إرهاصات.. إمرأة ?

إرهاصات.. إمرأة ?

حل الظلام، وبدأت النجوم تتلألأ على سطح السماء فتزينها وتجعل منها لوحة فنية براقة لا يمل الناظر تأملها، كان الجو يجمع بين الدفئ وقليلا من الرطوبة ،دخلت غرفتي ككل ليلة بعد أن أنهيت جميع المهام التي تعودت القيام بها بشكل روتيني دون اكتراث لكم التعب الذي ينهك جسدى أغلقت باب الغرفة ورفعت شعري بحركة لا ارادية دون مسبق تنسيق، نظرت لوجهي المتعب في المرآة وابتسمت لنفسي كما عودتها متمتمة داخلي “إجمعي بعض الموجات الايجابية، لاباس كل شيء على ما يرام” … أخذت بعض الكريمات لترطيب بشرة يديا ووجهي، وضعت عطري المفضل ثم ارتميت على سريري مسرعة وأمسكت دفتري الالكتروني ضاغطة على زر تشغيل موسيقى هادئة تعودت أن أستمع لها كل ليلة منذ ذاك اليوم ….
لم يتغير شيئ بعد، فمنذ ذاك الفراق وانا أمرر يومي بسرعة فائقة كي أتفرغ في المساء للدفتر والكتابة علني أفرغ تلك الطاقة المكبوتة داخلي، علني أجد شفاء لعلتي التي صعب عليا محوها رغم اقتناعي أنني قوية جدا …
كانت حياتي روتينية، مملة، تخلو من مشاعر جياشة لطالما حلمت بها وحاولت بلوغها او حتى اهدائها لمن ظننت أنه يستحقها، أقبلت على الحياة ببراءة شديدة تسبب فيها والديا اللذان كانا يحيطانني بشدة ويعتقدان أنهما بذلك يحميانني من الصدمات او الأذية لكنهما لم يحسبا حسابا ليوم أخرج فيه للحياة وحيدة فأصدم بالواقع ولا أجيد التعامل مع الصدمات… رغم كل ما عشت من قصص خيالية وخذلان ونكران في فترة معينة لم أستطع تغيير طبعي ولم أستطع أن أكتسب تلك القدرة على معاملة الجميع بنفس الأسلوب أو بتجاهل أو لامبالاة… تعودت أن أحترم الجميع، وأن أبتسم بصدق، وأبكي بصدق، وأحب بصدق، أن لا أنافق، ولا أخدع ولا أتلاعب بأحد ….
حاولت تغيير طباعي لكنني لم أتوصل لدرجة القسوة …. لكنني بلغت درجة أخرى لا أعرف ما أسميها ربما اكتسبت مناعة، أو ربما هو نوع من البرود الذي جعلني لا ألتفت مجددا للمشاعر ولا للمجاملات….
كنت أغرق في روتين يجعلني اكبر من عمري عشرات السنين، يجعلني لا أكترث لما يجري من حولي ولا يهمني غير مسؤولياتي وواجباتي اليومية ولم أسأل يوما ماهي حقوقي، كنت حين أتعرض للظلم أبكي بحرقة وأدعو الله أن يرد حقي لأنني لا أجيد الانتقام أو بالأحرى أشفق على الناس فلا أستطيع أن أنتقم…. لست ملاكا ولا معصومة لكن ربما كانت هذه ميزتي في الحياة …
أخطائي كثيرة، وهفواتي عديدة ولكن الله يعلم النوايا والسرائر فيجازي كل على نياته وروحه…
يومها كنت أشعر بظلم شديد، وقهر كبير، كنت أحس بانكسار بشيء يؤلمني بشدة ، يجعلني أبكي بصمت، وأتساءل مالذي فعلته بنفسي؟ لماذا أجد نفسي في هذا الموقف؟؟؟
كنت لأول مرة أتمنى أن أجد شخصا لا أعرفه فأفضفض له وأبكي ثم لا أراه مجددا ….. كنت أشعر أنني وحيدة جدا …..
وفجأة ظهر هو ، شيئا ما بداخلي أخبرني أنني وجدته، وحثني على التوجه نحوه، ترددت قليلا ثم جمعت كل شجاعتي وكلمته…. كانت المصادفة أنه رحب بذاك اللقاء بحرارة تفوق لهفتي، مما خلق انسجاما بيننا لم يسبق لي أن عشته في حياتي كاملة، كنت أطرح بعض الأسئلة عن نفسي : لماذا لم أصادفه من قبل؟ لماذا لم أصادف أحدا هكذا في حياتي؟ كان الحديث معه حلما، كان صوته يأخذني لعالم خيالي ، كنت خلال الكلام أسرح بعيدا عن حياتي وواقعي، أشعر أنني طفلة تلهو في حقل واسع تحيطه الأشجار من كل النواحي وتغطي أرضه ورود حمراء وصفراء، تتراقص الفراشات حولها ولا يسمع فيه سوى صوت زقزقة العصافير التي تحلق في سماء زرقاء….
كانت السعادة تغمرني بمجرد أن يكلمني، أنسى همومي ومشاكلي وكل المحيطين بي، أفقد حاسة السمع وأنسى احداثياتي، …. مرت الأيام ومرت الشهور وكان كل يوم يربطني به شعور أقوى من اليوم الذي سبق حتى أصبح كل حياتي… ولكن سرعان ما انتهت قصتنا مثل ما ابتدت سريعة وظللت انا ودفترى فى خلوتنا كعهدنا السابق
ايقنت ان قلمى هو حبى الحقيقى دونا سواه.?
بقلمى/احلام السيد

إرسال التعليق