في الذكرى 72 لنكبة فلسطين
د/ أيمن الرقب القيادي بالتيار الإصلاحي لحركة فتح والكاتب والمحلل السياسي في حوار خاص
– الانقسام الفلسطيني يعد أخطر من نكبة فلسطين .
– أبو مازن غير قادر على مواجهة تداعيات وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل .
على الرغم من مرور 72 عاما على نكبة فلسطين بعد إعلان إسرائيل قيام دولتها على أراضي 48 إلا أن تداعيات تلك النكبة لا تزال باقية خاصة بعد إعلان الإدارة الأمريكية عن نقل سفارتها إلى القدس وتوجه الحكومة الإسرائيلية نحو ضم أراضي الضفة الغربية إليها ، وفي ظل تلك التداعيات الخطيرة والتي تهدد بضياع ما تبقى من أراضي فلسطين أدلى د/ أيمن الرقب القيادي بالتيار الإصلاحي لحركة فتح والكاتب والمحلل السياسي بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره حول الأوضاع على الساحة الفلسطينية خاصة بعد إعلان إسرائيل عزمها عن ضم الضفة الغربية إليها وفيما يلي نص هذا الحوار :
– عقب مرور 72 عاما على نكبة فلسطين هل ترى أن الفلسطينيين يواجهون نكبة أخرى خاصة مع إعلان إسرائيل عزمها عن ضم أراضي الضفة الغربية؟
بعد مرور 72 عاما على نكبة فلسطين أرى أن حلم إقامة الدولة الفلسطينية بدأ يتلاشى تدريجيا ورغم أن جزء كبير من الفلسطينيين تنازل عن حلم إقامة دولة فلسطين الكبرى من النهر إلى البحر ورضى بإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 إلا أن إسرائيل تنكرت في الإعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى ، أما النكسة الأخرى والتي تهدد بنكبة جديدة هو الانقسام الفلسطيني إثر الانقلاب الذي قامت به حركة حماس في قطاع غزة كما أن الفصائل الفلسطينية لم تكن بحجم المأساة والقيادة الفلسطينية عاجزة عن ترتيب البيت الفلسطيني حتى أنها فشلت في ترتيب إجتماع للفصائل الفلسطينية لمواجهة احتمالات ضم إسرائيل لاراضي الضفة الغربية فضلا أنها لا توجد لديها رؤية في كيفية التعامل مع الخطة الأمريكية المسماة بصفقة القرن ووفق تلك المعطيات فإننا ذاهبون إلى نكبة أخرى أخطر من نكبة فلسطين عام 1948 ،
– وهل ترى أن الرئيس أبو مازن قادر على مواجهة قرار إسرائيل بضم أراضي الضفة الغربية ؟
أبو مازن لا يستطيع إلغاء الاتفاقيات المعقودة مع إسرائيل خاصة فيما يتعلق بالتنسيق الأمني مع إسرائيل لأنه يدرك أنه في حالة إلغاء تلك الاتفاقيات فلن يستطيع الخروج من مقاطعة رام الله كما حدث مع الشهيد ياسر عرفات كما أن المحيطين بالرئيس أبو مازن ليس من مصلحتهم وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل فهناك 150 بطاقة لدى الشخصيات المحيطة بأبو مازن تتيح لهم حرية الحركة في المدن الإسرائيلية فضلا عن وجود مشاريع إقتصادية بين السلطة وإسرائيل وبالتالي فإن تلك الشخصيات لا يريدون أن تصل الأمور مع إسرائيل إلى مرحلة الإنفجار ولم يستطع أبو مازن ترتيب اجتماع بحضور الفصائل بما فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي لمواجهة تداعيات القرار الإسرائيلي فالحركة الشعبية اشترطت تنفيذ السلطة الفلسطينية لقرارات المجلس الفلسطيني عام 2015 وحماس اشترطت تنفيذ إتفاق القاهرة عام 2005 وتشكيل إطار قيادي مؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية تشارك فيه حماس والجهاد وهو أمر صعب فضلا على أن عقيدة الأجهزة الأمنية الفلسطينية وسكون الشعب الفلسطيني يعدان من أكبر المعضلات في وقف التنسيق الأمني فهناك 200 الف عامل فلسطيني يعملون داخل المدن الإسرائيلية وبالتالي فإن أقصى ما يمكن أن تخرج به السلطة الفلسطينية هو مطالبة العالم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس، وعلى الرغم من كل هذا فأننا نعول على الشعب الفلسطيني والذي سبق أن قام بانتفاضة الحجارة وهو قادر على القيام بانتفاضة أخرى تقلب كل المعادلات .
– وما تفسيرك لمقاطعة حركتي حماس والجهاد للاجتماع الذي دعا إليه أبو مازن لمواجهة قرار إسرائيل بضم الضفة الغربية ؟
حماس والجهاد يرون أن الإجتماع الذي دعى إليه أبو مازن هو إجتماع دعائي حتى يظهر للعالم أن الفصائل تقف وراء أبو مازن ولن يقدم على خطوات ملموسة وأن عليه تنفيذ الاتفاقيات السابقة لإثبات جديته قبل الذهاب إلى إجتماع محكوم عليه بالفشل .
– وما هي رؤيتك لتصريحات الملك عبدالله بأن ضم إسرائيل للضفة سوف يؤدي إلى مواجهة مع إسرائيل؟
تصريحات الملك عبدالله تأتي في سياق الخطر الذي يشعر به على مستقبل المملكة في حالة ضم إسرائيل لاراضي الضفة الغربية وهو من خلال تلك التصريحات يريد أن تمارس أمريكا وأوروبا الضغط على إسرائيل للتراجع عن تلك الخطوة إلا أن الأردن او الدول العربية يدركون أنهم فير قادرون حاليا على الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل .
– وهل يمكن أن يكون الموقف الأوروبي عاملا ضاغطا على إسرائيل للتراجع عن ضم أراضي الضفة؟
الموقف الأوروبي خاصة الموقف الفرنسي والالماني يعد موقف متقدم حيث هدد بفرض عقوبات على إسرائيل إذا أقدمت على تلك الخطوة قد تصل إلى فرض عقوبات اقتصادية وسياسية او الإعتراف بدولة فلسطينية على حدود 67 في المقابل فإن إسرائيل تتحرك لعدم وصول الأمور إلى هذا الحد فرغم سيطرتها الفعلية على معظم أراضي الضفة الغربية إلا أنها تريد شرعنة تلك السيطرة بصورة معترف بها .
– وما هي حقيقة وجود تفاهمات بين إسرائيل وحماس فيما يتعلق بصفقة القرن ؟
لا أعتقد ذلك والمفاوضات التي تجري بين حماس وإسرائيل حاليا تتعلق بصفقة تبادل الأسرى ورغم وجود تناولات من حركة حماس لإتمام تلك الصفقة إلا أنها لم تتم حتى الأن كما يوجد تعاون بين الطرفين في الأمور الحياتية خاصة فيما يتعلق بمواجهة تداعيات فيروس كورونا .
– وما تقييمكم للموقف العربي خاصة في ظل الأنباء التي ترددت عن وجود تطبيع بين بعض الدول الخليجية وإسرائيل؟
لا أستبعد وجود تفاهمات في هذا المجال بين بعض الدول العربية وإسرائيل وهو ما أتضح خلال ورشة البحرين إلا أن الموقف العربي الرسمي لا يزال مؤيد لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود عام 67 وعاصمتها القدس بل أن العرب في إجتماع وزراء الخارجية الأخير أعلنوا أنهم لن يقبلوا آي شيئ يرفضه الشعب الفلسطيني .
– وما هي توقعاتك لموقف الإدارة الأمريكية في المرحلة القادمة خاصة عقب الانتخابات الأمريكية القادمة ؟
الإدارة الأمريكية عملت على تهدئة الموقف خلال الفترة الماضية لأنها لا تريد أن تخسر دعم اللوبي الصهيوني للإدارة الأمريكية الحالية خلال الإنتخابات أو دعم الجانب العربي لها وفي حالة فشل الإدارة الأمريكية خلال الإنتخابات القادمة فإن صفقة القرن سوف تنتهي أما إذا حدث العكس فسوف تتمادى الإدارة الأمريكية في دعمها لإسرائيل .
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق