محلل سياسي فلسطيني يكشف أبعاد المخطط التركي في المنطقة العربية
كشف المستشار والمحلل السياسي والإداري د/ علاء الدين عبيد في مقالة تلقيت نسخة منها أبعاد المخطط التركي في المنطقة العربية وجاء في نص المقالة :
القومية العربية
(استقلال الشعوب العربية بين المانح والمانع)
تباينت الاحداث التي عاشتها الشعوب العربية وتحديدا الاسلامية والتي كانت ولازالت ضحية المعاهدات والاتفاقيات التي تفرضها القوة الاستعمارية منذ زمن طال كل اشكال الهزيمة والانكسار والتي خضعت بموجبها للغزوات الاستعمارية التي قسمت المنطقة العربية لما يسمى بالدول العربية الان وغيرها من الدول التي استحدثت لاحتواء القوميات بحجة الاضطهاد العنصري والديني..
ولا سيما الشعب اليهودي آنذاك .. رغم ان اليهود كانوا اثناء الخلافة العثمانية يعيشون جنبا الى جنب مع الشعوب الاسلامية والمسيحية .. وبعد هزيمة العثمانيين تركز تواجد اليهود في فلسطين تحديدا وكانت النتيجة انه جاء التقسيم وفق الاغلبية القومية في ذلك الوقت واعلت اليهود دولتهم التي منحها اياها القوة الاستعمارية .. تتشبث الفلسطينيون بحقهم التاريخي في فلسطين والتي رسمت حدودها بعد هزيمة العثمانيين وعليه علق مصير الشعب الفلسطيني بين الرجاء والامل وتم تقسيم الاراضي الفلسطينية بين مصر والاردن كعهده لحين التوصل لاتفاق يقضي بإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة كباقي دول المنطقة وفق المعايير .
ومن هنا بدأت اسرائيل بفكرة التوسع وقامت باحتلال باقي المناطق التي اعتبرتها ضمن حقوقها المفترضة طالما ان الفلسطينيين رفضوا اعلان دولتهم.
وفي سياق متصل بعد الهزيمة الكبرى للدولة العثمانية والتي تنازلت بعدها عن كل ما كان ضمن حدودها في الشرق الاوسط وافريقيا وغيرها من المناطق التي تعهدت بموجب اتفاق ما يسمى بلوزان 1 و 2 وتعهدت بعدم محاولتها استرجاع هذه الاراضي لمدة 100 عام .
وكان اعلان الدولة التركية الحديثة هي المقابل لذلك الاتفاق الذي ادى الى تقسيم المنطقة لدول على اساس قومي وديني.
واليوم بعد ان اقتربت معاهدة لوزان الثانية على الانتهاء تقوم تركيا بشد عصبها محاولة ان تفرض وجودها في المنطقة استعدادا لاستعادة ممتلكاتها التي تركتها في عهد هزيمتها وخصوصا في منطقة المغرب العربي وليبيا تحديدا وهي اول المناطق التي خسرتها في بداية حربها مع القوى الاستعمارية .
وفي استعراض لهذه المعاهدة التي كانت السبب الرئيس في ضياع وتشتت العرب وتقسيم اراضيهم بما يتوافق مع مصالح القوى الاستعمارية والتي لازالت تحاول اعادة تقسيم المنطقة وفق معاييرها الجديدة .
معاهدة لوزان الثانية
بعد إبرام معاهدة سيفر التي تقاسمت بموجبها أراضي الدولة العثمانية، وأعطت معظم القوميات غير التركية في الدولة العثمانية استقلالها، رفض الأتراك هذه المعاهدة وخاضوا حربا شرسة ضد الحلفاء حتى انتصروا عليهم انتصارا كبيرا، وخاصة على اليونان خلال حرب 1922-1923.
وفي أعقاب ذلك عُقد مؤتمر لوزان الثاني الذي استمرت أعماله ثلاثة أشهر، وتمخض عن توقيع معاهدة لوزان يوم 24 يوليو/تموز عام 1923 في فندق بوريفاج بلاس بمدينة لوزان جنوبي سويسرا. وكانت أطراف المعاهدة القوى الاستعمارية المنتصرة بعد الحرب العالمية الأولى خاصة بريطانيا وفرنسا وايطاليا، والإمبراطورية العثمانية التي ترأس وفدها من الحكومة الانقلابية عصمت إينونو.
ومن بين أهم ما نتج عنها: إبطال معاهدة سيفر، وتأسيس الدولة التركية الحديثة على أساس علماني برئاسة كمال الدين أتاتورك، بالإضافة إلى إزالة الخلافة والسلطنة العثمانية، وقضت بتخلي تركيا عن السيادة على قبرص وليبيا ومصر والسودان والعراق وبلاد الشام، وتتنازل الدولة العثمانية عن كافة حقوقها السياسية والمالية المتعلقة بمصر والسودان اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1914.
الدولة العثمانية
إمبراطورية و دولة سابقة في الشرق الأوسط والبلقان أسسها عثمان بن أرطغرل
الدَّوْلَةُ العُثمَانِيَّة، أو الدَّوْلَةُ العَلِيَّةُ العُثمَانِيَّة (بالتركية العثمانية: دَوْلَتِ عَلِيّهٔ عُثمَانِيّه؛
بالتركية الحديثة: Yüce Osmanlı Devleti
أو الخِلَافَةُ العُثمَانِيَّة، هي إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، واستمرت قائمة لما يقرب من 600 سنة، وبالتحديد من 27 يوليو 1299م حتى 29 أكتوبر 1923م.
نشأت الدولة العُثمانيَّة بدايةً كإمارة حُدود تُركمانيَّة تعمل في خدمة سلطنة سلاجقة الروم وترد الغارات البيزنطيَّة عن ديار الإسلام، وبعد سُقُوط السلطنة سالفة الذِكر استقلَّت الإمارات التُركمانيَّة التابعة لها، بما فيها الإمارة العُثمانيَّة، التي قُدِّر لها أن تبتلع سائر الإمارات بِمُرور الوقت. عبر العُثمانيُّون إلى أوروبا الشرقيَّة لأوَّل مرَّة بعد سنة 1354م، وخلال السنوات اللاحقة تمكَّن العُثمانيُّون من فتح أغلب البلاد البلقانيَّة، فتحوَّلت إمارتهم الصغيرة إلى دولة كبيرة، وكانت أوَّل دولةٍ إسلاميَّة تتخذ لها موطئ قدم في البلقان، كما قُدِّر لِلعُثمانيين أن يفتتحوا القسطنطينية سنة 1453م، ويُسقطوا الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة بعد أن عاشت أحد عشر قرنًا ونيفًا، وذلك تحت قيادة السُلطان محمد الفاتح.
قوات الحلفاء (الحرب العالمية الأولى)
ضمت مجموعة دول الحلفاء في فترة الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918م ) الدّول التاليّة: المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا، فرنسا والإمبراطورية الروسية.
ضمت مجموعة دول المحور كلا من الدول التالية: الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية والدولة العثمانية ومملكة بلغاريا.
اتخذ المجتمع الدولي إجراءات عقابيّة ضد ألمانيا فيما عرف بمعاهدة فرساي عام 1919م، وذلك بعد انتهاء الحرب. خسرت ألمانيا بموجب تلك الإجراءات العقابيّة كما جاء في مصادر التوثيق الدوليّة 12,5% من مساحتها الجغرافيّة، وحوالي 12% من تعداد سكانها، وما يقارب 15% من إنتاجها الزراعي، وحوالي 10% من منتوجها الصناعي وما يقارب 75% من إنتاجها من خام الحديد. وإلى جانب ذلك، قيدت معاهدة فرساي حركة وصلاحيات الجيش الألماني حيث نصت على ألا يزيد عدد المنتسبين للجيش الألماني عن مائة ألف جندي. كذلك، ألزمت ألمانيا بدفع تعويضات كبيرة للحلفاء. كان من نتائج هذه الحرب، سقوط الامبراطورية العثمانية وتقسيم المشرق العربي بعد الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين إلى كانتونات تخضع لسيطرة الدول الاستعمارية ضمن ما عرف باتفاقية سايكس بيكو، فوضعت سوريا ولبنان والموصل تحت الحكم الفرنسي والأردن فلسطين تحت الاحتلال الإنكليزي .
علاء الدين عبيد
مستشار ومحلل اداري
إرسال التعليق