قصيدتى ” إيـــزيـــس “

يـانِـيـلُ
يـا سَيَـّدَ الأنهـارِ.. يـانِـيـلُ
يـا مَـنْ تَـغَـنّـتْ بِـشَطَّـيْـكَ المَـوَاويلُ

يا سَرْمَدِىَّ الحَضَاراتِ التى شَهِدَتْ
لَـهـاَ مَـعَـابِدُ مـصـرٍ
و التَمَـاثِيـلُ

وَرَوْعَـةٌ يتولَّى الفَـنُّ دَفَّـتَهـا
كَأَنَّـهـا فَـوْقَ هَـامِ الـدَّهـرِ
إكلـيـلُ

مَـجْـدٌ عَـرِيـقٌ
عُـيُـونُ اللـهِ تَحْـرُسُـهُ
أَرْسَى قَوَاعِدَهُ الصَِّيدُ البَهَاليلُ

وَ آىُ صِـدْقٍ
عَـلى الأيَّـامِ خَـالِـدَةٌ
خُلُودَ آلائِكَ الغَرَّاءِ يَا نيلُ

* * *

يَـا نِـيـلُ ..يَـا نِـيـلُ
يـا أغْـلَى أمـانـِيـنَـا
يـا كـوْثَـراً
مِنْ جِنَـانِ اللهِ يَأتـِيـنَـا

فَتَـنْـثُرُ النُّـورَ والأفـراحَ
رَاحَـتُهُ
وتَنْشُر الخَيْرَ فى أرجَاءِ وَادِينَا

يَـا نَـهْـرَنَـا
يَـا أَبَـا الأنْـهَـارِ مِـنْ أَزَلٍ
و مُغْدِقَ الخِصْبِ والنُّعْمَى
أَفـانِـيـنَـا

هِىَ الْـكِـنَـانـةُ
– إيـزِيـسُ الـوَفَـا أبَـداً –
كنَانَةُ اللهِ نَحْمِيهَا و تَحْمِيـنَـا

أَرَوَاحُـنَـا
ـ حِينَ تَدْعُونَا لِيَومِ فِدىً ـ
هِىَ الـفِـدَاءُ لَـهَـا
أَنَّى تُـنَـادِينَـا

* * *
لله أجْدَادُنَا كانوا و مازالـوا
رَمْزاً لِمَجْدٍ بِهِ الأَجْيَالُ تختالُ

شـادوا وسَـادوا
وللتـارِيخِ ألْسِنَةٌ
تَرْوِى الحَـقِيقَـةَ
كَمْ صَـالُوا و كَمْ جَالُـوا

آثـارُهُـمْ
تَـملأُ الـدُّنـيَـا مَآثِـرُهَـا
كَأنَّ أصْحَـابَهَـا الـمَـاضِينَ
مَـازَالُـوا
أَهـرامُـهُـمْ
– مُـنـذُ كانَتْ –
وَهْىَ مُعْجِزَةٌ. . فَرِيدَةٌ
مَا لَـهَـا فِى الكَـوْنِ
أَمْـثَــالُ

وَ أَنْـتَ يـا نِـيـلُ
شِريَانُ الحَيَـاةِ لَنَـا
وكَلُّ أَيَّـامِـنَـا
– مَـا دُمْـتَ –
إقْـبَـــالُ . . .
………………………

شعر : د. حمدي شتا
من ديوان ” لا يدرك الهرم النجوم ”
بكسر الهاء وفتح الراء وضم الميم في “الهرم”