ثورة يوليو غيرت وجه التاريخ

ثورة يوليو غيرت وجه التاريخ

على الرغم من مرور 68 عاما على قيام ثورة يوليو عام 1952 بقيادة الزعيم الخالد عبد الناصر إلا أن تلك الثورة سوف تظل واحدة من أهم الأحداث في التاريخ المعاصر نظرا لما أحدثته تلك الثورة من تغييرات جوهرية على الصعيدين الداخلي والخارجي فلم تكن تلك الثورة مجرد انقلاب لتغيير نظام الحكم كما هو الحال في الانقلابات التي شهدتها المنطقة في هذا التوقيت لأنها قامت على أهداف حملت آمال المصريين والأمة العربية بل المنطقة بأكملها ، فعلى الصعيد الداخلي كانت مصر قبل الثورة تسمى مجتمع النصف في المائة حيث سيطرت طبقة رأسمالية لا تتعدى نصف في المائة من عدد سكان مصر على غالبية الثورة وسخرت الفلاحين والعمال تحت امرتها بالسخرة والعبودية كما كانت مصر بلد زراعي تعتمد في زراعتها على القطن الطويل التيلة الذي كان يورد للاحتلال البريطاني الذي يعيد تصنيعه وبيعه لصالحه الخاص ، أما عن الجيش المصري فكان جيش غير مدرب يعتمد على أسلحة متخلفة وهو ما كشفته حرب 1948 وعقب قيام الثورة تغير وجه مصر ووزعت الأراضي على الفلاحين وأصبحت مصر دولة صناعية حيث أقيمت العديد من المشاريع العملاقة كالسد العالي والحديد والصلب وأصبح الجيش المصري واحد من أقوى جيوش المنطقة ورغم هزيمة عام 1967 إلا أن هذا لم يقلل من قوة هذا الجيش وكفاءته لأن الخطأ لم يكن في الجندي ولكن في القيادة وهو ما كشفته حرب أكتوبر عام 1973 ، أما على الصعيد الخارجي فلقد أحدثت الثورة زلزالا حيث قضت على نفوذ بريطانيا والتي كانت تسمى الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس بعد هزيمتها في حرب 1956 وقادت مصر حركات التحرر في المنطقة العربية بل والعالم فساعدت ثورة الجزائر واليمن وساعدت حركات التحرر في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وتصدت لحلف بغداد وكان طبيعيا في ظل تلك التغييرات التي جعلت من مصر قوة يحسب حسابها أن يتآمر عليها أعداء الداخل والخارج حيث تحالف الإخوان وقوى الرجعية لتشويه صورة تلك الثورة والإساءة إلى زعيمها ، ورغم تلك الحملات المسعورة فإن مبادئ الثورة لم تسقط وظل الزعيم الخالد عبد الناصر أسطورة تتغنى بها الأجيال جيل بعد جيل رغم رحيله لأن الجسد يمكن أن يفنى ولكن المبادئ التي جسدها وأفنى عمره من أجلها لا يمكن أن تموت .

رامي السيد
الأمين العام لحزب مصر العربي الإشتراكي

إرسال التعليق