رسالة حب إلى جلالة الملك

رسالة حب إلى جلالة الملك

 

لم أتفاجئ بالمحاولة الانقلابية الأخيرة التي قادها الأمير حمزة وعدد من المقربين له ضد جلالة الملك عبدالله بل لا أبالغ إن قلت إنني ومن منطلق حسي السياسي كنت أتوقع تلك المؤامرة التي تقف وراءها أصابع أمريكية واسرائيلية والتي رأت في الملك عبدالله حجرة عثرة أمام المخططات الأمريكية الإسرائيلية لتمرير صفقة القرن وإنهاء ولاية الأردن على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس وحصار السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية خاصة في هذا التوقيت الدقيق الذي تتجه فيه السلطة الفلسطينية إلى ترتيب البيت الفلسطيني في مرحلة ما بعد الإنتخابات ولاشك أن الملك عبدالله ورغم الظروف الدقيقة التي يعيشها الأردن بحكم موقعه والتي جعلته في صلب الصراع العربي الإسرائيلي فضلا عن الأزمة الإقتصادية الخانقة التي يعيشها بسبب قلة موارده وانخفاض الدعم العربي له بفعل جائحة كورونا استطاع أن يضرب مثالا رائعا لنموذج الحاكم العربي الذي يوازن بين مواقفه القومية العروبية والتزاماته تجاه شعبه في توفير حياة كريمة له ، فعلى الصعيد الخارجي كان لجلالة الملك موقفه المميز في التصدي لصفقة القرن ومحاولات إسرائيل المساس بالولاية الأردنية على الأماكن المقدسة في القدس أو محاولتها انتهاك سيادة الأردن وكان رد الملك على تلك الممارسات مفاجئا أعاد الكرامة للأردن والشعب العربي عندما أعلن إنهاء إتفاقية وادي عربة واستعادة الأردن لاراضيه والتحرك على المستوى العربي والدولي لعقد مؤتمر دولي يعيد الحقوق للشعب الفلسطيني فضلا عن جهوده الحثيثة لتعزيز التضامن العربي والدفاع عن الحقوق العربية حيث شهدت الفترة الأخيرة ظهور تحالف عربي جديد يضم العراق والأردن ومصر كما أعلن جلالة الملك تضامنه مع مصر في قضية سد النهضة ومع السعودية في مواجهة اعتداء الحوثيين على سيادتها ، وعلى الصعيد الداخلي استطاع جلالة الملك أن يضرب أروع الأمثلة في استيعاب كافة التيارات بما فيها التيار الإسلامي في تجربة ديمقراطية لم نقصي أحد دون المساس بأمن واستقرار الأردن وخلال الفترة الماضية لم تنقطع جولاته لتفقد الأسر الفقيرة والتعايش معها وتقديم الدعم لها فضلا عن مقاومة أي انحراف أو فساد داخل الأجهزة الحكومية ولعل موقفه الأخير عندما اقال وزير الصحة بعد أزمة الأوكسجين في أحد المستشفيات الحكومية والتي أدت إلى وفاة ستة مواطنين لهي خير دليل على ذلك ، كما شهد قطاع التعليم اهتماما خاصا منه حيث قدم جلالته الدعم لكافة الجامعات والاكاديميات العلمية للنهوض بالمستوى العلمي وقد شاهدت ذلك بنفسي خلال زيارتي الأخيرة للأردن أثناء مشاركتي في اجتماعات اتحاد الأكاديميين العرب والذي انتسب إليه ، وفي ظل تلك المواقف الرائعة لجلالة الملك خارجيا وداخليا كان من الطبيعي أن تتحرك أقلام المأجورين الذين يقيمون في الولايات المتحدة وتحركهم الأصابع الصهيونية لمهاجمة جلالته بدعوى غياب الديمقراطية والفساد ، فهل كان يمكن السماح لتلك الأقلام بمهاجمة إسرائيل؟! .
وفي ظل تلك الظروف الدقيقة التي تمر بها المملكة فانني بإسمي وبأسم الشرفاء في العالم العربي أبعث برسالة حب وتقدير للملك عبدالله لأؤكد له وقوفنا بجانبه ودعمنا له كرمز يجسد الكرامة العربية .. عاشت الأردن وعاش ملكها لمواجهة كافة المؤامرات التي تستهدف أمن واستقرار الأردن وأمتنا العربية .

الكاتب الصحفي
د. مصطفى عمارة
مدير مكتب جريدة الزمان الدولية بلندن

إرسال التعليق