في الذكرى السابعه والاربعين لحرب أكتوبر اللواء/ محمد رشاد وكيل المخابرات السابق في أخطر حوار

في الذكرى السابعه والاربعين لحرب أكتوبر اللواء/ محمد رشاد وكيل المخابرات السابق في أخطر حوار

في الذكرى السابعه و الاربعين لحرب أكتوبر
اللواء/ محمد رشاد وكيل المخابرات السابق في أخطر حوار- الفشل في تطوير الهجوم وخطأ جهاز الاستطلاع في إرسال المعلومات كان السبب الرئيسي لحدوث الثغرة .
– إسرائيل أوقفت الهجوم على سوريا بعد ضغط كيسنجر عليها بناءا على طلب الأردن .على الرغم من مرور 47 عاما على حرب أكتوبر إلا أن هذه الحرب لا تزال تحظى باهتمام المراقبين ورجال السياسة والحرب نظرا لتأثير تلك الحرب ليس فقط على المنطقة بل على العالم أجمع ، ومن هذا المنطلق كان حوارنا مع اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات السابق والذي كشف المزيد عن أسرار تلك الحرب وفيما يلي نص هذا الحوار :
– ترددت أنباء عن تلقي إسرائيل معلومات قبل ساعات من اندلاع الحرب عن نوايا مصر وسوريا لشن حرب ضد إسرائيل يوم 6 أكتوبر ، فما مدى صحة تلك المعلومات ؟
هذا غير صحيح فإسرائيل لم تكن متأكدة من عزم مصر وسوريا مهاجمتها يوم 6 أكتوبر ولو كانت متأكدة لقامت بضربة استباقية وهطا كان بالقطع سوف يسبب مشكلة كبيرة لنا ولكن كان هناك خلاف حول موعد بداية الحرب بين مصر وسوريا هل تبدأ الحرب مع أول ضوء أو آخر ضوء ختى تم الاتفاق على حل وسط  وهو تبدأ الحرب الساعة الثانية ظهرا .- وما صحة الأنباء التي ترددت عن أن السادات أبلغ كيسنجر أن مصر لا تنوي التقدم بعد الممرات ؟
هذا أمر غير دقيق ولكن السادات أبلغ كيسنجر عبر برقية سلمها حافظ إسماعيل مستشار الأمن القومي للسفارة الأمريكية بأن مصر لن تعمق الهجوم بالطول او توسعه بالعرض ولن تضرب المناطق السكانية وهي البرقية التي ابلغها كيسنجر للإسرائيلي والتي فسرتها بأن مصر لن تتقدم بعد الممرات فركزت كل جهودها على الجبهة السورية وتمكنت من طردها من المناطق التي استولت عليها والتقدم على طريق دمشق .- ذكر السادات أن السفير الروسي أبلغه يوم 7 أكتوبر برغبة سوريا في وقف إطلاق النار . فما صحة ذلك ؟
هذا صحيح وربما كان طلب سوريا راجع إلى أن إسرائيل ركزت الهجوم عليها بداية من يوم 7 أكتوبر وتمكنت من الاستيلاء على المناطق التي استولت عليها والتقدم على طريق دمشق وهو ما أحدث اختلال في توزان القوى .

– وهل خانت مصر سوريا عندما قبلت وقف إطلاق النار فيما كانت سوريا تخطط لهجوم مضاد عليها ؟
سوريا خرجت من الحرب عمليا يوم 13 أكتوبر بعد أن استطاعت إسرائيل طردها من المناطق التي استولت عليها والتقدم على طريق دمشق والتي أصبحت تهددها ولم تكن تقوى على شن هجوم مضاد إلا أن كيسنجر ضغط على إسرائيل لوقف هجومها بناءا على طلب أردني بأن استمرار الهجوم على سوريا يهدد مصالحها وهو ما استجاب له كيسنجر خاصة أن الأردن وعدت الولايات المتحدة بعدم المشاركة في الحرب طمعا في الحصول على معونات .

– هناك من يرى أن ثغرة الدفر سوار هي نتاج صور الأقمار الصناعية الأمريكية التي أرسلتها أمريكا لإسرائيل والتي اوضجت المنطقة الفاصلة بين الجيشين الثاني والثالث ؟
الثغرة بدأت بعد فشل مصر في تطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر وهو ما مكن إسرائيل في تسريب قواتها ي المنطقة الفاصلة بين الجيشين الثاني والثالث يومي 15 و 16 أكتوبر على الضفة الشرقية للبحيرات المرة في منطقة الدفر سوار فضلا عن فشل أجهزة الاستطلاع في تحديد حجم القوات التي عبرت والتي قدرتها بسبعة دبابات وأربع عربات مدرعة بينما الواقع أن إسرائيل نجحت يوم 16 أكتوبر في أن يكون لها في الضفة الغربية للقناة لواء مدرع مكون من 110 دبابة وكتيبة مظلات .

– وهل ترى أن السادات اخطا بعدم الاستجابة لطلب سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان بسحب قوات من الشرق لمواجهة الثغرة ؟
القوات المصرية نجحت في وقف تقدم الجيش الإسرائيلي لتطويق الجيش الثاني في القطاع الأوسط فأضطر إلى التقدم جنوبا نحو السويس حيث نجح في تدمير حائط الصواريخ المصرية وهو كا أعطى الحرية للقوات الجوية الإسرائيلية لدعم القوات الأرضية إلا أنه فشل في اقتحام السويس لضيق مدخلها والمقاومة الشعبية الباسلة وحاول الفريق الشاذلي فى إغلاق المدخل من الشرق لإغلاق الثغرة إلا أنه فشل فطلب سحب قوات من الشرق لتنفيذ تلك المهمة إلا أن القائد العام للقوات المسلحة الفريق احمد إسماعيل رفض ذلك وطلب تحكيم السادات الذي انحاز إلى وجهة نظر احمد إسماعيل .

– وهل كانت مصر تستطيع تصفية الثغرة عسكريا ؟
أعتقد أن ذلك صعب لتدمير حائط الصواريخ المصرية والذي مكن الطيران الإسرائيلي من دعم القوات الارضية .

– وهل كانت الثغرة تشكل تهديدا فعليا على القوات المصرية ؟
بالتأكيد لأن تطويق قوات الجيش الثالث من الشرق يؤثر على القوة الدافعة للقوات المصرية شرق القناة فضلا عن عملية الإمداد الإداري .

– هناك انتقادات لاتفاقية كامب ديفيد من جانب العسكريين والسياسيين . فما هي رؤيتك لتلك الإتفاقية ؟
ترتيب الأوضاع في المنطقة أ ، ب ، ج يخص العسكريين والطي أبدوا اعتراضا على ذلك أما الإتفاقية فهي كانت ضرورية بالنسبة لمصر وإسرائيل لأن مصر كانت ترى أنها ضرورية لمعالجة الأوضاع الإقتصادية المنهارة بينما ترى إسرائيل أنها ضرورية لإخراج مصر من الصراع العربي الإسرائيلي .

– هناك من يشكك في نصر أكتوبر ويعتبر أن ما تحقق ليس نصرا بل هزيمة ؟
هذا غير صحيح .. لأن مصر في النهاية استطاعت تحقيق هدفها السياسي من إستعادة أراضيها وتحريك المشكلة سياسيا .

– وهل تعتقد أن حرب أكتوبر تعد آخر الحروب كما قال السادات ؟
مجال الحروب التقليدية تراجع وأصبح المجال أمام خروب الجيل الرابع من خلال تحويل الدولة المستقرة إلى دولة فاشلة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا من خلال تفجير الصراع الداخلي بدلا من الصراع الخارجي .

حاوره/ مصطفى عمارة

إرسال التعليق