عقب توقيع إتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات

عقب توقيع إتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات

عقب توقيع إتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات
السفير حازم ابو شنب القيادي بالمجلس الثوري لحركة فتح في حوار خاص

– إتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات له علاقة بتثبيت موقف ترامب ونتنياهو في الإنتخابات القادمة .
– التقارب بين فتح وحماس لا زال حتى الآن إعلامي وعلى حركة حماس إطلاق سراح المختطفين إذا أرادت إتخاذ خطوة إيجابية .

آثار إتفاق التطبيع الذي أبرمته إسرائيل مع كلا من الإمارات والبحرين ردود فعل متضاربة في العالم العربي ، ففي الوقت الذي رحبت فيه بعض الدول العربية خاصة الدول الخليجية بهذا الإتفاق واعتبرته خطوة لتحقيق السلام الشامل في المنطقة هاجمته السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية على كافة توجهاتها واعتبرته خيانة للقضية الفلسطينية ، وفي ظل ردود الفعل المتباينة أدلى السفير حازم ابو شنب القيادي بالمجلس الثوري لحركة فتح بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره حول هذا الإتفاق وفيما يلي نص هذا الحوار :
– ما هو تحليلك للدوافع التي دفعت الإمارات إلى توقيع إتفاق لتطبيع العلاقات مع الجانب الإسرائيلي في هذا التوقيت ؟
إتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات برعاية أمريكية لع علاقة بشكل كبير بتثبيت موقف الرئيس الأمريكي في الإنتخابات القادمة وكذلك تثبيت موقف نتنياهو والذي يتجه لخوض جولة رابعة من الإنتخابات فهو عبارة عن سلسلة من الهدايا قدمت لزعيمين متطرفين في دولتين وللأسف فإن الإتفاق ليس له أي فائدة عربية سوى أن هناك أطراف ترى أنه من الضروري التدخل قبيل مراجعة الإتفاق الأمريكي الإيراني .

– وما تأثير هذا الإتفاق وما يمكن أن يترتب عليه من تبعات على القضية الفلسطينية ؟
إتفاق التطبيع له آثار سلبية على القضية الفلسطينية لأنه مجموعة من الهدايا قدمت لطرف إسرائيلي متطرف وطرف أمريكي متطرف على حساب قضية العرب والمسلمين وعلى حساب المسجد الأقصى كما أنه يقطع الطريق على المقاومة الفلسطينية وجهودها الاي نجحت في الضفة الغربية في وقف محاولات الضفة العبرية في توسيع مساحات الأراضي التي ضمتها في الضفة الغربية وبعد أن نجحنا في تحقيق هذا الهدف جاء هذا الوعد المشئوم على حساب القضية الفلسطينية ليعطل الجهد الفلسطيني في المطالبة بعقد مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية وبمرجعية لا تستند إلى الإدارة الأمريكية بل إلى إدارة دولية متعددة الأطراف .

– وهل تتوقع أن تتراجع إسرائيل عن قرار الضم طبقا لهذا الإتفاق ؟
لا علاقة لاتفاق الضم لتوسيع مساحة الإحتلال في الضفة الغربية باتفاق التطبيع فالاجراءات الإسرائيلية بالضم تطبق منذ ثلاثة أسابيع وبالتالي فإن هذا الإتفاق المشئوم لا يحقق أي مصلحة للجانب الفلسطيني .

– وما هي الخطوات التي تنوون اتخاذها لمواجهة هذا الإتفاق ؟
الإجراءات الفلسطينية بدأت تتدحرج ولا زال جزء منها قيد الدراسة ويبدوا أنه في الحسابات الرسمية لم يكن هناك توقع لإجراء حقيقي لتطبيع العلاقات وبالتالي ردة الفعل لا زالت متدحرجة وفي أولها ولكن في كل الأحوال لابد أن يكون هناك ردود فلسطينية ولابد أن يكون هناك موقف عربي حقيقي لأن الموقف الإماراتي ضرب القرارات العربية التي صدرت عن الجامعة العربية وأعتقد أن كل القرارات العربية تحتاج إلى مراجعة .

– شهدت الفترة الأخيرة اجتماعا بين حماس وفتح لمواجهة قرار الضم ، فما هي انعكاسات هذا التقارب على ملف المصالحة ؟
التقارب المعلن بين فتح وحماس هو تقارب إعلامي حتى الآن ولا يوجد شيئ على الأرض فكان يجب على حركة حماس إطلاق المختطفين الذين تم الزج بهم في السجون ولابد أن تكون هناك إجراءات حقيقية في ملف المصالحة فهناك إتفاقيات تمت ولكن حماس لم تنفذها وإذا أرادت إتخاذ خطوة عملية فعليها تمكين الحكومة الفلسطينية في غزة وأعتقد أن حماس لن تفعل ذلك .

– تحدثت الأنباء عن استعداد السلطة في عودة التنسيق الأمني مع إسرائيل في حالة تراجعها عن قرار الضم . فما مدى صحة ذلك ؟
إذا تراجعت إسرائيل عن إجراءاتها فلا مانع من العودة إلى الاتفاقات السابقة بما فيها اتفاق أوسلو والاتفاقيات الفرعية وحتى يمكن العودة لتلك الاتفاقات لابد من مراجعة الاتفاقات التي تمت من أوسلو وحتى الآن لأن الأمور تغيرت بعد 25 عاما وتحث إلى المراجعة لتحسين الوضع الفلسطيني بدلا من الشروط السابقة المجحفة .

– في ظل الأزمة الإقتصادية التي ترتبت على الحصار الذي تفرضه إسرائيل على السلطة الفلسطينية ، كيف تقيمون الموقف العربي لمساعدة السلطة في مواجهة الأزمة خاصة أن هناك قرارات من الجامعة بتوفير الغطاء المالي لمساعدة السلطة في مواجهة هذا الحصار ؟
الغطاء المالي الذي أقرته الجامعة العربية عن طريق شبكة الأمان المالية للحكومة الفلسطينية نسمع عنها ولا نراها في ظل الإلتزام الضعيف من الدول العربية ويبدوا بعد ما رأيناه من إتفاق التطبيع أن إضعاف السلطة كان أمر مخطط له ومدبر له لا تقوي السلطة على مواجهة إجراءات عربية لها برنامج مختلف عن البرنامج العربي بشكل عام وعن الإهتمام بالاقصى .

– في ظل تلك الأوضاع هل تتوقعون اندلاع انتفاضة أخرى ؟
الانتفاضة أمر وارد في ظل الاستفزاز الإسرائيلي والذي أضيف له استفزاز عربي يمثل تحدي لمشاعر العرب والمسلمين بشكل عام فكل شيء متوقع في ظل تلك الأوضاع .

– وما هي البدائل المطروحة أمامكم لمواجهة تلك الأوضاع ؟
المسار السلمي بين فلسطين ودولة الإحتلال متوقف منذ سنوات وليس من اليوم والبدائل التي تم طرحها عقد مؤتمر دولي للسلام في موسكو أو في باريس وكلاهما يشكل مرجعية لتغيير مسار إتخاذ القرار حتى لا يتحكم فيك طرف واحد منحاز لإسرائيل ولكن على ما يبدو فلا زالت الاستجابة الدولية لهذا الطرح ضعيفة وعلى العموم فإن مسار السلام سوف يظل متوقفا ما دام نتنياهو في السلطة واليمين المتطرف يحكم لأنهم لا يعترفون بحقوق الشعب الفلسطيني .

حاوره / مصطفى عمارة

إرسال التعليق