التطبيع سلسله في حلقات بقلم. محمد نايف عبيدات الحلقة الاولى بين مصر وإسرائيل

التطبيع سلسله في حلقات بقلم. محمد نايف عبيدات الحلقة الاولى بين مصر وإسرائيل

التطبيع سلسله في حلقات بقلم. محمد نايف عبيدات الحلقة الاولى بين مصر وإسرائيل
بعد ثلاثين عاما من الصراع العربي الإسرائيلي كان لمصر فيه الحضور وبعد سلسلة هزائم وخسارة سيناء تمكنت مصر بقيادة السادات من عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف الذي عكس المعادلة العسكرية، لتتحول بعدها إسرائيل الى السياسة مع دول الجوار فسقوط اقوى خطوط الدفاع لديها جعلها تدرك ضعف عمقها الاستراتيجي في ضلِّ غضبٍ شعبي ورفض لوجودها. في خطوه غير مسبوقة ومبادرة فردية أعلن السادات انَّه مستعد للسلام فوجهت له إسرائيل الدعوة وفعلاً توجه الى إسرائيل دون مقدمات حاملاً معه آمال السلام التي تحققت بعد اثني عشر يوماً من المفاوضات في كامب ديفيد حيث تم توقيع اول اتفاقيه السلام بين مصر وإسرائيل.
قبل الخوض في تفاصيل هذا السلام والتي لا تخفى على أحد لا بد من الوقوف على الدافعية وراء هذا السلام فقد بحث السادات في هذا السلام عن وسيله لوقف الحروب العربية الإسرائيلية ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الدول العربية وتحقيق نصر شخصي باستعادة سيناء. فيما كانت تطلعات إسرائيل من وراء هذا السلام الى انتزاع الاعتراف والقبول من قبل العرب بأحقية إسرائيل في ارض فلسطين. ومقابل هذا الاعتراف تنازلت إسرائيل عن سيناء لمصر وكانت هذه بداية الشرخ في الأساس الذي بُنِيَت عليه قواعد السلام؛ فإسرائيل تبحث عن الاعتراف الذي تحصل بموجبه على مزيد من الاراضي والتهجير والاستيطان الى جانب المكاسب الاستراتيجية المتمثلة بتحييد أكبر دوله عربية من الصراع العربي الإسرائيلي، فحياد مصر كان هو المطلوب في تلك المرحلة، بدأت ثمار السلام السياسية والاقتصادية من خلال فتح السفارات والتمثيل الدبلوماسي وازالة القيود على النقل والتجارة ولكنها لم تعكس تطلعات وامال السادات لا اقتصادياً ولا حتى سياسياً وعسكرياً حيث شهد قبل اغتياله الطائرات الإسرائيلية وهي تَغير على مفاعل ديمونة في العراق فتساقطت حُجَّته امام شعبه واستسلم لمصيره على يد مغتاليه. وباغتيال السادات ورِث حسني مبارك اتفاقيات السلام بصفحةٍ بيضاء؛ فهو لم يكن طرفاً في اتفاقيات السلام ولا يستطيع الشعب محاكمته عليها فمضى نحو التطبيع السياسي والإعلامي لعله يصل من خلاله الى الرضا والقبول الشعبي والعالمي، لكن تيار الرفض كان جارف مما جعل مبارك يسير مع التيار ويكتفي بالتطبيع السياسي ورفض التجاوزات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني والتي كانت سببا في توتر العلاقات الدبلوماسية بناء على الضغط الشعبي الرافض. فيما اكتفت إسرائيل بما حققته متمثلاً بالاعتراف العربي وتحييد مصر. كانت هذه البداية التي انطلق منها الطرفان وكان كل طرف قد حقق مبتغاه في البداية الا أنَّ آمال مصر التي عقدت على السلام كانت أكبر من الواقع ولعل التسرع في انهاء المباحثات كان سبباً في عدم وضوح الصورة خاصة من الجانب المصري. اما على الصعيد الشعبي وما جناه الشعب المصري من ثمار لهذا السلام فسيكون موضوع الحلقة الثانية من هذه السلسلة
كتب .. محمد نايف عبيدات في …. ..سلسلة التطبيع بين الكر والفر …
اما البدايات فما بين الساسة والشعوب تقف دوماً المصالح والمشاعر فالسياسة ومعها الساسة ينحازون دوماً إلى المصالح المتغيرة بتغيُّرِ الظروف والمواقف ؛ فعدو الامس قد يكون صديق اليوم ، وصديق الامس قد يُمسي عدواً وتتلون المواقف ، أمّا الشعوب فهي تنقادُ دوماً لمشاعِر فطرية نقية خالصة لا تشوبها وسائل ميكافيللي المجردة من تلك المشاعر . تضاربت الأفكار في خاطري وانا أقف على تناقضات اليوم بين سلام فُرِضَ ، وتطلعات قد تكون أُحادية في زمن المتلازمات الثنائية . لم أجد بُدّاّ من الخوض في موضوع التطبيع بعد أكثر من اربعة عقود مضت على اول سلام بين العرب واسرائيل في كامب ديفيد وما رافقه من تداعيات وتطلعات محلِّية وعالميّة على الصعيد الاجتماعي والسياسي . كانت اول ثمارها رصاصة اطاحت بالسادات بطل ذلك السلام على يد أحدِ أفراد شعبه ، صمتَ العالم بعدها قرابة ستة عشر عاماً من ذلك السلام ليعود من جديد بين السلطة الفلسطينية والاردن واسرائيل في أُوسلو وادي عربه عبر مفاوضات ماراثونية اصابت العالم بصمت وذهول من جديد إثر رصاصة اطاحت برابين بطل ذلك السلام بعد قرابة الشهر من ذلك التوقيع وعلى يدِ يهودي . استمر الصمت والذهول هذه المرة لقرابة ربع قرن لِتُفتح بوابات السلام على مصراعيها وتتقدمها صيحات التطبيع السياسية . كل هذه الاحداث تدفع الانسان إلى الوقوف والتأمل فيما بين إرادة الساسة والشعوب ، لإعادة الحسابات فنحن امام منعطف خطير وتناقضات سياسية وشعبية بدأت تطفو على السطح من جديد وسط تخوفات من ربيع جديد يطيح بحصاد السنين من الأمن والاستقرار ، فهل تدفع الشعوب ثمن السياسة ؟ أم تمضي خلفها ؟ الموضوع يطول ويطول وهو متشعب وذو شجون آثرتُ أن أتناوله في سلسلة حلقات أسبوعية نضع خلالها خلاصة الاحداث التي مرت وتمر بنا بعيداً عن الانجراف خلف العاطفة او الانقياد إلى المصلحة، وإنما هي الموضوعية التي تفرض نفسها على القلم الحر نذكرُ ما لنا وما علينا تاركين لكم الحكم فالظروف والمعطيات تفرض علينا هذا الامر لأنه لم يعد هناك مجال للإنقسام. بعد ان سقط الشعار القائل ان لم تكن معي فانت ضدي. انتظرونا في هذه السلسلة والتي ستبدأ خلال أيام ….
التطبيع سلسله في حلقات بقلم. محمد نايف عبيدات الحلقة الاولى بين مصر وإسرائيل
بعد ثلاثين عاما من الصراع العربي الإسرائيلي كان لمصر فيه الحضور وبعد سلسلة هزائم وخسارة سيناء تمكنت مصر بقيادة السادات من عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف الذي عكس المعادلة العسكرية، لتتحول بعدها إسرائيل الى السياسة مع دول الجوار فسقوط اقوى خطوط الدفاع لديها جعلها تدرك ضعف عمقها الاستراتيجي في ضلِّ غضبٍ شعبي ورفض لوجودها. في خطوه غير مسبوقة ومبادرة فردية أعلن السادات انَّه مستعد للسلام فوجهت له إسرائيل الدعوة وفعلاً توجه الى إسرائيل دون مقدمات حاملاً معه آمال السلام التي تحققت بعد اثني عشر يوماً من المفاوضات في كامب ديفيد حيث تم توقيع اول اتفاقيه السلام بين مصر وإسرائيل.
قبل الخوض في تفاصيل هذا السلام والتي لا تخفى على أحد لا بد من الوقوف على الدافعية وراء هذا السلام فقد بحث السادات في هذا السلام عن وسيله لوقف الحروب العربية الإسرائيلية ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الدول العربية وتحقيق نصر شخصي باستعادة سيناء. فيما كانت تطلعات إسرائيل من وراء هذا السلام الى انتزاع الاعتراف والقبول من قبل العرب بأحقية إسرائيل في ارض فلسطين. ومقابل هذا الاعتراف تنازلت إسرائيل عن سيناء لمصر وكانت هذه بداية الشرخ في الأساس الذي بُنِيَت عليه قواعد السلام؛ فإسرائيل تبحث عن الاعتراف الذي تحصل بموجبه على مزيد من الاراضي والتهجير والاستيطان الى جانب المكاسب الاستراتيجية المتمثلة بتحييد أكبر دوله عربية من الصراع العربي الإسرائيلي، فحياد مصر كان هو المطلوب في تلك المرحلة، بدأت ثمار السلام السياسية والاقتصادية من خلال فتح السفارات والتمثيل الدبلوماسي وازالة القيود على النقل والتجارة ولكنها لم تعكس تطلعات وامال السادات لا اقتصادياً ولا حتى سياسياً وعسكرياً حيث شهد قبل اغتياله الطائرات الإسرائيلية وهي تَغير على مفاعل ديمونة في العراق فتساقطت حُجَّته امام شعبه واستسلم لمصيره على يد مغتاليه. وباغتيال السادات ورِث حسني مبارك اتفاقيات السلام بصفحةٍ بيضاء؛ فهو لم يكن طرفاً في اتفاقيات السلام ولا يستطيع الشعب محاكمته عليها فمضى نحو التطبيع السياسي والإعلامي لعله يصل من خلاله الى الرضا والقبول الشعبي والعالمي، لكن تيار الرفض كان جارف مما جعل مبارك يسير مع التيار ويكتفي بالتطبيع السياسي ورفض التجاوزات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني والتي كانت سببا في توتر العلاقات الدبلوماسية بناء على الضغط الشعبي الرافض. فيما اكتفت إسرائيل بما حققته متمثلاً بالاعتراف العربي وتحييد مصر. كانت هذه البداية التي انطلق منها الطرفان وكان كل طرف قد حقق مبتغاه في البداية الا أنَّ آمال مصر التي عقدت على السلام كانت أكبر من الواقع ولعل التسرع في انهاء المباحثات كان سبباً في عدم وضوح الصورة خاصة من الجانب المصري. اما على الصعيد الشعبي وما جناه الشعب المصري من ثمار لهذا السلام فسيكون موضوع الحلقة الثانية من هذه السلسلة … بقلم :: محمدنايف عبيدات
Previous post

دكتورة نادية الصايغ صاحبة مؤسسة المشاعر الإنسانية بالامارات تحطي بلقب الأم المثالية للوطن العربي كتبت لبنى شتا

Next post

مصدر بجماعة الاخوان المسلمين يكشف عن اندلاع صراع بين اخوان تركيا ولندن بسبب اختيار ابراهيم منير مرسدا عاما وانتخابات مجلس الشورىتنهي الدور السياسي السلفي

إرسال التعليق