سقوط طنطاوي والحسابات الخاطئة

سقوط طنطاوي والحسابات الخاطئة

 

كتب-مصطفي عمارة

حزنت كما حزن غيري خاصة من أبناء الطبقة المثقفة بسقوط النائب السابق أحمد طنطاوي والذي كنت أرى فيه رمز من رموز المعارضة الحرة ورغم إنني لا أنتمي إلى أي من الأحزاب أو التيارات السياسية أو الدينية إلا إنني أجريت معه حوارا رائعا نشر في صحيفة الزمان الدولية التي أعمل مديرا لمكتبها بالقاهرة وعندما أعلن ترشيحه لانتخابات البرلمان الحالي اتصلت به لإجراء حوار آخر ورغم عتابي عليه بعدم الرد على أي من الإتصالات أو حتى الإعتذار إلا إنني أعطيته صوتي خلال الإنتخابات الحالية لأنني لا أخلط ما بين الهوى الشخصي والصالح العام ، وبسقوط طنطاوي وعدد من رموز المعارضة في البرلمان السابق أفرغت الحكومة البرلمان من المعارضة ليصبح البرلمان الجديد كما هو الحال في مؤسسات أخرى كالصحافة والإعلام أبواق النفاق تخفي السلبيات وتحاول بكل الطرق تجميل وجه النظام ويبدوا أن الحكومة لم تتعلم من دروس الماضي فعلى الرغم من سلبيات نظام مبارك إلا أن هذا النظام استمر قرابة الثلاثين عاما عندما كان يترك ولو لمساحة محدودة للمعارضة لتعبر عن نفسها سواء بالاحتجاجات الفئوية أو بوجود عدد ولو محدود ن رموز المعارضة فضلا عن وجود صحف للمعارضة تكشف عن الفساد وتنتقد السلبيات وعندما زورت الإنتخابات الأخيرة وخلا البرلمان من المعارضة اندلعت ثورة يناير الاي عصفت بالنظام برمته لأن الحرية هي الضمان الحقيقي للحاكم لأنها تكشف السلبيات بعيد عن أبواق النفاق التي تحاول خداعه وتجميل الصورة وقد يستطيع أي نظام الاستمرار في الحكم لفترة تطول او تقصر بتكميم الأفواه والقمع ولكنه لن يستطيع أن يستمر إلى الأبد لأن الكبت سوف يولد يوما ما الإنفجار ااذي سوف يأكل معه الأخضر واليابس لأنها ستكون ثورة جياع في ظل عدم وجود بديل سياسي متفق عليه ، ومن منطلق حرصي على أمن هذا البلد وجيشها الوطني الذي كان دائما درعا للوطن وخاني مؤسساتها فأنني أناشد النظام الإستفادة من تجارب الماضي خاصة أن هناك قوى خارجية تتربص بأمن هذا البلد وتحاول اصطياد الأخطاء تحت مسمى احترام حقوق الإنسان وحماية الحريات أما إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه فإن الإنفجار قادم آجلا او عاجلا وعندئذ فلن ينفع الندم ولن تجدي الدموع .

 

إرسال التعليق