الكاتبة السياسية اللبنانية والناشطة في مجال حقوق الإنسان نداء صباغ في حوار خاص
– الطفل في العالم العربي محروم من أدنى الحقوق على عكس أوروبا وأطالب بسن قوانين لحماية الطفل داخل أسرته وخارجها .
– التقارير التي تصدرها منظمات حقوق الإنسان في الخارج مسيسة ومخترقة من جانب جماعات وتيارات إسلامية .
استطاعت الكاتبة السياسية اللبنانية والناشطة بحقوق الإنسان نداء صباغ أن تلفت الأنظار بشدة من خلال الدور الذي لعبته في مؤسسة EISEDIFICATIONPLUSUK والتي تعني بشئون الطفل عبر العالم وكذلك دورها البارز الذي لعبته كناشطة سياسية في مجال حقوق الإنسان ، وفي ظل الاشادات التي تتلاقاها كواحدة من أبرز السيدات التي تلعب دورا بارزا في هذا المجال كان لنا معها هذا الحوار :
– باعتبارك أحد الأعضاء البارزين في مؤسسة بريطانية تعني بشئون الطفل ، ما تقييمك لواقع الطفل في دول العالم الثالث بصفة عامة والمنطقة العربية بصفة خاصة ؟
لا توجد مقارنة بين وضعية الطفل في أوروبا والوطن العربي ففي أوروبا تقوم الحكومات بمنح معاش أسبوعي من الصغر وحتى سن الثامنة عشر لرعايته وتعليمه فضلا عن سن قوانين لحمايته داخل وخارج الأسرة من الإيذاء النفسي والبدني حتى أن الطفل يتم نقله من أسرته إلى أسرة أخرى إذا تعرض للايذاء داخل أسرته ، أما الطفل في الوطن العربي فهو مظلوم داخل أسرته وخارجها ولا توجد قوانين لحمايته .
– وما هي الإنجازات التي حققتها المؤسسة في هذا المجال ؟
نحاول بقدر الإمكان تأمين الحماية والعلم للطفل بقدر الإمكان والغذاء من خلال قيام رجال الأعمال بتقديم دعم لتدريب الأهالي وتثقيفهم من خلال محاضرات عائلية ودورات تدريبية تتناول كيفية رعاية الطفل وحمايته فضلا عن إنشاء مراكز للاطفال المشردين كما طالبنا الحكومات بتغيير المناهج الدراسية بما يتلائم مع التطور التكنولوجي الموجود الأن بالعالم وضرورة توفير الحماية للأطفال وتوفير الغذاء للطلاب من خلال وجبات مجانية بحيث يتناول الطفل وجبة صباحية خفيفة ثم وجبة غذاء وسط النهار حتى يتمكن الطفل من استيعاب المناهج الدراسية فضلا عن توفير الرعاية الصحية للأطفال من خلال إنشاء مستوصفات خاصة لعلاجهم وسن قوانين تمنع ممارسة العنف النفسي والبدني ضد الأطفال .
– باعتبارك أحد الناشطات البارزين في مجال حقوق الإنسان ، ما مدى التزام الحكومات العربية بتطبيق المعايير العالمية بالنسبة لحقوق الإنسان ؟
لا توجد أدنى حقوق للإنسان في الدول العربية سواء أكان هذا من الحكومات تجاه مواطنيها أو بين المواطنين أنفسهم وللأسف فقد علمنا أجيالنا القسوة وعدم الرحمة رغم أن كل الأديان السماوية تدعوا للرحمة بالإنسان والتسامح .
– هناك من يشكك في مصداقية التقارير التي تصدرها بعض منظمات حقوق الإنسان باعتبارها تقارير مسيسة تستخدم للضغط على الحكومات . فما مدى صحة ذلك ؟
هذا صحيح .. فهناك العديد من منظمات حقوق الإنسان تستخدم تلك التقارير لتحقيق الأطماع السياسية لبعض الأنظمة فضلا عن تحريض المواطنين لارتكاب أفعال معينة تهيئ المناخ لتلك المنظمات للتدخل في شئون الدول تحت شعار الغاية تبرر الوسيلة .
– وهل ترين أن تلك المنظمات اصبحت مخترقة من جانب جماعات إسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين ؟
نعم فلقد استطاعت الجماعات الإسلامية سواء الإخوان أو غيرهم إختراق تلك المنظمات لتحقيق اجندتهم الخاصة تحت ستار الدين ، لذلك دعونا إلى بناء مؤسسات تثقيفية تعني ببناء فكر الشباب الصاعد وتدريبهم على أن يكونوا مواطنين صالحين وللأسف فإن الأمر يتطلب أن تعطي المرأة دورا قياديا في المجتمع لأن المرأة تتمتع بالرحمة والتسامح ويمكنها إذا تولت السلطة إقامة نظام عادل .
– في ظل احتفالات العالم باليوم العالمي للمرأة تتعرض المرأة في الوقت الحاضر لعدد من الظواهر السلبية كالعنف والتحرش والاغتصاب . فكيف يمكن مواجهة هذه الظواهر ؟
هذه الظواهر للأسف هي نتاج المناخ الذي نعيشه لأننا اعطينا الرجل كل شيئ على حساب حقوق المرأة لذا فإن الأمر يتطلب سن قوانين تساوي بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات وهذا لن يتأتى إلا إذا تولت المرأة السلطة ولقد أثبتت تجارب التاريخ أن الممالك التي حكمتها إمرأة كانت تتصف بالعدل والرحمة بحكم طبيعة المرأة .
– إذا انتقلنا إلى المجال السياسي باعتبارك مواطنة لبنانية عاشت تجربة الحرب الأهلية ، كيف أثرت تلك التجربة على شخصيتك ؟
بالفعل كانت تجربة قاسية على نفسي حيث تأثرت بأجواء الخراب والدمار والقتل الذي شهدته تلك الحرب وعندما غادرت لبنان إلى دول عربية واوروبية حتى أستقر بي المقام في إنجلترا وجدت أجواء الحب والتسامح حتى إنني شعرت أن البلاد العربية هي بلدي وأن العالم هو وطني الأكبر .
– باعتبارك من المهتمين بالشأن الليبي ، ما هو تقييمك الآن لما يجري في ليبيا ؟
ليبيا و عدة دول عربية تمر بظروف اغلبها متشابهة في الاسباب و النتائج و اللاعبين الاقليميين و الدوليين تقريبا يقوموا بنفس الادوار و لكن بمصالح مختلفة ، و تظل الشعوب هي الغائب الحاضر الذي يستطيع ان يقلب المعادلة لا بالاصطفاف و الحرب و لكن ان يشدوا على جراحهم من اجل الجيل الجديد الخاسر الاكبر في صحته النفسية و تعليمه و مستقبله ليحيا بدون جراح في وطن مستقل و مستقر ، المصالحة الوطنية هي مطلب اغلب الليبيين و عبروا عن هذا ذلك في مؤتمر نالوت للمصالحة و اللحمة الوطنية الذي كان عملا ليبيًا خالصا و لكن للأسف الدول المستفيدة لا تدعم هذا التوجه لأن المصالحة ستفرز وجه ليبيا الحقيقي الذي تهابه الدول التي استثمرت في الخراب و اليباب ودعمت شخصيات متورطة او طامعة و استخدمتهم كادوات لصب البنزين على النار و اطالة الصراع في حرب اهلية لا يحسم فيها اين من الاطراف ، حيث يزجوا بالشباب للقتال في النهار و يتقاسموا الميزانيات في الليل في مسرحية اصبحت واضحة لاغلب الليبيين خصوصا بعد تكشف كل الحقائق ففي عصر الحقيقة لا يغيب شيئا ، بعد ان فشل المصلحون في ليبيًا بأن يكونوا وسطاء بين اهلهم بدعم من الامم المتحدة في مؤتمر غدامس الذي تم اجهاضه و نتيجة هذا الاجهاض هو ٨ الاف قتيل ليبي و ٢٥٠ الف نازح و عدة مليارات من قوت الليبيين و دخول اطراف دولية جديدة و مرتزقة على الارض و الخاسر الاكبر في هذه الحرب هم الليبيين فدمهم و مالهم و أرضهم استبيحت و نتج عن هذه الحرب معادلة دولية جديدة في مؤتمر برلين حيث تصالحت مصالح الدول الكبرى و تلقائيًا ستتبعها الدول الاخرى بالتبعية و فرضت واقع جديد على الارض بعد ان عززت وجودها ب ٢٠ الف جندي اجنبي على الارض فخرج القرار من ايد الليبيين و اصبحوا مجرد ضيوفا في بلادهم يتبادلون التهم و الشتائم و جل الشعبً اصبح ينظر إلى سياسييه بعين الخيبة و الفشل ، الدول الكبرى سهلت المجال للأمم المتحدة لتكون وسيطا بين الفرقاء السياسيين بدعم دولي سياسي ودعم المرتزقة على الارض في مسارات سياسية و اقتصادية و عسكرية و غضوا النظر عن الحراك المجتمعي الذي يمثل حقيقة المواطن الليبي البسيط ، ولكن في ظل حالة الانهاك التي وصل لها الشعب من نقص السيولة و الكهرباء و الامن أصبحوا مهيئين لقبول اي قرار يصدر و من اي جهةٍ فليس على المضطر حرج فاغلب الشعب يريدوا نهاية القتال و توحيد الموسسات و انشاء حكومة تكنوقراط تقدم لهم الخدمات الاساسية و تشرف على انتخابات برلمانية و رئاسية و تنفذ خارطة الطريق التي تم اعتمادها في مؤتمر الحوار السياسي و كانت حصيلة عدة اجتماعات قامت بها الامم المتحدة مع اغلب المكونات الليبية .
وحتى لا نكون متشائمين فالقادم سيكون افضل لليبيا بعد الاستقرار النسبي الذي حدث و وقف القتال و الظروف العالمية الجديدة من وباء كورونا و المصالحة الخليجية و التغيير الذي حصل في الادارة الامريكية ناهيك عن الوعي الجمعي الجديد لدى الليبيين و رفضهم لكل الشخصيات الجدلية التي كانت اساسا في كل ما يحصل الان وفي السابق و هناك رفض شعبي و اهتمام متزايد بفئة الشباب و المرأة و التكنوقراط و المكونات الاجتماعية فهم اصحاب المصلحة الحقيقة في الاستقرار لانهم ليسوا اعداء من الاساس حتى و ان اختلفوا فقد حققوا مصالحهم بالحوار المجتمعي بعيدا عن بيروقراطية السياسيين و افرجوا عن السجناء و استقبلوا النازحين في عمل انساني بعيدا عن الحسابات السياسية فما بين الليبيين اكبر من كل التقرحات التي ظهرت ، و لكن الاعلام خلق مكانات اعلامية لبعض الشخصيات هي بعيدة عن الواقع و لا تمثل الهوية الليبية ولكنها تمثل من يحاول ان يبرزهم للواجهة ، و يبقى مستقبل ليبيا في يد شبابها الذي اثبت وعيه و صدقه و لم يتأثروا بخطاب الكراهية و لا بمكائد السياسيين ، ابو الا يكونوا الا ابناء بارين لوطنهم متمسكين بوحدته و سيكونوا السواعد التي ستبنيه فهذه الظروف الصعبة بقدر ما هي مؤلمة و لكن عادة الازمات هي التي تفرز حلولها وقادتها و كما قال الكثير من المؤرخين دائما يأتي جديد من ليبيا دعنا نترقب فقد تكون المرحلة القادمة تحمل مفاجأت فالعالم كله يعيش مخاض و هذا المخاض حتما سيضع مولوده فهذا ليس تنجيما و لكنها دروس التاريخ هكذا علمتنا و في النهاية دائما الشعوب هي التي تفرض ارادتها حتى و ان طالت المدة .
– بعد وصول إدارة أمريكية جديدة إلى الحكم هل تتوقعين تغييرا في السياسة الأمريكية تجاه العالم العربي ؟
لا أعتقد ذلك .. فكل الرؤساء الأمريكيين ينفذون سياسة أمريكا وإن اختلفوا في الأسلوب فهم كلهم وجوه لعملة واحدة والعالم العربي في النهاية هو تركة لهم لتنفيذ اجندتهم الخاصة .
حاورها من لندن/ مصطفى عمارة
نداء صباغ في سطور :-
– سفيرة سلام عدة مرات و سفيرة نوايا حسنه و من اهم نشاطاتها هي الدعوة لفض النزاعات بالحوار السلمي و حوار الاديان و الثقافات و الانتماءات العرقية و غيرها … الخ .
– شاركت في عدد من المناقشات في الامم المتحدة و في البرلمان الاوروبي حول القضايا العربية و اهمية التعامل مع المنطقة بمنظار انساني لاخماد الفتن الدينية و العرقية و الايدولوجية …الخ
من اجل العيش بسلام و تحريرها من الاستعمار و التبعية الدينية و الايديولوجية و التركيز على التنميه و التعليم و البنيه التحتيه لبناء المجتمعات و بناء الانسان السوي لينهض ببناء اجيال معطاءة سوية شعارها الحب و الصدق و العطاء و نشر المحبه و السلام بين الشعوب في العالم … بناء جسور المصالح المشتركة عبر المشاريع التنموية و الثقافية و التدريب و التاهيل و تبادل الخبرات بين الشعوب …. و ازالة الحدود السياسية و العرقية من اجل بناء مجتمع عالمي صحيح يهدف الى رفاهية و حريه الفرد و المجتمع .
– حصلت على بعض الجوائز على صعيد افريقيا ومنطقة شمال افريقيا و كانت بارزة جدا على ملف المصالحة الليبية الليبية و زرع المحبه و الالفة بين الجهات المتصارعة في ليبيا و شاركت في عدد من الملتقيات المهمه التي تعني بالاستثمار و توظيف رؤوس الأموال في المناطق الافريقية الفقيرة النائية منها قمه الاستثمار الاوروبي الافريقي في تونس في عدد من اجتماعاتها و ايضا قمم الاستثمارات من مجلس التعاون الخليجي و غيرها من مشاريع الانماء في اوروبا الشرقية و منطقة البلقان .
إرسال التعليق