من بين الأنقاض … شهداء على جريمة الاحتلال. فلسطين_ غزة _ حنين علي القطشان.
كتب-مصطفي عمارة
عشر أيام قاسيه انتهت على قطاع غزه، لكن أثرها لم ينتهي بعد، رائحه الموت والدمار وشوارع ما زالت تنزف وقلوب ماتت وهي على قيد الحياه.
أبراج ومنازل وشوارع رئيسيه كشارع عمر المختار، الشارع المركزي في القطاع الذي يحتوي على العديد من المحال والمؤسسات التجاريه، والمؤسسات الإعلامية المحلية والدولية، أصبح أثرا بعد عين بعد تعرضه لقصف عنيف من طائرات الاحتلال الاسرائيلي، أخرج ما في باطنه من شبكات بنى تحتيه من بينهما شبكات المياه والصرف الصحي، حاله كحال العديد من الشوارع في القطاع.
**الرضيع عمر … وعمر جديد**
عاجزاً عن الحديث بكلمة، يقف الأب محمد الحديدي يحمل طفله الرضيع الذي لم يكمل نصف عامه الاول بعد، وهو الناجي الوحيد من بين عائله بأكملها تعرض منزلهم للقصف من قبل طائرات الاحتلال في مخيم الشاطئ غرب غزه.
يقول الحديدي والد الطفل: أصرت زوجتي على الذهاب لبيت شقيقها علاء أبو حطب لمعايدته بمناسبه عيد الفطر كي يشعر أطفالها ببهجه العيد ككل عام، لكن طائرات الاحتلال انتزعت كل الفرح الذي كانت الأم تريد ان تزرعه في قلوب اطفالها، عند الثانيه عشر ليلا قصفت طائرات الاحتلال العمارات السكنيه التي تعود لعائلة أبو حطب ب ثمانية صواريخ، فتحولت أجساد جميع من فيها الى اشلاء، ما عدا الطفل عمر الذي كان قد كتب الله له عمرا جديدا يشبه اسمه، وانتشله ضباط الدفاع المدني من بين أحضان أمه، لكنه للآن ما زال يعاني من كسر في رجله اليسرى واصابات في الوجه والعين.
وتابع الحديدي بصوت حزين ماذا فعل أطفالي لكي يغتالهم الاحتلال بهذه البشاعة؟ وهو لا يشككون اي خطر يذكر على الاحتلال الذي اصر ان يلبسهم الاكفان بدلا من ملابس العيد.
**باب خشبي وميلاد آخر**
أما الشاب محمد الكولك، قد تحدث بصوت حزين ووجهه مليء بالجروح، عن تفاصيل ما حدث معه ومع عائلته، فقد تدخلت له عنايه الله ليخرج من تحت الركام شاهدا على جريمه الاحتلال، من بين خمسه عائلات تتضمن ثلاثين شخصا لم يبقى منهم على قيد الحياه سوى خمسة أشخاص، وبعد لحظة صمت تبعتها تنهيده مصطحبة بدمع خفيف قال الكولك: في تمام الساعه الواحده بعد الفجر لليوم السابع للعدوان على قطاع غزه شعرت زلزال في البيت فبدأت بالنداء على عائلتي الى اهتزاز البيت بشكل أقوى وسقط على الارض، حينها أدركت ان بيتنا قد قصف.
وتابع الكولك قائلا: كل هذا المشهد كان في ثواني معدوده لا تتجاوز النصف دقيقة، إلى أن شعرت أن هناك باب خشبي قد سقط فوق جسمي وشعرت بصعوبه في التنفس لكنني في نفس اللحظه كنت أطرق الباب بيدي إلى أن سمعني احد ضباط الدفاع المدني، وبعد أقل من ثلث ساعه تم انتشالي، ولكنني أعاني من إصابات بالغه وجروح في الجسم الى جانب كسر في صدري.
وأخيراً طالب أهالي الشهداء كافة المؤسسات الحقوقية التي تعتنى بحقوق الإنسان والطفل والمرأة أن تأتي إلى غزة لتشاهد حجم الارهاب الاسرائيلي الذي يمارسه الاحتلال بحق الأطفال والنساء، حيث كانت الطائرات الإسرائيلية قد بدأت عدوانها على قطاع غزة يوم الاثنين 10-5-2021 حينما ردت المقاومة في القطاع على عدوان إسرائيل في المسجد الأقصى وفي حي الشيخ جراح، وخلف العدوان 248 شهيدنا بينهم 66 طفلًا و39 سيدة و17 مسنًا اضافة الى اصابة 1948 مواطنًا.
إرسال التعليق