اسرائيل والجدر…
لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ (14) الحشر
بعد خروج المستعمر من ارض العرب وانتقامهم شر انتقام من فتح الاندلس والهزمات التي تكبدوها عندما تم طردهم من المنطقةالعربية لم يكن لهؤلاء أن يامنو على أنفسهم من إعادة ترتيب الصف العربي وإعادة أمجاد أسلافهم فرغم اختلاف مصالحهم واطماعهم في منطقتنا العربية اتفقوا على اضعاف العرب ووحدهم سايكس وبيكو واجمعوا على وعد بلفور المشؤوم ….
ومن هنا بدأت فكرة التحصينات والجدر وهو ما يسمونه اليوم الأمن القومي لبلادهم فهاهي أميركا وأوروبا يحاربون في افريقيا والعراق وافغانستان وغيرهم من البلدان بذريعة الأمن القومي…..فما كان لأولئك إلا أن يجمعوا بعض قبائل الخزر مدعين اليهودية السامية وأن فلسطين أو كما تسمى عند اليهود ارض الميعاد هي موطنهم الاصلي فاوجدوا إسرائيل في المنطقة للحفاظ على مستعمراتهم التي لم يكونو ليخرجو منها قبل تامينها بما يخدم مصالحهم المستمرة الى يومنا هذا مما ادى الى ظهور الاحزاب التي تنادي بالقومية العربية ووحدة الامة العربية وكانت القضية الفلسطينية هي العنوان الابرز لتلك الاحزاب فعملت تلك القوى الاستعمارية بقيادة فرنسا وبريطانيا على ايصال شخصيات قد جندتها طيلة فترة استعمارها للمنطقة الى سدة الحكم في دول الجوار المحيطة بإسرائيل وقد حكمت تلك الانظمة شعوبها بالحديد والنار وجعلت لقمة العيش لتلك الشعوب هي شغلهم الشاغل فانتشر الفساد والرشوة والخيانة ولم تكتفي تلك القوى الاستعمارية بهذا القدر من تغييب الشعوب العربية عن المطالبة بوحدة الأمة العربية وبتحرير فلسطين فحسب بل ذهبت إلى أبعد من ذلك…
فهاهي فرنسا ترسل الخميني عام / 1979 /الى سدة الحكم في إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة ليكون كفزاعة وشماعة وفي الوقت ذاته إيران تحتل دول عربية باكملها وتثير الرعب ببرنامجها النووي وتنشر عصاباتها للسيطرة على الدول العربية واستغلال خيراتها لتتفادى الحظر المكذوب على اقتصادها ، وقتل شعوبها باسم الدين وفرض سياسة التشيع والعمل على التغيير الديمغرافي لسكان تلك المناطق التي تسيطر عليها ،في الوقت الذي باتت شعوب المنطقة تنادي بزوال إيران عوضا عن إسرائيل محاولة أبعاد تهمة الاحتلال عن نفسها وانها تنادي بالسلم والسلام وهاهي شعوب المنطقة ترردد مقولة هرتزل( ستستقبل الشعوب العربية جيش إسرائيل بالورود والرياحين ) تتحقق لما لاقت تلك الشعوب من غطرسة المحتل الفارسي الغاشم وهاهي إسرائيل مجددا تمد يدها للتطبيع مع الدول العربية الواحدة تلوى الأخرى بحجة (عدونا وعدوكم واحد )محاولة استرضاء شعوب المنطقة الحاقدة على إيران وتعد نفسها لتكون دولة لها وجودها واثرها في العالم المحيط بها وماتلك الاصوات الناعقة التي تنادي بزوال إسرائيل إلا ادوات لتجميل وتحسين صورة إسرائيل أمام الشارع العربي ولم تكن تلك الاحزاب والعصابات التي تقتل وترهب وتثير الذعر في المنطقة باسم الدين تارة وباسم القومية والنعرات الطائفية تارة أخرى إلا رأس الحربة للجيش الإسرائيلي فهاهي منطقتنا العربية غارقة بالفوضى والانفلات الأمني ومايكاد يخفت بريق تلك الفوضى إلا وتستعر غيرها …..
-مما سبق نرى ان ايران لاتشغل إسرائيل ولايهمها امرها إنما اطلق لها العنان لتحقيق اهداف إسرائيل في المنطقة العربية والتصالح مع الشعوب العربية وحكوماتها لتضمن امنها واستقرارها فهاهي إسرائيل تسعى في كافة المحافل الدولية وعبر وسائل الاعلام لاظهار نفسها بالحمل الوديع في المنطقة وتعرض خدماتها على دول وشعوب المنطقة في مقاومة إيران وايواء واستقبال بعض اللاجئين السوريين الذين فرو من بطش النظام السوري المجرم ولانستبعد ان يكون لها دور في اعمار سوريا وانشاء واقامة مشاريع على مستوى الوطن العربي ومما لا أراه بعيدا سعيها للعمل على الوحدة العربية تحت مظلة واحدة تكون هي السلطة العليا فيها فكلما قل التعامل مع الاشخاص كلما خفت التكلفة وقلت مدة تنفيذ مشاريعها ،نعم إسرائيل تسعى لتكون قطعة من جسد هذه الامة وتعالج نفسها بنفسها بعد أن افتقدت المنطقة العربية اخصائيين في اجتثاث الخبيث ومعالجة الجسد الواحد (الأمة العربية )…
“علاء سلو ”
/مؤسس الاتحاد العربي/
إرسال التعليق