إيمان الناطور
إيمان الناطور”
أول روائية فلسطينية تخاطب العالم بروايتها “هي وكورونا”..
رائدة الرواية الفلسطينية ، والروائية الفلسطينية الوحيدة التي تفردت بخمسة إصدارات روائية ضخمة آخرها رواية “هي وكورونا” التي خاطبت بها العالم أجمع ، حيث خاطبت ألمهم . خاطبت حزنهم ومسحت على آلامهم بالتحفيز وبث الإيجابية والأمل .
إنها تلك المرأة التي نجحت في إثبات نفسها كإنسان قبل أن تثبت نفسها كروائية ، حتى غدت مثالا للمرأة العربية الناجحة ، امرأة مفعمة بالإيجابية والتفاؤل ، تعشق اللون الأبيض ، وتقدس الإنسانية بغض النظر عن أية قيود ، إنها تلك المرأة من الزمن الجميل ، زمن القيم العليا والمبادئ الإنسانية التي شحت في هذا الزمان ،
إنها الروائية التي تتصدر الساحة الأدبية الفلسطينية حالياً ، ورائدة الرواية الفلسطينية “إيمان الناطور”
في حوار خاص مع الروائية ترد على السؤال الذي توجه إليها :
– من هي إيمان الناطور ؟
تجيب الروائية بطريقة فلسفية :
– باختصار أنا امرأة أراد هذا العالم أن يكسرها ، و لكن الله أراد ألا تنكسر .. فالله لا يكسر قلب أبيض ولا يفشل نية طيبة مهما حاول البشر كسرها .
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
– بالتاكيد وما نراه أن الله أراد لها الا تنكسر بل اراد لها أن ترتفع وتزهر في قلوب الناس و السؤال التالي : سيدة القلم الذي لم يتوقف عن العطاء منذ عشرين عاما ، كيف تفسرين ظهورك فجأة وبقوة خلال العام الماضي ؟
– لأكون صريحة الكتابة لم تكن الكتابة أولوية أولى عندي ، كان لدي أمور أهم من الكتابة وكنت أكرس حياتي لأجلها ، وهذا السبب في ظهوري المتأخر والمفاجئ .. لكني كنت أكتب بلا توقف حتى وإن لم تكن كتاباتي ظاهرة على المشهد الأدبي ، وذلك لأني لم أكن أكتب لأجل النشر ولا لأجل الآخرين ، كنت أكتب لأن الكتابة هوايتي التي أعشقها وأمارسها منذ نعومة أظفاري .
-كيف استطعت تصدير رواية عن حدث الكورونا في حين ان الحدث لم ينتهي اقصد ان الوباء لازال قائما ؟
– ومن قال أنني لا أستطيع كتابة رواية عن حدث قبل أن ينتهي ؟
الرواية كانت عبارة عن نظرة نحو المستقبل ، تفرض أن القادم سيكون أجمل وتبث الأمل للناس أثناء أزمتهم .
ثم ما المشكلة إن كان لدي مشاعر أو دفق روائي الآن وأن أفرغه على الورق الآن ، لن أكتمها إلى حين انتهاء الأزمة ، ثم مافائدة أن أكتب للناس بعد انتهاء أزمتهم ، إن لم أكتب كروائية لدعم الناس أثناء الأزمة فما قيمة الكاتب أو الروائي بعد انتهاء الأزمة ، الروائي ليس انسان عادي وهو صاحب التأثير ، كلمات الأمل وقوة الإرادة والتحفيز قد تكون دافعاً لتغيير أشياء كثيرة أثناء اليأس الذي يعيشه الناس ، أردت إعطاء الأمل للناس وبث روح القوة إليهم عبر تجربة البطلة “حياة” .
– إيمان الناطور ما هو شعورك وأنت تسمعين هذه الألقاب تطلق عليك مثل “سيدة الحرف” و “شمس الرواية الفلسطينية” ومؤخرا “رائدة الرواية الفلسطينية النسوية” ..
– الألقاب شيء جميل لا أنكر ولكن بالنسبة لي لم تهمني الألقاب بقدر ما أهمني المعنى العظيم الذي خلفها وهو أنني استطعت ان أعطي وأن أضيف شيء ما للمشهد الأدبي الفلسطيني ، وأني وصلت إلى قلوب القراء فعلا مما جعلهم يطلقون هذه الألقاب ، هذا هو المعنى الذي كان له القيمة العليا عندي أكثر من الألقاب .
-وبسؤالها عن الدافع الذي يدفعها للتقدم والإصرار على النجاح ، أكيد هناك دافع قوي لإيمان الناطور لتستمر بهذا الإصرار ؟
– حبي لأولادي هو الدافع العظيم الذي يعطيني القوة في كل مرة أتكدر فيها ، فيجعلني أنهض وأهب من جديد وأتحرك وأثابر بإصرار لأصبح ما أنا مقبلة عليه . أيضا أحيانا يكون في داخلك جرح عميق جدا من أقرب الناس إليك او أحب الناس إليك لازال يؤلمك ولا تستطيع أن تتجاوزه ويكون هو الدافع لك لتنجح ، لتتغلب على الظروف التي كسرتك .
-أستطيع الاستشعار بوجود قصة ما وراء هذه الكلمات العميقة . هل يمكننا القول بأن الرواية “هي وكورونا” تحتوي على قصة حقيقية أو قصة شخصية ؟
– لا طبعاً .. لا علاقة للروايات بحياتي الشخصية ولا ربط بينهما إطلاقا ، أحداث الرواية وأشخاصها خياليين ولكن كل عمل أدبي يحتوي على شيء من الواقع وشيء من الخيال ، وليس بالضرورة أن يكون الجزء الواقعي هو حياة الكاتب الشخصية ، قد يكون أجزاء من حياة العديد من الناس .
-وبسؤالها عن مشوارها الأدبي قالت الروائية :
– لدي الكثير من الروايات التي كتبتها على مدار سنين عمري والتي لم تنشر بعد ، ولكن بدأت رحلتي في النشر عبر 4 أعمال روائية أقدمها “ياسمين” و”ثمن دموعي” . أصغرها “واقترب موسم الحصاد” ، و أشهرها “فلسطين كنعان” ثم اتبعتها بروايتي الأخيرة : “هي وكورونا” وهي صادرة عن دار الكلمة للنشر والتوزيع .
-هل رواياتك السابقة كلها كانت صادرة عن دار الكلمة ؟
– أعمالي الروائية الأولى صدرت عن دار نشر سمير منصور ، وهو رجل رائع و أول من نشر لي وهذا أمر لا ينسى أبدا .. ولا زلت أوجه له الشكر على جودة و وروعة هذه الإصدارات .. ولكن اردت التنويع في دور النشر .. فاخترت دار الكلمة وكان اختيار موفق وأوجه شكري الخالص للاستاذ عاطف الدرة صاحب دار الكلمة للنشر على جهوده في طباعة الرواية .
-ما هو مصدر الالهام لدى إيمان الناطور ؟
– مصدر الإلهام الأول هم أولادي ..
حبي لأولادي هو مصدر إلهامي الأول ، ثم الحالات الإنسانية التي أقابلها في حياتي آلام الناس وآمالهم ضحكاتهم ودموعهم ، لحظات الفرح ، لحظات الحزن ، كل شعور إنساني عميق يعيشه الناس هو مصدر إلهام لي ..
-البراعة في تحويل السلبية الى إيجابية, أسلوب خطير يسود روايات إيمان الناطور لا يقدر عليه الكثير ممن يكتبون .. كيف استطاعت إيمان الناطور ذلك ؟
– ذلك لأني اكتب ما أؤمن به فعلاً و بكل بساطة..
أحاول شرح وجهة نظري للقارئ عن طريق أحداث الرواية وأبين كيف أستطيع رؤية الحياة بقلبي وليس بعيني ، فأنا مؤمنة فعلاً وبقوة بأن هناك خير في باطن كل شر ولكننا لن نعلمه إلا إذا رضينا بما يشاء الله .. لذا ك”إيمان” ؛ أرى كل شيء في هذه الحياة إيجابيا فلا تستغرب لو قلت أنه حتى الفقد والموت هي أشكال من الخير الإلهي نحن لا ندركها لأننا ننظر للحياة بعيوننا وبعقولنا ولم نفكر مطلقا أن ننظر لها بقلوبنا ..
باختصار ..أؤمن بأن الله لا يريد شرا بأحد ..
ولكن أحيانا أجد صعوبة في الأمر او في تصوير حدث ما بانه ايجابي او في اقناع القارئ بالنظر إليه بايجابية كما حدث في روايتي هي وكورونا ولكن لدي القدرة على الإمساك بكافة الخيوط في نفس الوقت وبشكل متوازن وهذا طبعا بفضل الله ، الموضوع ليس سهل أن تستطيع إقناع المريض مثلا أن يرى الأمور بنظرة أمل أو إيجابية ..
رسالة أخيرة ترغبين بتوجيهها للناس :
– رسالتي أوجهها إلى الإنسانية جمعاء..
آمنوا بأنفسكم ، وتمسكوا بالأمل حتى آخر لحظة .
فلاشيء في هذه الدنيا قادر على هزيمة إرادة الإنسان
إرسال التعليق