دعوات التظاهر وناقوس الخطر الذي يهدد مصر
عاد إسم المقاول الهارب محمد علي إلى واجهة الأحداث بعد دعوته للتظاهر ضد نظام السيسي يوم 20 سبتمبر ورغم الضجة التي أثيرت حول تلك الدعوى إلا إنني أتوقع أن لا تحقق أي نتائج وسوف تفشل كما فشلت دعوته السابقة في دفع الشعب المصري للنزول إلى الشارع لعدة أسباب أن شخصية محمد علي ليست الشخصية الكاريزمية التي يمكن أن يلتف حولها الشعب المصري خاصة أن سيرته الذاتية الغير مشجعة تجعل دعوته مثار شكوك حول الجهات التي تقف وراءه وتموله كنا أن الشعب المصري تعلم من درس ثورة يناير أن التظاهرات وإثارة الفوضى لن تأتي بأي نتيجة لعدم وجود البديل الذي يلتف حوله الشعب بل بالعكس يمكن أن يفرق البلاد في فوضى يمكن أن تأتي بكارثة على مصر على الصعيدين الداخلي والخارجي في ظل الأزمة الإقتصادية الطاحنة التي تواجهها والتحديات الخارجية التي تحيط بها من كل جانب ورغم إنني على المستوى الشخصي لا أؤيد تلك الدعوات ولا اطالب الشعب بالخروج للتظاهر إلا أن هذا لا يعني ان الوضع الداخلي والخارجي في مصر على ما يرام بل بالعكس هناك سلبيات كثيرة تحتاج إلى وقفة مع النفس قبل أن يحدث إنفجار آجلا أم عاجلا بسبب الأزمات التي نواجهها والتي تسببت فيها الممارسات الخاطئة للنظام المصري والتي وضعت مصر في هذا المأزق ، فعلى الرغم من الأزمة الإقتصادية التي نواجهها والتي تفاقمت من عام إلى آخر بعد ثورة يناير إلا أن النظام لم يستثمر المعونات التي تدفقت على مصر من بعض الدول الخليجية لدعم النظام المصري بعد ثورة 30 يونيو واستثمر تلك الأموال في مشروعات لن تستفيد منها سوى الطبقة الغنية من رجال الأعمال التي نهبت ثورة البلاد وكان يمكن الاستفادة من تلك الأموال في بناء مشروعات يتم من خلالها تشغيل الشباب كما شهدت قطاعات حيوية عديدة وعلى رأسها التعليم والصحة فشلا زريعا بسبب فشل القائمين على إدارتها فضلا عن تفاقم ظاهرة البطالة خاصة بعد تفشي وباء كورونا والتي زادت من معاناة الطبقة الفقيرة وبدلا من أن تلجأ الحكومة إلى مد يد العون لتلك الطبقة زادت من اعبائها من خلال زيادة أسعار الكهرباء وتخفيض وزن الخبز وزيادة أسعار المياه حتى أدرك المواطن أن الدولة تبحث عن أي موارد لتعويض خسائها من جيوب الفقراء وليس الأغنياء ، ولم يكن الوضع الخارجي أفضل حالا من الوضع الداخلي خاصة في تعامل النظام مع ملف سد النهضة والذي يهدد أمن مصر المائي بسبب تقاعس النظام في إتخاذ موقف صارم تجاه أثيوبيا رغم تعمدها إضاعة الوقت وتحديها لمصر بملء السد واصرارها على التحكم في مياه النيل دون أن تتخذ مصر خطوة حاسمة تحفظ حقوقها وتعيد هيبتها كما تراجع الدور المصري في الملف الفلسطيني رغم أنه يمس الأمن القومي المصري حتى تركنا الفرصة لأطراف أخرى تعبث بهذا الملف ووصل بنا الحال إلى تأييد إتفاق التطبيع بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل رغم أنه سوف يؤدي بكارثة على الإقتصاد المصرى وعلى دور مصر بالمنطقة كما بدأ الدور المصري بالتراجع في ليبيا مع دخول أطراف أخرى حتى أن المغرب التي لم يكن لها دور يذكر في هذا الملف استضافت اجتماعات الغرقاء الليبيين في المغرب ولا أبالغ إن قلت إننا مقدمون على كارثة في السنوات القليلة القادمة مع تفاقم الأزمة الإقتصادية وتراجع الدور المصري ولاشك أن الأمر يحتاج وكما قلت إلى وقفة مع النفس قبل أن يتحول الاحتقان إلى إنفجار لا يعلم مداه إلا الله وهذا بتطلب تشكيل حكومة من الخبراء وليس الافاقين تضع حلولا إستثنائية للخروج من الوضع الحالى كما يتطلب الأمر إصلاح سياسي شامل لإقامة نظام ديمقراطي حقيقي يتم فيه إعطاء الفرصة للرأي الاخر فضلا عن الضرب بيد من حديد على رموز الفساد الذين أفسدوا مصر ونهبوا ثرواتها ولا يزالون حتى الآن يتمتعون بكامل الحرية دون محاسبة وبدون ذلك فإن الأمور سوف تتفاقم وسوف يحدث الإنفجار لاحقا أو آجلا وعندئذ لن ينفع الندم ولن تجدي الدموع .. اللهم ما بلغت اللهم فأشهد .
مصطفى عمارة
إرسال التعليق