الهلع من غضب الشعب واعترافات لا مفرمنها بالنهب والفساد
كتب-مصطفي عمارة
دائمًا ما يلجأ مسؤولو نظام الملالي إلى التحذير في خطاباتهم، وفي الوقت نفسه يحاولون رفع معنويات عناصر هذا النظام الفاشي، بيد أن كراهية أبناء الوطن لنظام الحكم تتصاعد لدرجة أن وكلاء خامنئي يكررون عزف السيمفونية الممجوجة والأسطوانة المشروخة بالشكوى والألم خوفًا من انفجار الغضب العام.
فعلى سبيل المثال، قال المعمم علم الهدى : لا يجب أن تصيبكم المشاكل والضغوط والمحن المعيشية بخيبة الأمل لا قدر الله.
والحقيقة هي إن المعمم علم الهدى قلق من انتشار التمرد بين صفوف القوات الموالية لولاية الفقيه الذي أفقد خامنئي توازنه.
وكان المعمم المحتال، حسن روحاني يدعي حتى يوم أمس بأن أبناء الوطن لا يعانون من أي مشكلة، وأضطر إلى القول إن: ” “أبناء الوطن الذين يذهبون إلى المتجر في الصباح لتوفير احتياجاتهم يشعرون بالمعاناة في كل لحظة”. (قناة “شبكه خبر”، 28 يناير 2021).
وفي إشارة إلى الغضب الملتهب لأبناء الوطن من التمييز والغلاء، كتبت صحيفة “وطن إمروز”: ” على الرغم من أن أبناء الوطن يمرون بظروف اقتصادية صعبة، غير أننا نشهد تمييزًا واختلافًا في الإمكانيات والحقوق الفردية والاجتماعية لشريحتين من المجتمع ، مما أدى إلى تفاقم غضب الشعب. (صحيفة “وطن إمروز”، 26 يناير 2021).
كما اعترف الحرسي شريعتمداري، ممثل خامنئي في صحيفة “كيهان” بالغضب العارم لأبناء الوطن من نظام الملالي، قائلًا: ” أتعرفون مما ينزعج أبناء الوطن؟ إنهم منزعجون من التضخم الذي وصل إلى 52 في المائة ومن الغلاء المطلق العنان ومن البطالة”. (قناة “شبكه يك” المتلفزة، 23 يناير 2021).
والجدير بالذكر أن حكومة روحاني المناهضة للشعب وقادتها يحاولون أن ينسبوا مشاكل فقر الشعب إلى العقوبات، بيد أن الحقيقة هي أن السبب الرئيسي في كل هذه المشاكل هو نهب وسلب قادة نظام الملالي لموارد الشعب والتوزيع الجائر للثروات لدرجة أن الغالبية الساحقة من أبناء الوطن يعيشون أسرى في مستنقع الفقر والعوز لدرجة أنهم غير قادرين على شراء الخبز.
وعلى الرغم من أن حكومة روحاني تحاول ربط المشاكل بالعقوبات، إلا أن عناصر الحكومة اعترفوا مرارًا وتكرارًا بأن جزء قليل جدًا من الوضع الاقتصادي المتردي والمعيشة المتدنية للشعب ناجم عن القعوبات، وأن أكثر من 70 في المائة من المشاكل ناجم عن النهب وسوء الإدارة.
وللعلم، إن ما يسمى في نظام حكم الملالي بـ “سوء الإدارة” هو في الحقيقة لا شيء سوى السرقة والاختلاس والنهب والسلب والرشوة والتربح الريعي والتهريب وظاهرة لعبة الأسر بين المسؤولين في البلاد. وباختصار سوء الإدارة يعني أي طريقة يختلسون بها رؤوس أموال أبناء الوطن.
وفي غضون ذلك، قال روحاني بوقاحة الملالي المعهودة، على الرغم من أن أبناء الوطن يتضورون جوعًا : “لقد حققنا نموًا اقتصاديًا”.
وعلى الرغم من أن الحرسي قاليباف ظاهريا وفي الكلام يدعم العمال والفقرا، إلا أننا نجد نائبه عيسي شريفي عندما كان رئيسًا لبلدية طهران حُكم عليه هذه الأيام في محاكم نظام الملالي بالسجن لمدة 20 عامًا بتهمة الفساد والسرقة.
فهذا النائب الذراع الأيمن لقاليباف سرق ما يقرب من 50 مليار تومان، أي ما يعادل راتب 2,500,000 عامل الذين يتقاضون راتبًا قدره 2 مليون تومان شهريًا. إن مقدار النهب وسرقة الممتلكات الذي ارتكبه هذه اللص يعادل إعانة أكثر من 9 ملايين شخص لمدة عام؛ ممن يحصلون على إعانات.
ويدرك الحرسي قاليباف جيدًا أن مصدر قلق قادة نظام الملالي، والملالي المنتمين لخامنئي هو اندلاع الانتفاضة الشعبية، لأنه يعلم أفضل من أي شخص آخر حجم الجرائم التي ارتكبها نظام الحكم في حق أبناء الوطن في مجال القمع واختلاس ممتلكاتهم. أبناء الوطن الذين يرفعون في احتجاجاجتهم وتجمعاتهم هذه الأيام شعار اللعنة على خامنئي والموت لهذه الحكومة التي خدعت الشعب، ويطالبون بالإطاحة بنظام ولاية الفقيه الفاشي برمته.
إرسال التعليق