بعد إعلان السلطة الفلسطينية عودة التنسيق الأمني مع إسرائيل د/ أيمن الرقب القيادي بالتيار الاصلاحي الفلسطيني والمحلل السياسي في حوار خاص

بعد إعلان السلطة الفلسطينية عودة التنسيق الأمني مع إسرائيل د/ أيمن الرقب القيادي بالتيار الاصلاحي الفلسطيني والمحلل السياسي في حوار خاص

 

– أبو مازن استطاع خداع حماس والفصائل من خلال محاولة كسب الوقت انتظارا لوصول إدارة أمريكية جديدة .
– حماس وفتح فشلا في تجاوز الدور المصري في القضية الفلسطينية لأن مصر هي القوة الوحيدة القادرة على إدارة هذا الملف .

شهدت الأيام الماضية إعلان السلطة الفلسطينية بصورة رسمية عودة التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي وهو الأمر الذى أعاد التوتر مرة أخرى بين السلطة وفتح من جهة وحماس من جهة أخرى ، وفي ظل التطورات الجديدة خاصة بعد وصول إدارة بايدن إلى السلطة أدلى د. أيمن الرقب القيادي بتيار الإصلاح الفلسطيني والمحلل السياسي بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره في التطورات الراهنة وفيما يلي نص الحوار :-
– كيف ترى تأثير فوز بايدن على القضية الفلسطينية في ظل الأنباء التي ترددت عن مراجعة الإدارة الأمريكية لسياساتها تجاه صفقة القرن وموقفها من السلطة الفلسطينية ؟
فلسطينيا لم يكن فوز بايدن يمقل أهمية بالنسبة للفلسطينيين لإدراكهم أن الإدارات الأمريكية سوف تظل منحازة لإسرائيل إلا أنه مما لاشك فيه أن ملايين الأمريكان الذين يحملون الجنسية الفلسطينية كانوا بالطبع سعداء بهزيمة ترامب الذي أحدث كل تلك الفوضى من خلال صفقة القرن التي طرحها ، وسياسيا لم يعترف بايدن بصفقة ترامب والتي انتقدها خلال حملته ومن هذا المنطلق فأنني أتوقع أن يبدأ بايدن بأوراق جديدة خاصة أنه أعلن سيعيد الأمل لحل الدولتين الذي يراه الحل الأمثل فضلا عن فتح مكتب لمنظمة التحرير وإعادة المساعدات للسلطة الفلسطينية وإحياء العملية السياسية وإن كنت أتمنى أن لا تقدم السلطة الفلسطينية على الإعلان عن عودة التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي إلا بعد التنسيق مع الإدارة الأمريكية ورغم إدراكنا أن السلطة الفلسطينية غير قادرة على تغيير الواقع إلا أن أبو عمار رحمه الله أوقف التنسيق الأمني واشتبك حرس الرئاسة مع القوات الإسرائيلية إلا أن هذا لم يعد موجود .

– وهل يعني سقوط ترامب سقوط صفقة القرن في المرحلة المقبلة ؟
من المعروف أن خطة ترامب كانت تنص على إقامة دولة هلامية وكيان مستقل في غزة وإزاحة الفلسطينيين إلى أطراف القدس وأعتقد أن إقتراح السلطة بعقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة الرباعية الدولية قد تشكل مخرج لبيدن إلا أن تلك المفاوضات لن تفضي في النهاية إلى شيئ وسوف تستغلها الحكومة الإسرائيلية لكسب الوقت وتنفيذ خطة ترامب بشكل بطيئ من خلال ضم أراضي الضفة على مراحل .

– وما ردكم على الاتهامات التي وجهتها حماس لفتح والسلطة بأن موقفهما من المصالحة والاتفاقات مع إسرائيل كانت مؤقتة لحين وصول إدارة بايدن إلى السلطة ؟
حماس محقة في تلك الاتهامات فحماس تمسكت بإجراء انتخابات بشكل كامل رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني أما أبو مازن فتمسك بإجراء انتخابات تشريعية أولا ثم الرئاسة والمجلس الوطني دون وجود جدول زمني إلا أن أبو مازن استطاع خداع الجميع حيث استخدم إجتماع الأمناء لشرعنة قيادته للسلطة حيث أعترف الجميع برئاسته للسلطة كما أن موافقته على تشكيل قيادة موحدة للانتفاضة كان وهم كبير وحبر على ورق وللأسف فإن حماس لم تدرك سياسيا أن أبو مازن يحاول كسب الوقت فقط انتظارا لنتائج الانتخابات الأمريكية فبعد وصول إدارة بايدن إلى السلطة أعاد أبو مازن التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي .

– هل تتوقع أن تسعى تركيا لإفشال الدور المصري خاصة أن الفترة الماضية شهدت زيارات لوفدي فتح وحماس إلى تركيا ؟
لا أعتقد ذلك فلن يستطيع أحد أن يكون بديلا لمصر في الملف الفلسطيني بحكم الجغرافيا والتاريخ ولقد حاولت كل من فتح وحماس تجاوز الدور المصري إلا أنهم فشلوا وعادوا إلى مصر كما أن مصر هي المكلفة بالملف الفلسطيني بقرار من جامعة الدول العربية .

– وما هي أبعاد الدور الإيراني بالنسبة للقضية الفلسطينية ؟ وهل تسعى إيران لاستخدام بعض الفصائل كالجهاد وحماس لتحقيق أجندتها الخاصة ؟
العلاقة بين إيران وحماس توطدت في الفترة الأخيرة بعد نوع من الفتور والتوتر في العلاقات بين الطرفين خاصة أن إيران قامت بتدريب كوادر من حماس على أراضيها وتطوير منظومة الإتصالات والنظام الصاروخي لدى حماس ورغم تطور العلاقات بين الطرفين إلا إنني أستبعد أن تكون حماس ذراع لإيران في المنطقة كما هو الحال في حزب الله لأن حماس لا تريد أن تضحي بعلاقاتها مع دول أخرى في المنطقة ونفس الحال ينطبق على الجهاد والذي يتمتع بعلاقات أقوى مع إيران ولكن الفصائل الفلسطينية يحكمها في النهاية رؤية فلسطينية .

– بعد قيام الإمارات ودول خليجية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل هل تتوقع أن تتخذ السعودية موقفا مماثلا في المرحلة القادمة ؟
التطبيع مرفوض فلسطينيا وعربيا وحكومة الإحتلال لن تقدم ثمنا للدول التي سارعت بالتطبيع معها ورغم رفضنا لقيام بعض الدول الخليجية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل إلا أن الهجوم عليها لان كل دولة لها حساباتها الخاصة التي ترى أنها تحقق مصالحها ، أما بالنسبة للسعودية فأنه من الصعب أن تقدم على تلك الخطوة لأن الملك سلمان صاحب المبادرة العربية في فاس وقيامها بتطبيع العلاقات يعني أن تلك المبادرة قد سقطت حتى لو حاولت السعودية تطبيع العلاقات مع إسرائيل للإستفادة من تقدمها التكنولوجي خاصة في مجال الإتصالات فإن الثمن الذي سوف تطلبه السعودية سيكون باهظا جدا .

– تحدثت الأنباء عن وجود مخطط تقوده بعض الأطراف كالامارات لتنصيب دحلان كرئيسا للسلطة الفلسطينية كبديل لأبو مازن في حالة رحيله . فما مدى صحة ذلك ؟
لن يستطيع أي مخلوق أن يفرض من الخارج رئيسا للشعب الفلسطيني لأن الرئيس الفلسطيني القادم سيأتي عن طريق صندوق الإنتخابات ودحلان نفسه أكد أكثر من مرة أنه رغم الشعبية التي يتمتع بها في الشارع الفلسطيني فأنه لن يقبل أن يفرض نفسه على الشعب الفلسطيني إلا من خلال صندوق الإنتخابات .

– أثيرت مؤخرا قضية السماح للمسلمين والفلسطينيين بزيارة القدس ، فهل ترى أن ذلك النوع من الزيارات يخدم قضية الشعب الفلسطيني أم يضرها ؟
أبو مازن كان أول من دعى المسلمين والمسيحيين لزيارة القدس بدعوى دعم صمود الشعب الفلسطيني ولكني أرى أن الإحتلال سوف يستفيد أكثر من تلك الزيارات وإن حدثت تلك الزيارات فأرى أن تتم من خلال منظمات رسمية في الدول التي تربطها علاقات رسمية مع إسرائيل كمصر التي لا تسمح لأحد بزيارة إسرائيل إلا بعد الحصول على موافقة أمنية كما أن البرلمان المصري أقر قانون يسقط الجنسية عن كل من يتزوج بأسرائيلية .

حاوره/ مصطفى عمارة

إرسال التعليق