عاجل : بيان لـ “جبهة التحرير الفلسطينية” في الذكرى الثامنة عشرة لاغتيال القائد الشهيد ابو العباس
كتب-مصطفي عمارة
18 عاما مرت على استشهاد القائد الوطني والقومي الشهيد الخالد الامين العام لـ “جبهة التحرير الفلسطينية” محمد عباس “ابو العباس” في زنازين القوات الامريكية التي غزت العراق الشقيق انذاك، وما زال ابناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات والمنافي يستذكرون نضاله الاستثنائي من أجل كنس الاحتلال الصهيوني وتحرير فلسطين والدفاع عن الحقوق االفلسطينية المشروعة.
قبل ثمانية عشرة عاما مضت، وتحديدا في التاسع من شهر آذار عام 2004، وبعد اقل من عام على اعتقاله، وتعريضه لأبشع أشكال التعذيب والمعاملة اللاانسانية، أقدمت قوات الغزو الأمريكي للعرق، على اغتيال المناضل الوطني والقومي “أبو العباس” وهو أسير في سجونها ببغداد، وللتغطية على جريمتها البشعة، ادعت الإدارة الأمريكية حينها أن “أبو العباس” توفي في ظروف طبيعية، ونتيجة لازمة قلبية حادة. في حين أكدت الجبهة، استنادا لمعلومات صحيحة حصلت عليها من مصادرها الموثوقة، أن أمينها العام الشهيد أبو العباس اغتيل في احد السجون الأمريكية بالعراق، بعملية منسقة بين المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي، بهدف القضاء عليه بسبب تاريخه النضالي الطويل في مواجهة الاحتلال، ومقاومة المشروع الصهيوني الامبريالي الاستعماري في فلسطين والمنطقة العربية.
ان ذكرى استشهاده هذا العام تأتي مثقلة بالتطورات السياسية والامنية وتجعلنا احوج ما نكون الى قائد استثنائي مثله وهو الذي انخرط في صفوف النضال الوطني الفلسطيني منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وتقلد المواقع القيادية الاولى في اطار “جبهة التحرير الفلسطينية” كأمين عام لها وفي اطار “منظمة التحرير الفلسطينية” الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطينية وعضوا في “اللجنة التنفيذية” للمنظمة ليجسد مثالا يحتذى به في العطاء والتضحية والتمسك بحقوق شعبنا الثابتة في مقدمتها حق عودة اللاجئين وحق تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وكذلك استقلالية القرار الوطني، ولم يألوا جهدا في سبيل تجسيد المقاومة والنضال ضد الاحتلال العنصري البغيض عبر وسائل كفاحية ابداعية اشرف على التحضير لها شكلت فيما بعد نموذجا يحتذى به في مسار الثورة.
وعلى مدى مسيرته النضالية، حرص الشهيد الخالد “ابو العباس” الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية وشكل صوتا للوحدة وكان رائدا من روادها، مهما تباينت الاراء والمواقف بين مختلف اطياف القوى في اطار البيت الفلسطيني الجامع والخيمة التي يستظل بها شعبنا باعتبارها ابرز انجازات الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة منظمة التحرير الفلسطينية، الجبهة الوطنية العريضة التي تقود مشروعنا الوطني نحو الاستقلال والانتصار .
إن جبهة التحرير الفلسطينية وهي تستذكر القامة الوطنية قائدها الخالد ابو العباس الذي افنى زهرة شبابه في سبيل المبادئ والقيم النضالية والمثل العليا، تجدد العهد والوفاء على المضي قدما على درب الشهداء واسرى الحرية الابطال والجرحى بالرغم من كل المصاعب واشتداد المؤامرات نحو تحقيق اماني شعبنا المتمسك بحقوقه كاملة غير منقوصة في مقدمتها كفاحه الوطني المشروع وانتزاع حريته وبناء دولته الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.
ان المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية تتطلب تظافر كل الجهود في مواجهة كل المخططات الهادفة الى تصفيتها، وان الاتفاق على طي صفحة الخلافات واستكمال المصالحة الوطنية يشكل المدماك الاساس لذلك، ونأمل ان تعززها الانتخابات الفلسطينية التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني حيث أمكن بعد القرارات الصادرة عن الرئيس محمود عباس ابو مازن” وحوار القاهرة الاخير والذي سيستكمل بعد ايام قليلة لتحيق الاهداف المرجوة منه في اجرائها وسط اجواء من الحرية والديمقراطية.
ان “جبهة التحرير الفلسطينية” تثمن عاليا هذه الخطوة التي ستحدد خيارات شعبنا، وتقوي من عزيمة قيادته على مواجهة كل الضغوطات السياسية وقد جاء قرار المحكمة الجنائية الدولية، الذي يقضي بالولاية القضائية على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 والتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبها العدو الاسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني انتصارا تاريخيا، يعزز قدرتنا على التصدي لكل مخططات “اسرائيل” العدوانية من محاولات تهويد القدس الى تواصل عمليات الاستيطان، بعد اسقاط قرار الضم في الضفة والاغوار وقبلها “صفقة القرن” الاميركية التي حاولت ادارة الرئيس الاميركي السابق رونالد ترامب فرضها عنوة على السلطة الوطنية والقيادة والقوى والشعب الفلسطيني واسقطتها الوحدة.
ان “جبهة التحرير الفلسطينية” تدعو في هذه الذكرى الخالدة الى استلهام معاني النضال الذي جسده شهيدنا الخالد “ابو العباس” من قراءة دقيقة للمشروع الصهيوني الذي يتنكر لحقوق شعبنا، وتضحيات كل شهداء شعبنا في المقدمة منهم رمز فلسطين الشهيد الخالد ياسر عرفات، وشهداء كافة فصائل العمل الوطني والامناء العامين للجبهة القائد الشهيد طلعت يعقوب، وابو احمد حلب، وحفظي القاسم، وسعيد اليوسف، ومروان باكير، وابو عيسى حجير وعباس جمعه وابو كفاح فهد وكل شهداء جبهتنا وشعبنا اولئك الذين سيبقوا منارات تضيئ لنا درب الحرية والنبراس الذي سنستمر على هديه عاقدين العزم ومصممين في الجبهة رفاق الشهيد “ابو العباس” والامناء العامين بالاستمرار حتى نيل الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وان جريمة اغتيال القائد ابو العباس التي ارتكبتها قوات الغزو الامريكي للعراق عن سابق تصور وتصميم هي اسلوب الطغاة كما قام الاحتلال الاسرائيلي بكل الاغتيالات والاعتقالات والحصار، معتقدا انها يمكن ان تثني شعبنا عن الاستمرار بنضاله، لكنها لم ولن تنجح بل ستزيد الجبهة ورفاق ابو العباس على المضي على نهجه ودرب الشهداء وهذا هو عهد الوفاء والقسم لكل شهداء شعبنا الفلسطيني العظام وستبقى جريمة اغتيال القائد ابو العباس دليلا على فاشية الادارة الامريكية وحليفتها الصهيونية التي تستحق الذهاب الى محكمة الجنايات الدولية مهما طال الزمن او قصر”.
انها لثورة حتى تحرير الأرض والأنسان
إرسال التعليق