العداء للإخوان والعداء للإسلام

العداء للإخوان والعداء للإسلام

العداء للإخوان والعداء للإسلام

عندما رفعت جماعة الإخوان المسلمين شعارات الإسلام هو الحل ودولة الخلافة الإسلامية فلقد لاقت تلك الشعارات تجاوبا من عامة المصريين لأن الشعب المصري شعب متدين بطبعه فكلنا يرى أن الإلتزام بالإسلام كشريعة هو الملاذ الحقيقي لحل كل مشكلاتنا على كافة الأصعدة كما أن المصريين كلهم يحلمون بوحدة الأمة الإسلامية الواحدة لأن وحدة تلك الأمة هو السبيل لعودة أمجاد الأمة الإسلامية امتثالا لقول الله تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» إلا أن مشكلة الإخوان أن تلك الشعارات المرفوعة كانت تهدف في المقام الأول الوصول إلى السلطة ولو كان الإخوان بالفعل جادين في تطبيق الك الشعارات لأستتب لهم الأمر ، فإذا كان الشعب المصري يحترم دينه ويؤمن به فأنه في نفس الوقت يرفض أن تستقل جماعة أو حزب الشعارات الدينية كوسيلة للوصول إلى السلطة فالمصريين لم ولن يكونوا أسرى لجماعة معينة مهما كانت الشعارات التي ترفعها وإذا كانوا قد انحازوا من قبل لجماعة الإخوان في الإنتخابات البرلمانية او الرئاسية فإن ذلك كان من قبل النكاية في النظام القائم ومحاولة لاستكشاف حقيقة الشعارات التي رفعها الإخوان لذا لم يكن غريبا أن ينقلبوا على الجماعة بعد أن تبين لهم أن تلك الشعارات لم تكن إلا وسيلة للوصول إلى السلطة إلا أن هناك قضية شائكة تفجرت بعد سقوط نظام الإخوان وهي محاولة التيارات العلمانية للخلط بين العداء للإخوان والعداء للإسلام فإذا كان الشعب المصري قد رفض حكم الإخوان فليس معنى ذلك رفضه التمسك بالإسلام كمنهاج للحياة لأن الشعب المصري وكما قلت شعب متدين بطبعه واستغلت تلك التيارات تمسك البعض بأحكام شريعة الله في إلصاق تهمة الإنتماء للإخوان عليه وأذكر إنني في أثناء ادائي للعمرة في السنة التي سبقت ثورة 30 يونيو قررت أن أطلق لحيتي امتثالا لسنة رسولنا الكريم إلا إنني فوجئت وبعد سقوط نظام الإخوان بدعوة البعض لي بإزالة اللحية حتى لا أتهم بأنني من الإخوان ورفضت ذلك رفضا قاطعا لأنني أطلقت لحيتي للسنة وليس للإخوان وبل بالعكس حاولت من خلال تمسكي للحية أن أثبت للناس أن اللحية ليست رمزا للتشدد أو الإنتماء للإخوان وشاركت كأعلامي في العديد من الندوات والمؤتمرات والبرامج التلفزيونية وأنا ملتحي واستطعت وبحمد الله أن افرض مبدئي على الناس وليس العكس لأنني مؤمن بقضية وهدف ولا يمكن أن احيد عنه مهما كانت المخاطر فالذي يخشى الله لا يمكن أن يخشى البشر ، ومن منطلق تلك التجربة التي خضتها فأنني أناشد كل من يرفع فزاعة الإخوان كوسيلة لكبت الرأي الآخر أو قمع معارضيه أو طمس هوية مصر الإسلامية أن يتخلى عن هذا المنهج الذي أثبت فشله فالشعب المصري لم ولن يكون إخوانيا كما أن الإخوان كتيار ليس له وجود في الشارع بعد أن أثبت فشله وأصبح معظم مؤيديه في الخارج أو داخل السجون كما أن أحد على ظهر هذا الكون لن يستطيع طمس هوية مصر الإسلامية شاء من يشاء وأبى من أبى لأن مصر ومنذ الفتح الإسلامي أرادها الله أن تكون قلب الإسلام والمدافعة عنه كما قال رسولنا الكريم مصر في رباط إلى يوم الدين واستوصوا بأهل مصر خيرا فإن بها خير أجناد الأرض وليس بعد كلام الرسول كلام يقال .

مصطفى عمارة

إرسال التعليق