبار القوم وتاركي الفقراء يرتجفون من شدة البرد أو عناء الجوع أين الحجيج الذين يتسابقون علي الحج والعمرة ليشتروا مسميات فقط وهم بعيدون عن أقرب الأقربين أين أنتم من جيرانكم المحتاجين أين من يوزعون النصائح والدروس والخطب ويحللون لأنفسهم كل حرام ومكروه أين أصحاب المناصب والجاه والسلطة في مقابلة هذا الوهم القاتل ولكننا مع كل هذا وفي الوقت الذي يجعلنا نفكر بل نعيد التفكير مرات ومرات في حياتنا السابقة للأسف لا نري إلا قسوة القلوب تزداد شراسة وجشع التجار يزداد نهبا والنفوس تزداد خبثا وفسادا لا تتعظ ولا تعتبر الكل ينصب نفسه عالما وعلامة يكتب في الدين وهو بعيدا عنه ويتحدث في السياسة وهو أبعد ما يكون منها يتقمص شخصية ابو المفهومية وهو أجهل الجهلاء هذا وقت تضامن وتكافل للذين تأثروا وتوقفت أعمالهم والفقراء والمحتاجين وهم بجواركم في كل مكان بل هم كثر في هذه الأيام لا تتعجب من قسوة الكلام ولكن أجعل وقوفك بجانب الغلابة هو العجب العجاب أعلم تمام العلم أني أكتب لمن لا يقرأ وأشرح لمن لا يفهم وأوضح لمن يتفلسف وأبين للمتعجرف والمتكبر الذي لمس الكلام قلبه ومازال مستعصي لحكمة الله أقول كفايكم مللنا أستهدوا بالله العلي العظيم وأنيبوا إليه بل أفيقوا يرحمنا ويرحمكم الله اللهم بلغت اللهم فأشهد العبد الفقير إلي الله مصطفي هنداوي
إرسال التعليق