في الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي د. أنمار نزار الدروبي الضابط السابق بالجيش العراقي والكاتب والباحث في الشئون السياسية في حوار خاص

في الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي د. أنمار نزار الدروبي الضابط السابق بالجيش العراقي والكاتب والباحث في الشئون السياسية في حوار خاص

 

– الرئيس صدام لم يخطأ بغزوه للكويت وكان دخوله إليها مؤامرة دولية خططت لها بعض القوى المعادية للعراق وهزيمته جاءت نتيجة عدم تكافؤ ميزان القوى .
– اختفاء الجيش العراقي بعد دخول بغداد كان تكتيك عسكري للتهيئة لحرب المدن ولكن قطع الاتصالات وخيانة بعض العملاء أربك القيادة السياسية والعسكرية .

يعد الجيش العراقي واحد من أقوى الجيوش العربية التي كان لها دور بارز عبر التاريخ في الدفاع عن العراق والأمة العربية والتي كان آخرها نجاح هذا الجيش في تلقين القوات الإيرانية درس لن تنساه عندما حاولت غزو العراق إلا أن المؤامرات الدولية على هذا الجيش وخيانة بعض العملاء أدت إلى تحطيم هذا الجيش وتمكين القوات الأمريكية والمتحالفة معها من احتلال العراق ، وعلى الرغم من هذا يظل الجيش العراقي علامة بارزة في تاريخ الأمة العربية . وفي الذكرى المئوية لتأسيس هذا الجيش كان لنا هذا الحوار مع د. أنمار نزار الدروبي الضابط السابق بالجيش العراقي والكاتب والباحث في الشئون السياسية :-

1- لو عدنا سنوات إلى الوراء وبالتحديد أثناء حرب الخليج واحتلال العراق ، ما هي وجهة نظركم في الأسباب التي أدت إلى هزيمة الجيش العراقي وهل عدم تكافؤ ميزان القوى هي السبب الرئيسي ؟
فيما يخص حرب الخليج الثانية والتي طلقت عليها القيادة السياسية في حينها(أم المعارك) بالتأكيد كانت الأسباب هي عدم تكافؤ ميزان القوى حيث واجه الجيش العراقي الباسل في حينها تحالفا يتكون من ثلاثة وثلاثين دولة على رأسهم القوى العظمى الولايات المتحدة الأمريكية مع العرض أن الجيش العراقي وقتها قد ابلى بلاء حسنا واحرج قوات التحالف في اكثر من معركة.

2- هل أخطأ صدام بقراره غزو الكويت ؟
الرئيس الراحل صدام حسين لم يخطأ بغزوه للكويت كقرار بل كانت قضية دخول العراق إلى الجارة الكويت عبارة عن مؤامرة دولية خططت لها بعض القوى المعادلة للعراق بدليل أن الرئيس الراحل صدام حسين كان قد أشار في حينها من خلال خطابه حيث قال (لقد غدر الغادرون) دخول الكويت كانت بمثابة توريط للعراق للقضاء على جيشه العظيم.

3- هناك غموض حول اختفاء الجيش العراقي من بغداد قبل سقوطها ، فبماذا تفسر هذا ؟
لم يكن اختفاء للجيش العراقي بقدر ما هو تكتيك عسكري وخطة أمنية لتوزيع القطعات على مشارف بغداد للتعبئة والتهيئة لمعركة المدن..
لكن هناك كانت بعض الاوامر العسكرية اربكت بعض القطعات وهذه نتيجة طبيعية لان العدو والغزاة قاموا بقطع وسائل الاتصال مما اضطرت القيادة السياسية والعسكرية في حينها إلى اتخاذ بعض التدابير والإجراءات الاحترازية…ويجب أن لاننسى كانت هناك بعض الخيانات من قبل العملاء المندسين الذين جاءوا مع العدو ودخلوا العراق مع القوات الأمريكية الغازية.

4- وهل لا تزال وحدات من الجيش العراقي تعمل حتى الآن لمواجهة الوجود الإيراني والأمريكي في العراق ؟
المقاومة العراقية لم ولن تهدأ إلا بطرد القوات العراقية والقضاء على الوجود والتوغل الإيراني وتحرير كل الأراضي العراقية من اطماع الفرس المجوس أحفاد كسرى وإلقاء القبض على عملاء إيران وإحالتهم آلى المحاكم لينالوا جزاءهم العادل على كل ما اقترفوه من سرقة ودمار البلد حيث ان عملاء الداخل بمعنى عملاء إيران باعوا العراق العظيم إلى ملالي طهران وقم…وتأكيدا على المقاومة العراقية فالعالم كله يشهد ماقام به أبناء المقاومة العراقية البطلة في مدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الانبار حيث قاتل أبناء الفلوجة الأبطال القوات الأمريكية قتال الصحابة رضوان الله عليهم ولقنوا الأمريكان دروس في البطولة والشهادة في واقعتين سيخلدها التاريخ بحروف من نور.

5- ما هي حقيقة تنظيم داعش في العراق ومن يقف وراءه ؟
تنظيم داعش صناعة أمريكية مدعوم من قبل إيران وهذا ما اثبتته مراسلات وإيملات هيلاري كلينتون وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية في وقت الرئيس اوباما وهو ما فضحه الرئيس الأمريكي الخاسر دونالد ترمب بعد أن رفع السرية عن هذه المراسلات…وأنا شخصيا كتبت مقال قبل ثلاثة سنوات عنوانه (أسرار العلاقة الحرام بين ملالي طهران والعشيقة داعش) وضحت فيها مدى العلاقة بين تنظيم داعش وبين المخابرات الإيرانية او الاطلاعات الإيرانية وفقا للوقائع والمعطيات المتوفرة لدينا وهي:
أ. شهادة الدكتور حذيفة عبد الله عزام: في لقاء مع الدكتور حذيفة عبد الله عزام نجل عبد الله عزام مؤسس مكتب استقبال المجاهدين في افغانستان، حيث أدلى الدكتور حذيفة بشهادته عن القاعدة وتنظيم داعش وعلاقتهم الوطيدة بإيران.
ب. تصريحات واعترافات الدبلوماسي الإيراني فرزاد فرهنيكان:
في يناير من عام 2013 خرج الدبلوماسي الإيراني المعارض (فرزاد فرهنيكان) والذي كان يعمل مستشار في سفارة إيران بالنرويج، حيث أدلى بأعترافات مهمة جدا، وهي أن المدعو ومن خلال عمله اطلع على وثائق سرية من قيادي كبير في الحرس الثوري الايراني تفيد بأن تنظيم داعش صناعة إيرانية وبتعاون روسي_ سوري،وحسب وصفه بأن مقر إدارة التخطيط والعمليات في مدينة مشهد، حيث يلتقي قادة تنظيم داعش مع كبار رجال الحرس الثوري الإيراني للأتفاق على خلق حالة من الفوضى الكبيرة في العالم العربي.
ج. اعترافات الدبلوماسي الإيراني أبو الفضل الإسلامي :
بتاريخ 15 أكتوبر عام 2015 كشف الدبلوماسي الإيراني أبو الفضل الإسلامي والذي كان يعمل في السفارة الإيرانية في العاصمة اليابانية طوكيو، قبل انشقاقه عن النظام الإيراني، دعم طهران لداعش وتزويد تنظيم الدولة بالسلاح في كل من سوريا والعراق. حيث صرح الدبلوماسي أبو الفضل وفي مقابلة مع صحيفة(كيهان لندن) الناطقة بالفارسية، أن إيران استفادت من وجود داعش إلى أقصى حد، وتمكنت بذريعة داعش أن تبرر تدخلها في سوريا والعراق. ويقول أسلامي لقد عملت أربعة سنوات كدبلوماسي في بانكوك، وكنت أرى وبأستمرار تقديم طلب من السفارة الإيرانية للسلطات التايلندية وإصدار التراخيص للطائرات التابعة للحرس الثوري الإيراني للتزويد بالوقود وهي في طريقها إلى كوريا الشمالية لنقل الأسلحة والعتاد والصواريخ إلى حزب الله وتنظيم داعش.

6- هل تتوقعون مواجهة أمريكية إيرانية على أرض العراق في ظل تهديدات إيران بالانتقام من سليماني ؟
إيران لا تعرف غير استعراض العضلات والشعارات الجوفاء…وكل القضية هي معارك إعلامية بين واشنطن وطهران ليست أكثر لان إيران لإتجازف مطلقا بمواجهة امريكا…في الجانب الآخر فإن الولايات المتحدة الأمريكية ما تفرضه من عقوبات اقتصادية على طهران وبعض الضغوطات ليس سوى تكتيك أمريكي لترويض ملالي إيران دوليا.

7- وكيف تقيمون عمل مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي؟ وهل تتوقعون نجاحه في تحجيم النفوذ الإيراني في العراق ؟
لا مصطفى الكاظمي ولا اي رئيس وزراء لديه الإمكانية من تحجيم الدور الإيراني لان التوغل الإيراني في العراق كان بتخطيط وتنسيق بين إيران وأمريكا بمعنى أمريكا باعت العراق إلى إيران ضمن سياق صفقة الاتفاق النووي بين إيران والدول 5+1 حيث اعطت امريكا الضوء الأخضر للأيرانين لتوغلهم وعربتدهم ليس في العراق فقط بل في اليمن ولبنان وسوريا من خلال اذرعها مثل الحوثيون وحزب الله والميليشيات العراقية تلك الميليشيات التي تبسط سيطرتها على الدولة العراقية ولم تسمح لاي رئيس وزراء ان يمس الوجود الإيراني بالعراق.

8- وما هي رؤيتكم لانعكاسات المصالحة الخليجية على العراق ؟
العراق دولة عربية وعضو مؤسس في جامعة الدول العربية ومن الضروري أن يكون هناك دور خليجي مهم وفعال ومؤثر في العراق يكون هذا الدور يواجه التوغل الإيراني في العراق. بمعنى أن المصالحة الخليجية يجب ان تنعكس بشكل إيجابي على العراق.

9- شهدت الفترة الماضية تقاربا بين العراق من جهة وكلا من مصر والسعودية من جهة أخرى ، فما هي أبعاد هذا التقارب ؟ وهل سينعكس ذلك ايجابيا على توجه العراق تجاه إيران ؟
مصر الشقيقة الكبرى وهي قبة الميزان في العالم العربي ولها دورا كبيرا ومؤثرا على الساحة السياسية ، والسعودية هي قمة دول الخليج العربي ومن اهم الدول العربية وفي الشرق الأوسط…ولهذا نحن كعراقيين نتمنى ان يتكلل هذا التقارب بالنجاح وبناء قوة عربية تواجه التدخل الإيراني الفارسي في بعض دولنا العربية…لكن بحسب المعطيات لم ولن يسمح لأي رئيس وزراء عراقي أن يجسد هذا التقارب العربي على ارض الواقع وذلك لأن وكما ذكرنا آنفا سيواجه من قبل المليشيات المدعومة من إيران وقد يقتل كل من يسعى إلى التقارب مع الأمة العربية وإعادة العراق إلى الحضن العربي.

10- في النهاية كيف ترى أبعاد المخططات التركية في العراق؟ وهل تتوقعون مواجهة تركية عراقية حول ملف المياه والحدود ؟
العراق دولة ضعيفة ومفككة سياسيا واقتصاديا بسبب الطبقة السياسية الحاكمة…حيث الساسة الشيعة تابعين لإيران جملة وتفصيلا وبعض من الساسة السنة يرتمون باحضان الاتراك والقوى الكردية منقسمة بين الولاء لإيران وتركيا…أما تركيا فمن الطبيعي لسياسة أردوغان التوسعية ان يتدخل بالعراق بحجة ضرب حزب العمال الكردستاني (PKk) ومن ثم فإن التدخل التركي في العراق لايبتعد كثيرا عن التدخل التركي في سوريا وليبيا لان أردوغان يحاول استعادة مجد الإمبراطورية العثمانية .

حاوره/ مصطفى عمارة

إرسال التعليق