الكيان الصهيوني يشهد المزيد من التحدِّيات والتجاذبات والصراعات. اللواء د.محمدأبوسمره ـــ مفكر ومؤرخ فلسطيني ، ورئيس مركز القدس للدراسات والإعلام والنشر .
ــ المقدمة :
كان العام الماضي 2018 من أكثر الأعوام صَخَباً واضطراباً على المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية الصهيونية، وشهدت الساحة السياسية الداخلية، والعسكرية الخارجية، العديد من الأحداث الساخنة، التي ألقت بظلالها على الأوضاع في الكيان الصهيوني ، ورسمت ملامح العام الحالي ، وكانت أبرز أحداث العام 2018 ، هي قضية نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة ، وما ترتَّبَ عليها من أحداثٍ سياسيةٍ وأمنيةٍ على المستويين الداخلي والخارجي في الكيان الصهيوني ، والتوتر الأمني والسياسي المستمر على الساحة الفلسطينية.
وفي المقابل كانت هناك قضايا الفساد التي لاحقت وطاردت ، ومازالت تطارد بنيامين نتنياهو ، ومجموعة القوانين التي حاول تمريرها ، واصطدم بسببها مع الأحزاب اليمينية الدينية الصهيونية المتطرفة ، مما أدى إلى فقدانه أغلبيته البرلمانية ، ثم حجب الثقة عن حكومته ، وارغامه على الذهاب إلى الإنتخابات النيابية المُبَّكِّرة ( الكنيست ) ، والتي جرت يوم الثلاثاء 9/4/2019، ومنذ ذلك الحين تشهد الساحة السياسية الصهيونية تجاذبات كبيرة ، وقد ازدادت حدة هذه التجاذبات مع إقتراب موعد الإنتخابات النيابية المُقبلة ، ومن المتوقع أن يستمر التجاذب الكبير في الساحة السياسية الصهيونية ، خصوصاً بعد فشل نتنياهو في تشكيل حكومة برئاسته ، التي أعقبت إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية (الكنيست ) التي جرت يوم الثلاثاء 9/4/2019 ، مما أدى لأول مرَّة في تاريخ الكيان الصهيوني إلى حل ( الكنيست ) الجديد نفسه ، والذهاب إلى إنتخابات جديدة تجري في منتصف أيلول / سبتمبر2019.
ـــ رؤساء الأركان ،صقور العمل السياسي الصهيوني :
تصدر المعركة الانتخابية الأخيرة ، ويتصدر الانتخابات المقبلة كذلك مجموعة من الجنرالات السابقين في الجيش الصهيوني ، وخصوصاً بيني جانتس، وأشكنازي، وموشيه يعلون، الذي سعى لخوص الانتخابات في قائمة مشتركة مع الوزير نفتالي بينت ، بينما سعى أفيغدور ليبرمان لكسب المزيد من الأصوات من خلال التركيز على الملف الأمني والقضايا العسكرية وملف مستعمرات غلاف غزة ، واستمر في مهاجمة نتنياهو لسماحه بإدخال المنحة القطرية إلى غزة ، ولطموحه بالوصول إلى رئاسة الوزراء ، أو منصب رفيع بالحكومة على حساب غزة ومستوطنات غلافها.
وأثار دخول الجنرال بيني جانيتس رئيس أركان جيش العدو السابق، إلى عالم السياسة في الكيان الصهيوني ، ضجةً إعلامية كبيرة، وأحدث الكثير من الإضطرابات في نتائج وتوقعات ( استطلاعات الرأي ) التي أجرتها صحافة العدو .
وكما هو معروف فهناك قبول كبير لجنرالات جيش العدو لدى المجتمع الصهيوني ، وحضور واسع ومؤثر لهم في الساحة السياسية الصهيونية ، وذلك بسبب التركيبة والطبيعة العدوانية اليمينية المتطرفة والنزعة المتوحشة للمجتمع والكيان الصهيوني ، الذي يُعجبه ويروق له تزَّعُّم كبار الجنرالات للأحزاب الصهيونية ، وقيادتهم للمنظومة السياسية الصهيونية ، بالإضافة إلى أنَّ مكوِّنات المجتمع الصهيوني عبارة عن ( مجتمع شبه عسكري ) ، وتُفرَض على غالبية الصهاينة في الدولة العبرية الخدمة العسكرية الإجبارية ، وكان للجنرالات الصهاينة منذ إقامة دولة الاحتلال الصهيوني ، الدور الأكبر والأبرز في قيادة مؤسسات وأجهزة الدولة، ولهم بصمةً واضحةً في تأسيس وقيادة الأحزاب السياسية الصهيونية ، وخصوصاً رؤوساء الأركان السابقون ، والذين شاركوا عقب تقاعدهم العسكري في العمل السياسي وشغلوا مناصب وزارية وحكومية وحزبية بارزة، وبسبب الأوضاع الأمنية وانعدام الشعور بالأمن في المجتمع الصهيوني، فإنَّ الصهاينة يفضلون إنتخاب شخصيات وقيادات لها تاريخ عسكري، حتى لو لم يصل بعضهم إلى منصب رئيس الأركان، مثل الإرهابي والمجرم الكبير أرئيل شارون ( رئيس الوزارء الصهيوني الأسبق) ، وتشير المعطيات إلى تقبُّل المجتمع الصهيوني للجنرالات في الحياة السياسية، مما يكشف دوماً عن حالة ميل المجتمع الصهيوني نحو العدوانية والتطرف واليمينية ، وتفضيل الناخب الصهيوني للشخصيات العسكرية في قيادة مؤسسات ووزارات وأجهزة الدولة العبرية ، ونورد هنا أسماء جميع رؤساء أركان جيش العدو ، منذ إقامة الكيان الصهيوني عام 1948 ، والموقع الذي تولاه بعد تقاعده العسكري :
1ـــ يعكوف دروري، رئيس الأركان الأول للجيش الصهيوني عام 1949، تم تعيينه رئيساً لقسم الأبحاث العلمية في الحكومة الصهيونية في العام 1950، وبعد ذلك أصبحَ رئيساً للجنة السلاح النووي الصهيوني.
2ــــ يجائيل يدين، رئيس الأركان الثاني، عام 1949، شارك في انتخابات العام 1977 بقائمةٍ مستقلةٍ باسم “شينوي” حصلت على 15 مقعد بالكنيست الصهيوني ، وعمل نائباً لأول رئيس وزراء لحكومة العدو آنذاك دافيد بن جوريون.
3ــــ مردخاي مخلف، رئيس الأركان الثالث، عام 1952، لم يدخل الحياة السياسية، ولم يشارك في انتخابات الكنيست.
4ــــ موشيه ديان، رئيس الأركان الرابع، عام 1953، دخل الانتخابات بقائمة حزب ( مباي) أكبر الاحزاب الصهيونية في ذلك الحين ، وشغل منصب وزير الجيش في العام 1967، وأصبح أحد قادة حزب العمل في العام 1968، واستقال من منصبه على إثر استقالة بن جوريون، ثم شكل حزب مع بن جريون باسم ( رافي)، وعاد للحياة السياسية، وشغل عدة مناصب، منها وزيراً للزراعة، والخارجية، وبقى عضواً في الكنيست الصهيوني حتى موته في العام 1981.
5ــــ حايم لسكوف، رئيس الأركان الخامس، عام 1958،لم يدخل الحياة السياسية، وعمل حتى وفاته بمنصب مندوب الشكاوى بالجيش الصهيوني .
6ــــ رئيس الأركان السادس، تسيفي تسور، عام 1961 ، تم انتخابه للكنيست بقائمة ( حزب “رافي”) في العام 1965، وتم تعيينه كنائب لوزير الجيش في العام 1967، وعمل بهذا المنصب حتى العام 1974.
7ـــــ رئيس الأركان السابع، إسحاق رابين ، عام 1964، دخل الحياة السياسية بعد انتهاء خدمته العسكرية عبر قائمة حزب العمل في العام 1973، وأصبح أهم قادة الحزب، وشغل عدة مناصب سياسية، منها وزير العمل، ووزير الجيش، ورئيس حزب العمل، ورئيس الوزراء ، واستمر بالحياة السياسية حتى مقتله عام 1995.
8 ـــــ رئيس الأركان الثامن، حاييم بارليف،عام 1968، انضم بعد انتهاء خدمته العسكرية الى حزب العمل، ودخل الكنيست على قائمة الحزب، وعمل كوزير للجيش، وعضو كنيست، وسفير الكيان الصهيوني في روسيا.
9ـــــ رئيس الأركان التاسع، دافيد اليعيزر،عام 1972، بعد انتهاء خدمته العسكرية دخل الكنيست كعضو عن حزب العمل، وعمل وزيرا للجيش، واستقال بعد حرب تشرين أول/أكتوبر 1973. وتوفى بالعام 1976، على أثر جلطة قلبية.
10 ـــــ رئيس الأركان العاشر، مردخاي جور عام 1974، انضم بعد انتهاء خدمته العسكرية إلى حزب العمل في العام 1978، ودخل الكنيست، وشغل عدة مناصب منها وزير الصحة، ونائب وزير الجيش.
11ـــ رئيس الأركان الحادي عشر، رفائيل إيتان ، عام 1978، دخل الحياة السياسية بعد انتهاء خدمته العسكرية، وشارك في الانتخابات على رأس قائمة مستقلة باسم ( تسومت ) عام 1984، وتم تعيينه كرئيس لجنة الخارجية والأمن، وعمل كوزير للزراعة في حكومة الوحدة الوطنية عام 1990.
12ـــــ رئيس الأركان الثاني عشر، موشيه ليفي،عام 1983، لم يشارك في الحياة السياسية.
13ـــــــ رئيس الأركان الثالث عشر، دان شمرون، عام 1987، عمل رئيساً لقسم الصناعات العسكرية بعد انتهاء خدمته العسكرية، ولم يشارك في الانتخابات بالكنيست،لكنه عمل في وفدالمفاوضات الصهيوني، بحكومة نتنياهو بالعام 1996.
14ــــــ رئيس الأركان الرابع عشر، أيهود باراك، عام 1991، انضم إلى حزب العمل في العام 1996، ودخل الكنيست عضواً عنه، وعمل وزيراً للداخلية في حكومة رئيس الوزراء شمعون بيرس، وتم انتخابه في العام 1999 رئيساً للوزراء ، وفي العام 2007 تم انتخابه رئيساً لحزب العمل، وعمل وزيراً للجيش في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة أيهود أولمرت، في العام 2009. واستقال من الحياة السياسة في العام 2011.
15ـــــ رئيس الأركان الخامس عشر، أمنون شاحاك، عام 1995، أسس حزباً سياسياً مستقلاً باسم ( المركز) عام 1999، وشارك في انتخابات الكنيست، وشارك في الإئتلاف بحكومة أيهود بارك، كوزير للسياحة، واستقال من الكنيست واعتزل الحياة السياسية عام 2001.
16ــــــ رئيس الأركان السادس عشر، شاؤول موفاز، 1998، دخل إلى الحياة السياسية بعد انتهاء خدمته العسكرية، وشغل منصب وزير الجيش في حكومة آرئيل شارون عام 2003، وتم اعادة انتخابه للكنيست في العام 2006، في قائمة (حزب”كديما”/ إلى الأمام ) بقيادة شارون، وشغل عدة مناصب منها وزير المواصلات، ونائب رئيس الوزراء، واعتزل الحياة السياسية عام 2013.
17ــــــ رئيس الأركان السابع عشر، موشيه يعلون، عام 2002، دخل إلى الحياة السياسية في العام 2008، وانضم إلى حزب الليكود، وتم انتخابه للكنيست عن الحزب، وشغل منصب وزير الشؤون الاستراتيجية عام 2009، وشغل منصب وزير الجيش، في حكومة نتنياهو عام 2013، واستمر بهذا المنصب حتى استقالته بالعام 2016.
18ـــــ رئيس الأركان الثامن عشر، دان حالوتس، عام 2005، انخرط في للحياة السياسية بعد انتهاء خدمته العسكرية، ودخل إلى الكنيست في قائمة ( حزب “كديما”) بقيادة شارون، عام 2010، وتم تعيينه كرئيس اتحاد كرة السلةالصهيوني.
19ـــــ رئيس الأركان التاسع عشر، جابي أشكنازي، عام 2007، تم تعيينه بعد انتهاء خدمته العسكرية، مديراً عاما لوزارة الجيش، واستمر في هذا المنصب حتى استقال عام 2013.
20ـــــ رئيس الأركان العشرين، بيني جانيتس، عام 2011، وأعلن قبل عدة اشهر عن تأسيس حزب سياسي جديد، باسم ( حزب حصانة لإسرائيل) ، وأعلن حينها عن نيته خوض الانتخابات على رأس هذا الحزب .
ــ الخارطة الانتخابية :
مع بداية الحملة الانتخابية السابقة في الكيان الصهيوني ، طلب بنيامين نتنياهو من أرييه أدرعي رئيس ( حزب “شاس”) اليميني المتطرف ، توحيد القوى مع خصمه السياسي إيلي يشاي، الذي انشقَ عن حزب (الليكود) ، لكنَّ أدرعي أعلنَ عن رفضه لذلك ، وقالت وسائل الإعلام الصهيونية حينها، أنَّ : ( نتنياهو يسعى إلى منع إهدار الأصوات في اليمين، خلال الانتخابات المقبلة) .. وقالت القناة السابعة العبرية يوم الخميس 31/1/2019 ، أنَّ : ( الجنرال المتقاعد بيني غانتس رئيس الأركان السابق ، سجَّلَ حزباً جديداً أطلق عليه اسم “حزب حصانة “، أو “مناعة لإسرائيل”) .
وأكدت استطلاعات للرأي، نشرتها وسائل الإعلام العبرية فور تشكيل الحزب ، أنَّ : ( حزب غانتس سيحصل على 10 أو 16 مقعداً في “الكنيست” بالانتخابات العامة المقبلة ) .
وأجرى بيني غانتس محادثات حينها مع موشيه يعالون وزير الحرب الصهيوني الأسبق، ، حول حزبه الجديد وعرض عليه خوض الانتخابات العامة في قائمة واحدة ، وعلَّقَ حينها نتنياهو على انضمام بيني غانتس إلى المعركة الانتخابية ، قائلاً : ( إنني لا أريد أن أزعج اليسار أثناء تقسيمه للأصوات ) .
وقالت قناة ( كان ) العبرية الرسمية ، يوم الجمعة 1/2/2019 ، أنَّ : ( بيني غانتس رئيس الأركان السابق ، تفاوض مع رئيس حزب “يش عتيد” يائير لابيد، وزعيمة المعارضة تسيبي ليفني، كلٍ على حدة، ليخوض غانتس الانتخابات المقبلة على رأس حزب جديد )، وأكدَّ مقربون من غانتس للقناة العبرية ، أنَّ : ( التفاوض لم ينجح ، لأنَّ ليفني يسارية أكثر من اللازم، ولأنَّ لابيد رفض التنازل عن رئاسة الحزب المشترك) .
ونقل موقع ( مفزاك) العبري مساء يوم الجمعة 1/2/2019 ، أول تصريح لوزير الحرب الصهيوني السابق ، أفيغدور ليبرمان ضمن حملته الدعائية للانتخابات السابقة ، والذي حمل تهديداً واضحاً ضد سكان قطاع غزة ، بقوله لمستوطني غلاف غزة : ( إنتخبوني ، وستَرونَ ماذا سأفعل في غزة؟ ) ، وعبَّرَ ليبرمان عن استيائه وغضبه من طريقة تعامل نتنياهو مع مسيرات العودة وكسر الحصار، وقال بأنَّ : (حزب “إسرائيل بيتنا” هو القادر فقط على تغيير الواقع المتردي في “غلاف” قطاع غزة ).
ولم تعد الخارطة الانتخابية التي تشكَّلت مع بداية الحملة الانتخابية ، هي نفسها الخارطة التي إنتهت إليها الأمور مع الأيام والساعات الأخيرة قبيل خوض الانتخابات النيابية ( الكنيست ) في الكيان الصهيوني ، وبات من الواضح جداً ميل الجمهور الصهيوني أكثر ، فأكثر نحو المزيد من اليمينية والتطرف والعدوانية والتوحش …
ـــ إرتباك وحيرة ! :
شهدت حلبة المنافسة الانتخابية السابقة التي جرت في شهر إبريل / نيسان 2019 الماضي إضطراباً وغموضاً ، بسبب الفارق الضئيل بين الحزبين الكبيرين، واستمرت ( استطلاعات الرأي ) في إعطاء أرقاماً متذبذبة، متوسطها (30) مقعداً ، ونتيجة لهذا التقارب الشديد في الطرح والقوة التنافسية كأحزاب، والتداخل في تشكيل التكتل لكلٍ منهما ، والتوصيف الدقيق بينهما ليس (يمين) مقابل (وسط/ يسار) ، بل (يمين) مقابل (يمين)، أو( يمين وسط) على أبعد تقدير ، وبسبب جُملة التحديات التي تواجهه الكيان الصهيوني ، والحكومة المقبلة، كانت التقوقعات أنَّها ستفرض تشكيل حكومة مستقرة ، وقادرة على حسم القضايا المُلِّحة، والتي تتصدرها القدس وغزة والضفة ، والجولان ، وصفقة القرن، والأسرى ، وتسلُّح حزب الله بسلاح كاسر للتوازن الاستراتيجي، والتواجد العسكري الإيراني في سوريا ، وغيرها من القضايا الهامة والحسَّاسة ، ولذلك فقد كان التوجه العام يدفع نحو أحد الاحتمالات التالية ، ولكنَّ شيئاً منها لم يتحقق !! :
1ــــ تشكيل إئتلاف من الحزبين الكبيرين برئاسة بنيامين نتنياهو ، كرئيس وزراء، وأن يكون غانتس وزير الحرب.
2ــــ تشكيل حكومة وحدة وطنية يتناوب على رئاستها (بنيامين ــــ غانتس).
3ــــ أو يصبح غانتس رئيساً للوزراء، وبنيامين نتنياهو وزيراً للمالية ..
ولكن جميع هذه الاحتمالات لم تتحقق ، وفشل نتنياهو في تشكيل الحكومة التي كان يطمح أن تتشكل من تحالف الليكود مع جميع الأحزاب اليمينية المتطرفة ، وسعى لقلب الطاولة على رؤوس الجميع ، وعدم السماح لخصومه السياسيين من الحصول على فرصة تشكيل الحكومة ، وسعى إلى تقديم موعد الانتخابات النيابية ، وحل الكنيست لنفسه ، في سابقة تاريخية لم تحصل من قبل في الكيان الصهيوني ….
ــ سيناريوهات إنتخابية :
كان من المتوقع أن تُفرِز الانتخابات الصهيونية السابقة العديد من السيناريوهات لتشكيل الحكومة ، ومن بينها :
ــــ السيناريو الأول: تشكيل حكومة يمين بأغلبية ليكودية، وستكون حكومة استيطانية بالدرجة الأولى.
ـــــ السيناريوالثاني: فوزغانتس ، وتشكيله للحكومة بدعمٍ من الأحزاب العربية، مثلماحدث سابقاً مع حكومة شمعون بيريز.
ــــ السيناريو الثالث : تشكيل (حكومة شلل سياسي ) بين بينامين نتياهو وبيني غانتس .
ولكنَّ أياً من هذه السيناريوهات لم يتم ، وتمكن نتنياهو من قلب الطاولة على رؤوس الجميع ، حينما فشل بتشكيل الحكومة ، ودعا لحل ( الكنيست ) ، والذهاب إلى إجراء إنتخابات جديدة ، ومع اقتراب موعد إجراء هذه الإنتخابات ، بدأت الكثير من السيناريوهات متوقعة ومقترحة عقب نشر نتئج الانتخابات ، وفي هذا السياق كتب الصحافي الصهيوني بن كسبيت ( محلّل الشؤون الإسرائيلية) في موقع ( المونيتور) الأميركي باللغة العبرية ، مقالاً بعنوان : ( الانتخابات الإسرائيليّة: سيناريوهات الحكومة المقبلة) نشره يوم الأحد 14/07/2019 ، كشف فيه أنّ : ( نتنياهو يبذل جهودًا جبّارة للبقاء سياسيًا، وسيحاول الوصول لإعلان مشترك مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن قيام ” تحالف دفاعي” بين إسرائيل وبين الولايات المتحدة، وربّما دعوة ترامب لزيارة إسرائيل مرّة أخرى” في محاولة لرفع نسبة التصويت له، والحفاظ على عدد المقاعد التي حصل عليها في الانتخابات السابقة) ، وأكدَّ بن كسبيت ، أن الاستطلاعات أظهرت : ( تراجع نتنياهو و”كاحول لافان” بشكلٍ كبير، لصالح الأحزاب الصغيرة، التي بدأت قوّتها بالازدياد)، وقال:( يبدو السؤال الأكبر، ماذا لو بقي الليكود و”كاحول لافان” على تعادلهما الانتخابي؟ ) ، وأضاف أنَّ الاستطلاعات : ( تبين كذلك، أنَّ الرأي العام الإسرائيلي يُفضِّل حكومة وحدة، تضم الليكود و”كاحول لافان” في حكومة واحدة، لكن مدى “واقعيّة” هذا الخيار لا زالت غير معروفة ) ، ورجّح أنَّ : ( مفاتيح الحلّ ستكون بيد الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، رجل المعسكر القومي المعادي لنتنياهو) .. وتوقع بن كسبيت ، أن تشهد الحلبة السياسية بالكيان الصهيوني عقب الانتخابات المقبلة ثلاث سيناريوهات ، لتشكيل الحكومة ، وهي : (السيناريو الأوّل: حكومة وحدة برئاسة الليكود ) ، ورأى بن كسبيت، أنَّ : ( أحد الاحتمالات هي أن يطلب ريفلين من نتنياهو وغانتس تشكيل “حكومة وحدة وطنيّة”، لكن ما يقضي على هذه الإمكانيّة هو تعهّد قادة “كاحول لافان” بعدم الانضمام لأي حكومة يرأسها نتنياهو، في ظلّ لوائح الاتهام التي تلاحقه ، وسيكون قادة “كاحول لافان”، أمام معضلة قاسيّة: الانضمام لحكومة وحدة بتمثيل متساوٍ مع الليكود وشراكة في الحكومة والحصول على كافة الحقائب الوزارية التي ترتبط بالقضاء الإسرائيلي “لإنقاذه من الخطر”، لكن الظهور بمظهر من أعطى نتنياهو طوق النجاة ) ، وكشفَ أن : ( كاحول لافان” ناقشت بالفعل هذه الإمكانيّة خلال الأسابيع الأخيرة، ولم تصل إلى قرار بعد بخصوص قبولها أو رفضها) .
أما السيناريو الثاني المتوقع حدوثه ، فهو : ( حكومة وحد بالتناوب ) ، حيث أوضح أنَّ : (المقترح المضاد الذي ستتقدّم به “كاحول لافان” لمقترح ريفلين المحتمل، هو: حكومة وحدة يتناوب على رئاستها غانتس ونتنياهو، باشتراط أن يكون غانتس أولاً، حتى يخصّص نتنياهو وقته لملفاته القضائيّة والمحاكمات المحتملة) ، لكنّ كسبيت أكدَّ أنَّه : ( من غير المتوقّع أن يوافق نتنياهو على مقترحٍ كهذا، لأنّه “يقاتل على إمكانيّة التعامل مع الاتهامات وهو بطور رئيس حكومة، ولن يتنازل عنها أبداً ).
والسيناريو الثالث هو: ( انقلاب من داخل الليكود على نتنياهو) ، وتقديرات كاسبيت، أنَّ : ( حدّة المعضلة التي تواجهها “كاحول لافان” تزداد مع حقيقة إن أصرّوا على مبادئهم برفض الانضمام لحكومة مع نتنياهو، وهناك احتمالات جيّدة لوصول مرحلة نتنياهو لنهايتها، وسيتحول لبطّة عرجاء سينتفض الليكود ضدّها في نهاية المطاف) ، وكشف أنَّ : (احتمال أن ينقلب عضو ليكود واحد على نتنياهو ، هو “صفريّ”، ومكانة نتنياهو رئيسًا للحكومة والليكود صامدة طالما أنه قادر على ’جلب الحكم’، بتعبير الليكوديّين ) ، وتساءل : (هل ستتصدّع مكانته عندما يتّضح أنه غير قادر على تركيب حكومة للمرّة الثانية على التوالي ؟، وهل ’الولاء العشائري’ لأعضاء الكنيست وأعضاء الحزب سيتقوّض أمام الواقع؟ هل سيصرّ ليبرمان على موقفه الرّافض لمشاركة نتنياهو الحكم؟) ، ونقل كسبيت عن ليبرمان تعهده إنَّه : ( لن يوصي أن يشكِّل نتنياهو الحكومة المقبلة، دون أن يستبعد إمكانية الانضمام لحكومة غانتس المحتملة، وسيوصي بتشكيل حكومة وحدة بدون حريديين أو متطرّفين” ، وتبدو حظوظ هذا الخيار، هي الأكبر) …
وحتى اللحظة ليس معروفاً من هو الذي سيكون رئيس الحكومة الصهيونية المقبل ..
ـــ نتنياهو والمشهد الإنتخابي :
هناك جملة من العوامل المُرَّكَّبة، التي كانت تدفع باتجاه تصدر الليكود برئاسة بنيامين للإنتخابات السابقة ، وحالت دون سقوطه، وهي:
1ـــــ ( حزب كحول ــــــ لفان ) فيما لو حصل على عدد أصوات أكثر من المتوقع؛ فإنَّها ستكون على حساب كتلته الانتخابية ( أحزاب الوسط واليسار)، بينما زيادة أصوات الليكود لن تكون على حساب الأحزاب والكتل اليمينية.
2ــــــ نسبة التصويت عند الأحزاب اليمينية هي الأعلى ، في حين أنَّ النسبة في أحزاب الوسط واليسار أقل بكثير.
3ـــــ نتنياهو كان يستطيع تشكيل ( كتلة مانعة ) بالاتفاق مع أحزاب اليمين ، كما فعل ضد تسيفي ليفني سابقاً، في حين أنَّ هذا الأمر كان صعب جداً على غانتس، ولكنَّ نتنياهو لم يستطع أن يفعل ذلك .
4ـــــ كان بإمكان نتنياهو أن يُشكِّل حكومة ضيقة بالاعتماد على أحزاب اليمين، ومن المحتمل ألايتمكن من ذلك ( حزب كحول ـــــ لفان. (
5ــــــ رغم جدية وخطورة الحديث عن ملفات الفساد ضد نتنياهو، إلا أنَّها لن تتمكن في الوقت الراهن من الإطاحة به، وهو يُجيد استغلال إنجازاته، ومنها قرارات ترامب بخصوص القدس المحتلة والجولان المحتل، والتطبيع مع بعض الدول الخليجية والعربية والإسلامية.
وقبيل الانتخابات السابقة كانت فرص نتنياهو كبيرة جداً ليصبح رئيساً لوزراء الكيان الصهيوني منفرداً أو بالشراكة ، وفيما لو تحقق له ذلك ، فإنَّه يكون قد تفوَّق على بن غوريون من حيث عدد سنوات الحكم ، ولكنَّ حُلُمُه خاب ، ومن المشكوك فيه أن تحقق له الانتخابات المقبلة هذا الحُلُم .
ــــ عودة إيهود باراك إلى الساحة السياسية ، تحدٍ وإرباك جديد لنتنياهو :
يواجه الكيان الصهيوني أزمة سياسية عميقة ، على ضوء فشل رئيس الوزراء الحالي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، في تشكيل حكومة إئتلافية برئاسته عقب فوزه بالانتخابات التي جرت في إبريل / نيسان 2019 ، وحل الكنيست لنفسه لأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني ، ومن المقرر أن تجرى الانتخابات العامة المقبلة في الكيان الصهيوني يوم 17/9/2019 ، وقد وجد إيهود باراك رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق ، البالغ من العمر 77 عاماً، هذه الفرصة سانحة للإعلان عن عودته إلى حلبة العمل السياسي في الكيان الصهيوني ، وقد تسبب قرار باراك بالعودة إلى ساحة العمل السياسي ، في إرباك المشهد السياسي الصهيوني ، واحتدام الصراع والمنافسة والحرب الإعلامية بينه وبين نتنياهو ..
وكان باراك زعيماً لحزب العمل ( يسار)، وشغل منصب رئيس الوزراء في الكيان الصهيوني ، في الفترة من عام 1999 إلى عام 2001، وشغل كذلك عددًا من المناصب العليا في حكومة العدو ، من بينها رئاسة أركان الجيش الصهيوني ، ثم وزير الحرب ، ثم وزير الخارجية، واعتزل الحياة السياسية منذ عام 2013 بعد أن شغل نتنياهو منصب وزير الحرب ، واعتزل باراك العمل السياسي لمدة 16 عاماً ، وأعلنَ عن عودته إلى العمل السياسي مرة أخرى، وتأسيس حزب سياسي جديد ، ومنافسة بنيامين نتنياهو، وقال باراك في مؤتمر صحفي مساء يوم الأربعاء26/6/2019 : ( هذا ليس وقت الخوف ، هذا ليس وقت السلبية ، هذا ليس وقت الجلوس على السياج ، ونظام نتنياهو يجب أن يسقط).
ورداً على ذلك، قال حزب الليكود بزعامة نتنياهو في بيانٍ أصدره : ( لا نتدخل في الكيفية التي يُقسِّم بها اليسار أصواته بين إيهود باراك ، أو يائير لابيد ، أو بيني جانتز (.
ونقلَ موقع ( والا ) العبري يوم السبت 6/7/2019 على لسان باراك قوله ، أنَّ : ( حزبه الجديد سيحمل إسم “إسرائيل، ويضم الحزب نائب رئيس الأركان السابق يائير جولان، والبروفيسور يفعات بيتون وحفيدة إسحاق رابين نوعا روتمان) ، وأضاف باراك : ( إسرائيل في لحظة قبل التفكيك التام للديمقراطي ، وإسرائيل متواجدة في لحظة قبل التفكيك الكامل للديمقراطية الإسرائيلية ، هذا تهديد استراتيجي لا يقل أهمية عن التهديد الإيراني ) ، وأكد بارك أنَّ : ( تأسيس الحزب جاء “لاستعادة الأمل والشجاعة لإسرائيل، وللتوحيد وإعادتها إلى خطها، نحن إسرائيل الديمقراطية)..
وقد تسبب إعلان باراك بعودته للحلبة السياسية وتأسيسه حزب سياسي جديد، في غضب وتخوفات نتانياهو ، وأثار أيضاً عاصفة من الانتقادات ضد باراك، كان أبرزها ما قاله إيلي كوهين، وزير الصناعة والاقتصاد الصهيوني : ( باراك هو أسوأ وأفشل رئيس حكومة إسرائيلي، ويحاول أن يُعلِّم الجميع كيف تحكم البلد، ولكنَّه في نهاية هذه السنة سيلفظ نفسه الأخير).
وأكدَّ إيهود باراك، خلال مقابلة إذاعية ، أجرتها معه إذاعة ( ريشت بيت)، التابعة لهيئة البث الصهيونية الرسمية ، يوم الأحد7/7/2019 ، أنَّه : ( لن يكون شريكاً لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، في أية حكومة مقبلة).
وأطلق باراك على حزبه الجيد إسم ( إسرائيل ديمقراطية) ، وكشف للإذاعة الصهيونية ، أنَّه : ( يسعى إلى تشكيل ائتلاف عريض يضم أحزاب الوسط واليسار، من أجل إنهاء حكم نتنياهو) ، وأوضح أنَّه : ( سبق وأكد أنَّه لن يجلس في حكومة مع نتنياهو تحت أي ظرفٍ، وبأي شكلٍ من الأشكال، وفي أية مرحلة، وأنَّ هذا الأمر واضح جداً بالنسبة له( ، ورداً على سؤالٍ للإذاعة عن : ( فرصته في تشكيل كتلة لمواجهة اليمين الإسرائيلي ؟ ) ، قال باراك، إنَّ : (الناخبين لا تهمهم طبيعة التحالفات ومن يكون رقم 1 في القائمة الانتخابية، بل يهمهم ما الذي سيحدث لهم) ، وأكدَّ أنَّه : ( سيعمل على إزاحة نتنياهو عن الحكم عبر تشكيل كتلةٍ كبيرة ، تعمل بطاقةٍ كبيرةٍ ضده فيما يخص الخطوات التي قام بها ضد الديمقراطية الإسرائيلية، والتي شملت استهداف نتنياهو السلطة القضائية، ومنظمات المجتمع المدني الإسرائيلية، ومنظمات حقوق الإنسان، وإسكات وسائل الإعلام) ، وكشف باراك، أنَّه : ( سيتحالف مع مَنْ يقبل بأربعة مبادئ هي: الأمن قبل أي اعتبارٍ آخر، وسلامة الشعب الإسرائيلي ووحدته أهم من السيطرة على كل الضفة الغربية، ونص وثيقة الاستقلال هو الأساس الدستوري لدولة إسرائيل، وإنجازاتها تعود بالنفع لمواطنيها الذي يستحقون أن يستمتعوا بثمارها) ، وأوضح أنَّ : ( الخلل الذي حصل في الانتخابات السابقة كان عدم وجود كتلة كبيرة تكون يسارية في الأساس، على أن تشمل باقي الأحزاب غير اليمينية ).
وأطلقَ الحزب الجديد حملته الانتخابية ، يوم الأحد7/7/2019 ، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر تعليق لافتات مطبوعة في الكيان الصهيوني ، وانضم إلى باراك ، كلاً من يائير جولان ويائير بينك من حزب العمل، وكذلك حفيدة رئيس الوزراء السابق زعيم حزب العمل إسحاق رابين ، وتبادل بنيامين نتنياهو، وإيهود باراك الاتهامات والتصريحات اللاذعة على موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر ) ، عقب فضيحة توقيف ملياردير أمريكي بتهمة تسخير القاصرات في الدعارة ، ونشر نتنياهو عشية يوم الأحد7/7/2019على (تويتر) تقريراً صحفياً يتحدث عن : ( توقيف الملياردير الأمريكي جيفري إبشتاين وطبيعة العلاقات التي تربطه بباراك) ، وأرفق التقرير بتعليقٍ له قال فيه : ( وما زالت وسائل الإعلام صامتة ) ، وردَّ باراك على تغريدة نتنياهو ساخراً ، بالقول : ( من المؤلم أن يكتشف المرء ، أنَّ أحد معارفه متورط في نشاطات إجرامية .. أولاً نتنياهو، والآن إبشتاين، آمل أن تنكشف الحقيقة في كلتا القضيتين( .. ودخل يائير نجل نتنياهو، على خط المناوشات والمناكفات السياسية والإعلامية بين أبيه وباراك، وغرَّدَ مراتٍ عديدةٍ حول العلاقات التي تربط باراك بإبشتاين، وكشف أنَّ الأخير : ( أعطى إيهود باراك 2.5 مليون دولار) …
ونشرت صحيفة ( الديلي تليغراف ) البريطانية ، يوم الخميس 27/6/2019 ، تقريراً لمراسلها في القدس المحتلة راف سانشيز ، تحدث فيه عن إعلان إيهود باراك بـ : ( العودة إلى العمل السياسي لمحاولة هزيمة بنيامين نتنياهو وإبعاده عن رئاسة الوزراء ) ، وقال سانشيز ، أنَّ : ( باراك البالغ من العمر 77 عاماً قال في تصريحاته ، إنَّه يرغب في تخليص إسرائيل من حكومة نتنياهو “الفاسدة والمتطرفة”) ، وأوضح ، أنَّ : ( باراك لم يخدم في منصب رئيس الوزراء منذ عام 2001) ، ونقل الصحفي عن باراك خلال المؤتمر الذي أعلن خلاله أيضاً تدشين حزبه السياسي الجديد الذي يقوم على تحالف أحزاب الوسط واليسار الإسرائيلي ، قوله: ( يجب أن يتم التخلص من حكومة نتنياهو لا إنقاذها، أما نتنياهو نفسه فقد وصل إلى النهاية) ، وأوضح سانشيز أنَّ 🙁 هذه الخطوة تأتي لتضيف المزيد من الفوضى إلى الساحة السياسية الإسرائيلية، حيث أنَّ نتنياهو الذي فاز بالانتخابات العامة قبل بضعة أسابيع ، لم يتمكن من تشكيل حكومة إئتلافية جديدة خلال الفترة المسموح بها دستورياً، وبالتالي لم يكن أمامه خيار إلاَّ الدعوة لانتخابات مبكرة جديدة في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل ، وهو الأمر غير المسبوق في تاريخ البلاد )، وأضاف سانشيز ، أنَّ : (نتنياهو لمَّحَ قبل أيام إلى رغبته في إلغاء الانتخابات ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية بالتعاون مع تحالف أزرق وأبيض المعارض ، لكن الأمر باء بالفشل ، ولم يتوصل الطرفان إلى اتفاق ، وبالتالي يستمر التحضير للانتخابات )، وأوضح أنَّ :(باراك خلال فترة توليه رئاسة الوزراء شارك في اجتماعات كامب دافيد مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ، بوساطة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون ، فيما عُرِفَ بأنَّها كانت أكثر المفاوضات بين الجانبين على الإطلاق قُرباً من إنجاز اتفاق سلام).
ونشرت صحيفة ( الفاينانشيال تايمز) البريطانية ، يوم الأحد 7/7/2019 ، تقريراً عن نفس الموضوع لمراسلها في القدس المحتلة، إيلان بن صهيون ، قال فيه إنَّ : ( باراك تعهد بتشكيل تحالف حوبي موسع بين الوسط واليسار ، بحيث يتمكن من الإطاحة بنتنياهو في الانتخابات ( ، وأشار بن صهيون إلى تغريدةٍ على موقع التواصل الإجتماعي ( تويتر) ، كتبها المتحدث باسم البرلمان الصهيوني (الكنيسيت) المُنحَّل ، قال
…
إرسال التعليق