مع استمرار المشاورات حول تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة المحامي/ آمين بشير الناشط السياسي والحقوقي وعضو لقاء سيدة الجبل في حوار خاص
– أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية مرتبطة بأزمة المنطقة ولا سيما ملف المفاوضات الأمريكي الإيراني .
– الفرنسيين يحاولون من خلال مبادرتهم كسب كل الأطراف إلا أن تلك المبادرة لم يحترم أصولها وشروطها أحد وأولهم حزب الله .
على الرغم من المشاورات التي أجراها الرئيس اللبناني ميشال عون مع السيد/ سعد الحريري المرشح لتشكيل الحكومة اللبنانية وعدد من الفرقاء السياسيين لتشكيل حكومة لبنانية جديدة تنهي الأزمة السياسية والإقتصادية الطاحنة التي يمر بها لبنان حاليا إلا أن تلك الجهود باءت بالفشل في ظل الاتهامات التي وجهتها القوى السياسية اللبنانية لحزب الله اللبناني بأنه وراء فشل تشكيل الحكومة اللبنانية بسبب هيمنته على العملية السياسية ، ومع استمرار أزمة تشكيل الحكومة أدلى المحامي/ آمين بشير الناشط السياسي والحقوقي اللبناني وعضو لقاء سيدة الجبل بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره تجاه الأزمة الراهنة وفيما يلي نص الحوار :-
– ما هي أسباب تعثر تشكيل الحكومة اللبنانية حتى الآن؟ وهل ترى أن حكومة الحريري يمكن أن تؤدي إلى حل المشكلة إذا تم تشكيلها رغم تولي الحريري رئاسة الحكومة عدة مرات دون إيجاد حل للأزمة ؟
أسباب تعثر تشكيل الحكومة اللبنانية أصبحت اكبر من محلية فهي أصبحت مرتبطة بازمة المنطقة ولا سيما ملف المفاوضات الاميركي الايراني وفي الانتظار وريثما تستلم الادارة الاميركية الجديدة برئاسة بايدن في العشرين من الشهر القادم لا تحريك في ملف الحكومة لان الجميع في المنطقة ولا سيما ايران ترتب اوراقها تحضيراً للمفاوضات مع الأميركان ولبنان احدى هذه الأوراق وبالتالي نحن ننتظر مسار هذه المفاوضات وهل سوف يكون لبنان من الأولويات التي تبدأ بها هذه المفاوضات وهل سوف يتقدم على الأوراق الأخرى التي تمسك بها ايران من اليمن الى العراق الى سوريا وفلسطين ايضاً .
– كيف ترى اقتراح عون بمقايضة الثلث الضامن بإعطائه وزارتي الداخلية والعدل ؟ وهل ترى أن هذا الاقتراح يقف وراءه حزب الله ؟
موضوع الاقتراحات والصيغ التي يقدمها رئيس الجمهورية او من خلفه كحلول للخروج من الأزمة الحكومية فلا تعدو ان تكون مسرحيات وألعاب شعبوية بالمجان اَي فقط لتسجيل نقاط من فريق على آخر ضمن اللعبة السياسية الداخلية واستجلاب أصوات انتخابية لذلك نرى بانها كل ما تحدثت الأوساط عن اجواء إيجابية عادت وظهرت عقدة جديدة لتشعل الخلاف .
ولا شك ان المايسترو اليوم في السياسة اللبنانية بعد خروج السوري هو حزب الله وبالتالي حليفه رئيس الجمهورية وتياره يحاول ان يستفيد من هذه المرحلة بشتى الوسائل فهم لا يخفون معارضتهم لاتفاق الطائف الذي قلص صلاحيات رئيس الجمهورية وهم يعتبرون بان الطائف قد أنزلهم درجة في النظام وهم يسعون لاستعادة هذا الموقع بالممارسة والفعل ريثما تنشأ ظروف جديدة لتعديل الدستور .
وبالطبع لا يقدم الحليف اَي التيار الوطني الحر على خطوة كهذه ما لم يكن هناك تنسيق مع حزب الله فهو يعلم بانها سوف تكون بلا جدوى ولا معنى دون قرار من الحزب .
– هل ترى أن تدخل البطريرك الماروني بشارة الراعي ولقائه بكل من عون وباسيل يمكن أن يسهم في حل أزمة تشكيل الحكومة؟
إن مبادرة البطريرك الراعي مشكوراً هي محاولة جديدة للمحافظة على الكيان اللبناني وماهيته وصيغته القائمة على العيش المشترك واحترام الدستور واتفاق الطائف وقد سبقت هذه المبادرة مبادرة الحياد الناشط او الإيجابي لتحييد لبنان عن صراعات المحاور ومحافظته في الوقت عينه على موقع لبنان العربي والمميز بين اشقائه .
الا ان البطريرك الراعي يعيِ الْيَوْم اكثر من قبل بان الممسك بزمام الامور هو حزب الله وبان اَي مبادرة سوف تقوم لن تكون ذات فائدة ما لم تكن مع حزب الله نفسه المقرر والآمر الناهي في البلد .
– هل يمكن أن تكون المبادرة الفرنسية أساس لحل الأزمة ؟يحاول الفرنسيين من خلال طرح مبادرتهم لان يلعبوا دور الوصاية الإقليمية وأن لا يكونوا طرف ضد طرف لذلك رأيناهم يغازلون حزب الله ويميزون بين جناحه العسكري والجناح السياسي ورأيناهم يجتمعون بمسؤوليه في قصر الصنوبر في بيروت ظناً منها انها تستطيع ان تلعب الدور السوري الذي كان موجود سابقاً ولكنها أظن لم تستطع ان تحصل على الموافقات الدولية والإقليمية حول هذا الدور لذلك راينا بان المبادرة الفرنسية قد تحورت ولم يحترم اصولها وشروطها احد وأولهم حزب الله ومن هنا نفهم رفض هذا المحور ومن خلفه ايران رفض وصاية فرنسا وإدارتها للازمة اللبنانية كحل بين محوري ايران واميركا وصراعهم في لبنان.
– تعالت الأصوات لدى بعض التيارات للمطالبة باستقالة عون ، فهل ترى أن استقالته يمكن أن تسهم في حل الأزمة ؟
هناك من يدعو الى استقالة الرئيس عون ليس من منطلق عداوة شخصية او كرهاً للموقع ولا سيما بما يمثل من رمزية مسيحية ولا سيما هو الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة ولكن من منطلق سياسي بحت لان هذا الرئيس قد أعطى غطاءً مسيحياً وشرعياً لميليشيا مسلحة ويريد ان يفرض على المجتمع الدولي الاعتراف بها كنسيج مكون للمجتمع اللبناني وهذا ما يرفضه باقي اللبنانيين .
وبالتالي استقالته تسقط هذه الشرعية عن هذا الكيان المذهبي الخارج عن الشرعية الوطنية والمهيمن عليها بقوة السلاح .
– رغم مرور فترة طويلة على انفجار مرفق بيروت إلا أن الحقيقة لم تظهر بعد . فما هي أسباب ذلك ؟
منذ حدوث انفجار المرفأ ومنذ اللحظات الاولى طالبنا بتشكيل لجنة دولية للتحقيق لان لا ثقة بالقضاء اللبناني المسيس ولان من اهم أنواع الفساد” فساد عدم استقلالية القضاء ”
القضاء في لبنان يستمد سلطته وقوته من السلطة السياسية وليس من القانون والدستور.
وعندما يتم تعيين اَي قاضٍ من قبل السلطة، حتماً سوف تكون لديه نفسية الموظف وبالتالي سوف تأتي عدالته توظيفية.
من له القوة والهيمنة على السلطة هو المسؤول وهو حزب الله اليوم .
المحقق العدلي في تفجير المرفأ رمى قنبلة دخانية بالادعاء على دياب الحلقة الأضعف للتعمية ووقف التحقيق عند هذا الحد .
الرئيس برّي يستكمل طمر التحقيق بإحالة الملف الى مقبرة السلطة السياسية الحاكمة ألا وهي “المجلس النيابي ” كما فعل بالتدقيق الجنائي ليكون بذلك استكمل آخر فصول المسرحية.
– يرى البعض أن هيمنة حزب الله على مفاصل الدولة أحد أسباب الأزمة الحالية ، فكيف يمكن إنهاء هيمنة هذا الحزب في ظل امتلاكه ترسانة عسكرية وارتباطه بإيران ؟
أظن ان لا احد في لبنان يختلف عن ان حزب الله هو الطرف الأقوى والمهيمن على الحياة السياسية في لبنان ولا سيما ان احد حلفاءه الأساسيين وهو الوزير السابق والزعيم المسيحي والمرشح لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية قد صرح علنية بان من يريد ان يصبح رئيساً يذهب الى حزب الله كما من يريد ان يصبح وزيراً . لذلك هناك رأيان في البلد منهم من يرى مسألة حزب الله وسلاحه أزمة إقليمية وأكبر من داخلية وبالتالي وجوب انتظار حل إقليمي ودولي لهذه المسألة وهناك رأي آخر وانا منه بان الوحدة الداخلية للبنانيين هي وحدها تستطيع ان تقف بوجه هذا السلاح وممارساته الغير شرعية في الداخل والخارج كما فعلنا بوجه السوري فلم تستطع فئة واحدة من لون طائفي واحد من اخراج السوري بل عندما توحد اللبنانيين مسلمين ومسيحيين استطاعوا ان يخرجوا السوري وعندها فقط لاقتهم الإرادة الدولية .
– ما هي رؤيتك لدعوة لبنان لعقد مؤتمر لعودة اللاجئين السوريين ؟ وكيف يمكن حل تلك القضية خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها السوريين حاليا ؟
لقد تحولت قضية اللجوء من قضية إنسانية الى قضية ابتزاز سياسي ومالي للرأي العام العالمي ولا سيما من قبل الراعي لمحور الممانعة وهو الروسي وصاحب الدعوة لعقد مؤتمر العودة بنسخته الثانية بعد المؤتمر الاول في الشام وانطلاقاً من هوية الداعي لعقد هذا المؤتمر نفهم الغاية منه وبالطبع ليست العودة لان من شارك في الحرب وكان من أسباب الهجرة واللجوء لا يستطيع ان يكون ضامن للعودة وبالتالي محاولة الروسي تقديم نفسه صاحب الحل والربط بملف الأزمة السورية لن تنجح وحتماً لن يكون هناك حلاً لأزمة النزوح السوري قبل الحل السياسي للأزمة .
– ما هي مطالبكم في المرحلة القادمة من جامعة الدول العربية بشكل عام ومصر بشكل خاص تجاه لبنان ؟
لا شك ان المجتمع العربي ولا سيما جامعة الدول العربية مطالبة الْيَوْم اكثر من قبل بملاقاة الأصوات اللبنانية الرافضة لخروج لبنان من حضنه العربي ووضعه في الحضن الايراني الذي ليس من طبيعته وثقافته وإعادته الى نظام المصلحة العربي باعتباره احد مؤسسي جامعة الدول العربية وكان منذ زمن ليس ببعيد مستشفى وجامعة ومصرف الوطن العربي وما يزال اكثر من ٥٠٠ الف لبناني يعيشون ويعملون في الدول العربية .
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق