مع تفاقم الأزمة السياسية والإقتصادية في سوريا المهندس جمال الصباغ رئيس الحكومة السورية في المنفى في حوار خاص
– الحكومة السورية في المنفى تفتح أبوابها لكل السوريين الوطنيين الذين يرغبون بوحدة سوريا ومؤتمر المعارضة الأخير تم إفساده من النظام بتوجيه الممثل الإيراني .
– هناك مخطط إيراني لإحداث تغيير ديموجرافي في سوريا من أجل تحقيق الحلم الفارسي بالسيطرة على الشرق الأوسط .
شهدت الفترة الماضية تفاقم الأزمة السياسية والإقتصادية في سوريا ففي الوقت الذي تشهد فيه الأزمة السورية جمودا سياسيا بعد فشل جولات المباحثات المتتالية بين النظام السوري والمعارضة وهو ما ترتب عليه استمرار العقوبات الاقتصادية على النظام والتي أدت إلى أزمة اقتصادية خانقة عانى منها الشعب السوري ، وفي ظل الأوضاع السياسية والإقتصادية المتردية التي تشهدها سوريا أدلى المهندس جمال الصباغ رئيس الحكومة السورية في المنفى بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره تجاه مجمل الأوضاع التي تشهدها الساحة السورية وفيما يلي نص الحوار :-
– ماهي ملابسات تشكيل حكومة المنفى؟ وماهي الشخصيات التي تضمها وماهي اهدافها؟
حكومة المنفى واضحة المعالم ، اُسّست بسبب وقوع سورية تحت الاحتلال وما يرتبط به من مليشيات طائفية إرهابية انفصالية من جهة ، ونتيجة للإنسداد السياسي وعدم قدرة جميع من تبنى مشروع تحريرها على تحقيق ذلك من جهة ثانية ، حيث إن جميع التشكيلات السياسية والعسكرية عجزت عن تحقيق تطلعات الشعب السوري الذي انتفض لأجلها ضد القهر والظلم والحرمان ، اما بالنسبة للشخصيات ضمن حكومة المنفى فهم جمع من المثقفين والسياسيين وشيوخ العشائر والوجهاء ومن العامة الذين اخذوا على عاتقهم مسؤولية تحرير سورية من كافة الاحتلالات واعادة الحقوق لأصحابها .
** اهداف الحكومة السورية في المنفى :-
أ- المحافظة على وحدة الجمهورية العربية السورية ارضاً وشعباً. ورفض كل المشاريع التي تهدف الى تقسيمها تحت اي مسمى كان .
ب- العمل من خلال الدول الشقيقية والصديقة وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة على اخراج جميع اشكال الاحتلال وما يرتبط به من سوريا بشكل كامل
ج- العمل على احلال الأمن والسلم الداخليين وبناء سورية الجديدة كدولة مدنية ذات تعددية سياسية يسودها القانون وتتساوى فيها الحقوق والواجبات.. دولة المواطنة والعلم والمعرفة والانفتاح على عالم العولمة كدولة رقمية معرفية متطورة من خلال دعمها للبحث العلمي واستخدامها اساليب التكنولوجيا الاكثر تطوراً في العالم
د- العمل وبالتنسيق التام مع دول الجوار والشرق الأوسط ومن خلال الجامعة العربية والأمم المتحدة على طرد الارهاب من الشرق الأوسط برمته ليعم بدلاً عنه السلام الدائم والشامل بما يسمح للتعايش السلمي بين كافة الشعوب بغض النظر عن الانتماءات الفكرية والعقائدية ..العرقية او الطائفية..
– ما هو مدى تأثيرها على الساحة السياسية خصوصاً انها لم تنل الاعتراف ؟
الحكومة السورية في المنفى مشروع وطن .. وطن يشمل جميع مكونات الشعب السوري من الشمال الى الجنوب ومن الغرب الى الشرق. ومن هذا المنطلق .تملك الحكومة السورية في المنفى ادوات تمكنها من ان تكون المشروع الوحيد القادر على فرض السلام وتحرير البلد واستباب الأمن. وهذا لم يعد مطلباً سورياً بحسب بل اصبح مطلباً اقليمياً وعربياً ودولياً ..وهذا بالضبط ما سيمكن الحكومة السورية في المنفى من تصدر المشهد السياسي .
– هل تنسقون مع قوى عسكرية او سياسية معارضة على الساحة السورية ؟
في الحقيقة الحكومة السورية في المنفى حكومة شعب لم ولن تكن حكومة جماعات او تشكيلات. نحن ابوابنا مفتوحة اما جميع السوريين القادرين على خدمة بلدهم..لن نغلق ابوابنا بوجه احد. كل من يعمل لأجل سوريا واهلها مرحب به بيننا .
– اجهضت السلطات السورية مؤخرا اجتماعا للمعارضة السورية في دمشق ، فهل لديكم نوايا للتنسيق مع تلك المعارضة ؟
كنا قد قلناها سابقا ونكررها الآن: إن الحكومة السورية في المنفى فاتحة بابها على مصراعيه أمام جميع السوريين الوطنيين الذين يرغبون بسوريا موحدة وضد الارهاب وبتنفيذ قرار جنيف / ٢٢٥٤ / وللتنويه إن مؤتمر جود الذي كان سيعقد بتاريخ ٢٧ /آذار/ ٢٠٢١ في العاصمة السورية دمشق قد تم إفساده من قبل النظام بتوجيه من المحتل الإيراني الذي يسيطر على العاصمة دمشق.
– تحدثت الأنباء عن قيام السلطات السورية بالتعاون مع إيران بإحداث تغيير ديموجرافي بالشام لإحلال عناصر إيرانية من حزب الله . فما هي أبعاد هذا المخطط ؟
مما لاشك فيه وبات لا يخفى على أحد أن الحلم الفارسي بالسيطرة على الشرق الأوسط هو حلم قديم منذ الأزل ولايعتمد على الدين أو المذهب فحسب، بل على العرقية والطائفية أيضا، مما يؤدي إلى تأجيج الصراعات في الشرق الاوسط لسنوات ويهدد أمن واستقرار دول الجوار والخليج العربي والشرق الأوسط برمته، أما تأثيره على السوريين فهذا تهجير قسري منافي لجميع الأعراف والقوانين الدولية، حيث قام النظام الإيراني بشراء عقارات بالقوة في دمشق القديمة في المنطقة الممتدة من الجامع الاموي إلى باب توما، وجعل منطقة السيدة زينب منطقة محصنة لحزب الله، مما أدى إلى تغيير ديموغرافي على طول الحدود مع لبنان من دمشق الى حمص وفي شرق سورية وفي جنوبها وفي حلب وهذا ما يدعوا للقلق، وهنا السؤال يطرح نفسه هل ترضى دول الجوار بتهديد أمنها القومي من خلال تمركز المليشيات الإيرانية في سورية؟! أما نحن كحكومة سورية في المنفى نعمل على إخراج ملالي طهران وحلفائها من سورية بكل الطرق المشروعة دوليا.
– في ظل الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تشهدها سوريا ، هل يمكن أن تسهم مساعدات الدول المانحة في التخفيف من آثار تلك الأزمة ؟
نعم.. تسهم في التخفيف عن الشعب السوري، وتجعلهم بعيدين كل البعد عن صفة الإرتزاق، في حالة واحدة، إذا سلكت الطريق الصحيح.
– ما مدى تأثير قانون قيصر على النظام السوري ؟
قانون قيصر ينص على تجريد الأسد من داعميه، ويطال رموز النظام الأسدي، وقطاعات وشركات حكومية، مثل البنك المركزي وقطاع النفط والمجموعات الأجنبية التي تساند النظام مما يسبب بانهيار اقتصادي قريب، وينص أيضا على حجب إعادة إعمار سورية للدول التي شاركت بقتل السوريين.
– هل تتوقعون تغييرا في سياسة الإدارة الأمريكية تجاه سوريا ؟
السياسة الأمريكية لا تتغير بتغيير الأشخاص إلا إذا حدث تغيير طارئ وواقع ملموس. بل إنها توضع لسنوات من قبل مؤسسات ودوائر رسمية.
– ما هي انعكاسات الخلاف الأمريكي السوري على الملف السوري ؟
إن سبب الخلاف بين النظام السوري والإدارة الأمريكية هو قيام النظام السوري باحتجاز ستة أشخاص أمريكيين ومن ضمنهم صحفيين ولقد فشلت المفاوضات التي جرت في تشرين الاول ٢٠٢٠ لأنها قضية إنسانية ليس لها علاقة بالسياسة، وكانت مطالب النظام حينها تجميد قانون قيصر ومطالبة دول الخليج بفتح سفاراتها في دمشق، ودفع المليارات للنظام ولكن انعكاساته على الموقف السوري باعتراف ملالي طهران بأن دمشق محتلة من قِبلها وهذا ينافي الأعراف والقوانين الدولية، مما يستوجب على الإدارة الامريكية أن تكون حازمة أكثر مما سبق بالملف السوري.
– ما هي حقيقة تشكيل مجلس عسكري سوري بقيادة مناف طلاس ؟ وهل يمكن أن يكون له دور في إيجاد حل للأزمة
السورية ؟
بعد مؤتمر سوتشي انبثق عنه مؤتمر استانا والذي كان يضم قوى عسكرية وضامنين وشبه مجلس عسكري ولم يحصل أي تغيير في القضية السورية بل إنه زادها تعقيدا بسبب مشاركة المحتل الإيراني، ونحن نقولها وبكل ثقة أي حل في سورية يجب أن يكون ضمن إطار قرار جنيف / ٢٢٥٤ / وبوجود الجامعة العربية كلاعب أساسي في حل القضية السورية.
– ما هي أبعاد الإتفاق الروسي التركي بفتح معابر مع مناطق النظام السوري ؟
لا يمكن لأي جهة دولية كانت أو إقليمية تجاوز العقوبات المفروضة على النظام السوري، مع العلم أن المعابر مع العراق مفتوحة لتسهيل دخول سلاح الحرس الثوري الإيراني إلى سورية لاستخدامه في القتل والتدمير والتهجير.
– في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها المدنيين المحاصرين في إدلب ، ما هو دوركم في التخفيف على هؤلاء
من تلك الأزمة ؟
نحن كحكومة سورية في المنفى بما يتعلق بالقضية السورية بشكل عام وادلب بشكل خاص نعتمد على بعض التكتيكات والمعايير التي تصب في استراتيجية واقعية واضحة المعالم وهو ما يجعل هذه التكتيكات أفعالا ملموسة حسب الموقف وليست على مبدأ الفعل ورد الفعل.
– في النهاية ما هي مطالبكم من العالم العربي والجامعة العربية في المرحلة القادمة تجاه ما يحدث في سوريا ؟
إن الجمهورية العربية السورية ضمن محيطها العربي هي جزء لا يتجزأ من العالم العربي، وبناء عليه فإننا نطالب العالم العربي باتخاذ موقف جاد ومشرف وواضح من المعارضة والنظام، ونحن كحكومة سورية في المنفى، لوحة فسيفساء فنية تضم جميع السوريين بمختلف تكويناتهم ومشاربهم، نتمنى على الجامعة العربية والعالم العربي ونخص بالذكر جمهورية مصر العربية بقيادتها الحكيمة المتمثلة بالسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي أطال الله عمره، والمملكة العربية السعودية بقيادة جلالة الملك “سلمان بن عبدالعزيز” وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله تعالى ورعاهما، والمملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك “عبد الله بن الحسين” الهاشمي النسب أمده الله بالقوة والعافية، الحفاظ على وحدة التراب السوري والمكانة التاريخية التي تتمتع بها سورية منبع الحضارة والمحبة والتآخي والسلام، ونتمنى عليهم أيضا مساعدة السوريين في محنتهم التي فرضت عليهم، ومساندتنا كحكومة سورية في المنفى ودعمنا سياسيا للوصول بالشعب السوري إلى بر الأمان من خلال تطبيق قرار جنيف / ٢٢٥٤ / وإخراج المحتل الإيراني من سورية ومن الأراضي العربية التي تعبث بها إيران وأذرعها الإرهابية ..السلام لسورية.. السلام للشرق الأوسط.. السلام للعالم أجمع.
حاوره الكاتب الصحفي
د/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق