عقب زيارة وفد القبائل الليبية للقاهرة فتحي المريمي مستشار رئيس مجلس النواب الليبي في حوار خاص
عقب زيارة وفد القبائل الليبية للقاهرة
فتحي المريمي مستشار رئيس مجلس النواب الليبي في حوار خاص
– شهدت الأيام الماضية زيارة وفد من ممثلي القبائل الليبية للقاهرة حيث التقت بالرئيس السيسي طالبة منه التدخل العسكري المصري لحماية ليبيا من الأطماع التركية فيها وتأتي تلك الزيارة في وقت وافق فيه البرلمان المصري على منح الرئيس السيسي تفويضا بالتدخل العسكري في ليبيا ، وفي ظل تلك الأجواء التي تنذر بصدام عسكري مصري-تركي على الأراضي الليبية أدلى مستشار مجلس النواب الليبي فتحي المريمي بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره إيذاء التطورات الحالية :
– كيف ترى اهمية القرار الذي اتخذه مجلس النواب المصري بتفويض الرئيس السيسي بالتدخل العسكري في ليبيا إذا تطلب الأمر ذلك وترحيب مجلس النواب بهذا التدخل ؟
أعتقد أن هذا القرار جاء في الوقت المناسب لأنه يعطي الشرعية للرئيس السيسي بإرسال قواته إلى ليبيا إذا تطلب الأمر ذلك لحماية الأمن القومي المصري وحماية ليبيا من أطماع اوردغان بنهب ثرواتها ، وهناك تنسيق مصري ليبي في هذا المجال للتدخل العسكري في الوقت المناسب إذا اخترق العدو الخط الأحمر الذي حدده الرئيس السيسي وهي منطقة سرت والجفرة .
– ولماذا حدد الرئيس السيسي منطقة سرت بالذات كخط أحمر ؟
نظرا لموقعها الاستراتيجي في منتصف البلاد مما يجعلها حدا فاصلا بين القوتين الأولى المتمثلة في الجيش بقيادة خليفة حفتر والثانية التي يندرج تحت لوائها عناصر المرتزقة التي أرسلتها تركيا إلى ليبيا وتمثل تهديدا خطيرا للأمن القومي المصري نظرا لقربها من الحدود المصرية بقرابة 1200 كيلو متر .
– وهل تتوقع تراجع تركيا بعد تلك التهديدات ؟
أعتقد أن الموقف المصري شكل رادعا قويا لتركيا والتي سوف تتراجع إدراكا منها أن معركتها مع الجيش المصري معركة خاسرة .
– وما هو طبيعة الدعم الذي تريده ليبيا من الجيش المصري ؟
الجيش الليبي يحتاج دعما لوجستيا وخبراء عسكريين وسلاح جو بالإضافة إلى الخبرات الواسعة للجيش المصري نظرا لأن تركيا عضو في حلف الأطلنطي ولا يمكن للجيش الليبي بامكانياته المتواضعة الدخول في مواجهة معها .
– وما ردك على إتهام أمريكا للجيش الليبي بإغلاق آبار النفط ؟
قبل استيلاء الجيش الليبي على آبار النفط كانت الميليشيات المسلحة تسيطر عليها ويتم تحويل أموال تصدير تلك الأموال إلى المصرف المركزي في طرابلس والذي تسيطر عليه الميليشيات إلى أن سيطرت القبائل على تلك الآبار وسلمتها للجيش الليبي لأن تلك القبائل كانت تريد توزيع عادل لإيرادات النفط بالإضافة إلى مطالبتها بفتح حساب خاص لوضع إيرادات النفط بها وليس لدى الليبيون رغبة في إقفال آبار النفط لكن من مصلحة ليبيا إستئنافه ولكن بشرط التوزيع العادل للثروة .
– وهل ترى أن إعلان القاهرة يمكن أن يمثل حلا سياسيا عادلا للأزمة ؟
بالقطع فهذا الإعلان يمكن أن يشكل خارطة طريق لاستقرار الأوضاع في ليبيا من خلال تشكيل مجلس رئاسي مكون من رئيس ونائبيين ورئيس حكومة له نائبان وكل إقليم عضو في حكومة وحدة وطنية وتأسيس مصرف ليبيا المركزي ومؤسسة النفط والتوزيع العادل للثروة .
– وماذا عن مستقبل الدستور الجديد والترشح للإنتخابات البرلمانية والرئاسية ؟
هناك بالفعل لجنة تشكلت لوضع الدستور وأصدر البرلمان قانونا للاستفتاء عليه إلا أن الأوضاع الأمنية حالت حتى الآن دون إجراء هذا الإستفتاء ، أما بالنسبة للإنتخابات البرلمانية والرئاسية فالترشح لها مكفول لأي مواطن سواء أكان ذلك من النظام الملكي أو القذافي بشرط أن لا تكون يداه ملوثة بدماء الليبيون .
– في النهاية ما هو تقييمكم لموقف الجامعة العربية والأمم المتحدة من الأزمة ؟
الجامعة العربية برئاسة السيد أحمد أبو الغيط قامت مؤخرا بجهد كبير عندما أعلنت تأييدها لمبادرة الرئيس وطالبت بوقف إطلاق النار وخروج تركيا إلا أن ذلك ليس كافيا فلابد أن تقوم ببذل المزيد من الجهد لتنفيذ القرارات وإتمام التهدئة ، أما بالنسبة للأمم المتحدة فإن بعثتها في ليبيا تقوم بإرسال التقارير إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن كما أنها تقوم بدور حل الأزمات ذات الطابع الإنساني إلا أنها حتى الآن فشلت في إيجاد حل سياسي للأزمة .
.حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق