كفى صمتاً فما شفيتَ وجعاً بصمتِكَ الملول مضرجٌ بالأحلامِ

كفى صمتاً فما شفيتَ وجعاً بصمتِكَ الملول مضرجٌ بالأحلامِ

كفى صمتاً
فما شفيتَ وجعاً
بصمتِكَ الملول
مضرجٌ بالأحلامِ
و أنتَ في مخاضِكَ
أقاتلٌ كنتَ أم مقتول؟
لا تستدرْ للفرحِ
و جسدك يترنّحُ منتفضاً
شجناً على شجن
و احتسِ قهوتكَ بين
طحالبِ النسيان
أو تحت دمعِ المزنِ
فلن تضحكَ جوارحكَ
بعمقٍ حتى تصلَ
إلى ذروةِ الحزنِ
هل فكرتَ بدمعةِ خيلٍ
تكسرُ خيالَ ليلٍ
لا يستطيعُ البكاء؟
بعد أن سقطتْ أحصنة
الذكرى و شربَ القلبُ
نبيذَ الغياب..
و خمور الشتاء؟
موجودٌ و مفقودٌ
على متنِ السنين والأيام
كنتَ ولا زلتَ يا دهرُ
صامتاً بازدراء
أمام مكاسرةِ الأقوياء
لزنود الضعفاء
أمام أحزان قصيدةٍ
استبدلتْ الأقلام بخنجرٍ
أو سكين
و أزمنةٍ تختصرها لحظةُ قتلٍ
بنار الحنين
فالحزنُ كأسٌ
كلما رشفتَ منه رشفةً
زادَ رشفتين
و أمام خيولٍ ودّعتْ صهيلها
عند الأصيل
لتركبَ عربات النباح والعواء
في الليل
و أمهاتٍ تلدنَ كل ساعةٍ
أبناءً للرحيل
أشهى من طلوع الفجر
تورّد الخجلِ على خديّكِ
يا فتاةً بعمر الأقحوان
تُربي ضفائرها
لتكونَ أطولَ من أعمارنا
المكتوبةِ بلا عنوان
متى يبدأُ اغتيالَ الشهوةِ
من شفاهٍ يتدفقُ
النبيذُ من زواياها؟
فجديرٌ بالحبّ
أن يخنقَ أنفاسَ الشغف
وشظاياها
كم سنةٍ علينا أن نحطمَ
أغلالَ الكآبةِ
التي عشناها؟
لنرتاحَ و نداعبَ بيدين
يابستين قضبانَ الزنزانةِ
و حريةً بكيناها
تمشي قشعريرةُ حلمٍ هاربٍ
إلينا من بين جفون سجّانٍ
لا يرحمُ خطايانا
من بين صدأ مفاصلنا
و نخرِ البردِ لخلايانا
كم مرةٍ سنُعيدُ للحبّ
أشواقاً ما احتملناها! !
و تتعرى الرجولةُ
حين تعجزُ أن تفضَّ بكارةَ
فرحٍ نسيناهُ
لتدمنَ الطلقات أجسادنا
و نحصي بلا نهايةٍ رحيلَ
حبٍّ ارتشفناهُ
نلوذُ لنجمعَ شتات قلوبنا
التي مزقها غيابُ حبيبٍ
عبدناهُ
كفى صمتاً
فما روَتْ سحبُ صمتِكَ
عطشَ التراب
و ما زادنا إلا كفراً
سيحرقنا بجهنمٍ
يوم الحساب
ولا أعادَ لغائبٍ خطوةً
و أخمدَ في مهجتهِ
سعير اغتراب

الشاعرة السوريه مجد حبيب

إرسال التعليق