في الذكرى الرابعة والستين لقيام الوحدة المصرية السورية الوحدة المصرية السورية وتجربة الحلم العربي
لم يكن قيام الوحدة المصرية السورية في دولة واحدة منذ 64 عاما في دولة واحدة سميت الجمهورية العربية المتحدة مجرد حدث انفعالي جاء ترجمة لمطالب الشعب السوري لتحقيق الوحدة في مصر لمواجهة الضغوط الخارجية والمتمثلة في الحشود التركية والإسرائيلية على حدود سوريا والتي حاولت استغلال حالة عدم الاستقرار التي مرت بها سوريا في ذلك الوقت بفعل صراعات السياسيين والعسكريين على السلطة حيث رأى الشعب السوري أنه لا سبيل لإنقاذ سوريا إلا بالوحدة مع مصر في ظل قيادة عبد الناصر الذي خرج منتصرا من حرب السويس ورأت فيه الجماهير العربية بصفة عامة والشعب السوري بصفة خاصة أمل الأمة العربية في قيادتها نحو الحرية والوحدة بل كان اندفاع جماهير سوريا للمطالبة بالوحدة مع مصر إلا ترجمة حقيقية للروابط التاريخية التي ربطت بين البلدين والتي مكنت البلدين معا من صد جحافل الاستعمار التي اندفعت للاستيلاء على الشرق العربي حيث انكسرت تلك الجحافل بفعل وحدة مصر وبلاد الشام كما أن مصر فتحت أبوابها أمام المضطهدين مشن أبناء الشام من الأدباء والمفكرين وأصحاب الرأي ااذين لجأوا إلى مصر للتعبير عن أنفسهم من اضطهاد الحكم العثماني لبلادهم ، وعلى الرغم من الأخطاء التي ارتكبت خلال فترة الوحدة والتي جاءت بفعل الاندفاع العاطفي الذي غلف تلك الفترة إلا أنه مما لاشك فيه فإن المؤامرات الاستعمارية على دولة الوحدة كان لها الدور الاكبر في الإنفصال حيث رأى الاستعمار أن قيام الوحدة يشكل خطر داهم على اطماعه في المنطقة وهو ما تجلى في أن دولة إسرائيل المزعومة أصبحت لأول مرة بين فكي كماشة ولعل الأحداث التي مرت بها مصر وسوريا خلال السنوات الأخيرة كشف أبعاد تلك المؤامرة الاستعمارية فلقد حاولت القوى الاستعمارية تفتيت مصر وسوريا واشغالهما بمشاكلهم الداخلية لصرف الأنظار عن الخطر الأكبر الذي يهددهما وهو إسرائيل ، وإذا كانت المؤامرة قد فشلت في مصر فلقد نجحت قوى الاستعمار في تفتيت سوريا والتي أصبحت ملعبا للقوى الاستعمارية من إيران وتركيا وإسرائيل وروسيا والولايات المتحدة ، واعتقدت القوى الاستعمارية أنها نجحت في مخططها بفصل سوريا عن مصر ولكن الأمر كان في باطنه أقوى من الظاهر فكما فتحت مصر أبوابها أمام السوريين هربا من الاضطهاد العثماني فتحت أبوابها أمام مئات الآلاف من السوريين الذين اندفعوا إليها هربا من نيران الحرب وشكلوا مع إخوانهم المصريين وحدة شعبية حقيقية حيث أدرك السوريين بالتجربة أن مصر كانت وسوف تظل دائما الحضن الدافئ للسوريين لانقاذهم من كل محنة وشكلت تلك التجربة وحدة حقيقية بين الشعبين سوف تظل قائمة أبد الدهر لأن ما قربه الله لا يمكن أن ينفصل ، ولا أبلغ إن قلت إنني كنت واحد من أكثر المتأثرين بتجربة الوحدة المصرية السورية منذ طفولتي والتي ترجمتها في الكبر بأرتباطي بالإعلامية السورية نادية عبد الحليم والتي تحمل نفس التوجهات وكان ثمار هذا الارتباط إنشاء موقع الحلم العربي الذي قررنا أن يكون منبرا لكل فكر وحدوي عروبي حتى يظل حلم الوحدة أملا لا يموت وعشقا لا ينتهي .
الكاتب الصحفي د/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق