عقب انتخاب بشار الأسد لفترة رئاسية جديدة العقيد طيار/ قاسم سعد الدين القيادي بالجيش السوري الحر في حوار خاص
– الأسد يبقى قبل وبعد المهزلة الإنتخابية خارج الشرعية الوطنية وأكثر خروجا اليوم عن الشرعية الدولية .
– رغم التنافس الروسي الإيراني في سوريا إلا أن الطرفين في حاجة إلى تعاون موضوعي بالدرجة الأولى وبالتالي لن تستغنى روسيا حاليا عن نظام الملالي .
أثارت الإنتخابات الرئاسية الهزلية والتي أفضت مؤخرا إلى انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد لفترة رئاسية جديدة ردود فعل متباينة حول مستقبل سوريا والنظام السوري في المرحلة المقبلة خاصة في ظل التنافس القائم بين القوى الإقليمية والدولية المتواجدة على الأراضي السورية ، ووسط الجدل القائم حول مستقبل سوريا والنظام السوري خلال المرحلة المقبلة أدلى العقيد طيار/ قاسم سعد الدين القيادي بالجيش السوري الحر بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره إيذاء تلك التطورات وفيما يلي نص الحوار :-
س1- بعد الإنتخابات الهزلية للرئيس بشار ، كيف ترى مستقبل الرئيس السوري خاصة في ظل التأييد الروسي والدعم الإيراني وتراجع معارضة بعض الأنظمة العربية المعارضة للنظام السوري ؟
ج1: الأوضاع التي تعيشها سورية وكما يعلم الجميع أضحت في غاية التعقيد وأصبح مصير البلد سلعة في بورصة التجاذبات الدولية والاقليمية ، التي لايعنيها التعاطي مع الشأن السوري بمنطلق الحقوق الطبيعية للشعب في الحرية والكرامة والرخاء ، ولايعنيها تضحيات هذا الشعب على مدى اكثر من عقد من الزمن تحت وطأة الحرب ونير الاحتلال والعدوان من قتل وتدمير وتشريد واجرام تصدرها عصابة حكم الأسد .
لهذا فإن هذه المسرحية الانتخابية بما فيها من تحدي واستفزاز واستهتار وكيدية من قبل الاسد ورعاته الروس والايرانيين تبقى “حدث اللا حدث ” لأنها لم تحمل أي مفاعيل جدية او جديدة خارج نطاق التوظيف المعهود للسوريين .
فبشار الاسد المتوتر والموتور يبقى قبل وبعد المهزلة الانتخابية خارج الشرعية الوطنية واكثر خروجا اليوم عن الشرعية الدولية وفق قرارات مجلس الأمن بشأن سورية بدءا من قرارا 2118 وانتهاءا 2254 . ووفق المواقف المعلنة للأمم المتحدة وللمجتمع الدولي خارج روسيا وايران وفنزويلا وكوريا الشمالية .
ويبقى الأسد عاجزا عن امتلاك اي قوة دفع جديدة لتخفيف معاناة السوريين الذين تحت سيطرته .
وعاجزا موضوعيا وذاتيا عن تقديم اي بوادر حل بل عاجزا حتى عن مزاولة الحكم الفعلي في ظل الأزمات المتفاقمة .
وبالتالي فإن هذه المسألة تشكل عبئا على شرعنة الأسد مهما كان هناك قصور في الضغط الدولي ورغم رغبة بعض الانظمة العربية المشاركة في هذه الشرعنة ، كما أن مستقبل الأسد يبقى مرتبطا بتطورات ملفات عديدة أخرى تتعلق بداعميه وتتعلق بالحراك الامريكي الجديد لبايدن واولوياته ، رغم ان الشأن السوري لا يبدو من اولوياته الراهنة ولكنه دائم الحضور بسياسة الأمريكان .
صحيح أن ” المعارضة وهياكلها ” مازالت في خبر كان .. لكن الحراك الشعبي والثوري داخل وخارج الوطن يبقى يفرض معانيه ، وكالمخرز المؤثر في عيون الاسد ورعاته وكالمزمار في آذان المجتمع الدولي..
انا ارى ان مستقبل نهاية حقبة الاسد محسومة وهي مسألة وقت أيا كانت المناورات المتوقعة .
س2- ما هي حقيقة الخلاف الروسي الإيراني؟ وهل تتوقعون أن تنجح روسيا في استبعاد إيران من سوريا ؟
ج2 : المعادلة الروسية – الايرانية ثلاثية الأوجه والأبعاد ، فهي علاقة تعاون لازم لكلا الطرفين كما أنه تعاون موضوعي بالدرجة الأولى في سوريا وقد يطول بعض الوقت ، كما هو علاقة تنافس أيضا في النفوذ وهذة ما رأيناه في الاحتكاكات الحادة بين الطرفين والعيون المفوحة على بعضهما بشكل دائم ، والتنافس على الغلبة الاستراتيجية مؤجلة حاليا ولن تحسم من قبل أحد الطرفين بل هي مرهونة بتغير الظرف القادمة وربما تكون شؤارتها حصيلة ردات فعل يبدأها الشعب السوري ، وبالتالي لن تستغني روسيا حاليا عن الحاجة لحضور الملالي في سوريا والمنطقة ولن تسعى لاستبعادها قريبا . ان ملفات المنطقة بذاتها متداخلة ومترابطة كالوضع في لبنان وفي فلسطين وفي اليمن .. الخ والعلاقات الروسية الايرانية مرتبطة بتطورات البازارات الاستراتيجية الدولية بما في ذلك الضغط الصيني .. وربما يرسم لوحة جديدة للمنطقة بكاملها .
س3- ما هي أبعاد المخططات الإيرانية في إحداث تغيير ديموجرافي في سوريا ونشر المذهب الشيعي ؟
ج3 : التغيير الديموغرافي من جانب الاسد ونظام الملالي وكذلك عمليات التشييع هي سلوكيات طبيعية لأجندات هؤلاء ، تبقى ذات طابع تكتيكي طويل الأمد ورغم انه مؤذي ومضر لكن فاعليته محددة بالزمان والمكان .
حيث ان هذا السلوك منبوذ ولا مستقبل له في سوريا .
نظام الأسد كان مهيمنا على لبنان لعقود ، وتمكن الظروف من كنسه سريعا ، والشعب السوري رغم ما أصابه من تضليل وتشويه وقمع قادر على كنس هذا السلوك الممسوخ والمشوه لحاضر سوريا بتاريخها العريق .
س4- ما هو تقييمكم لموقف الإدارة الأمريكية الجديدة من النظام السوري ؟
ج4: ملفات الادارة الامريكية مع بايدن وكان من قبله ترامب عديدة على المستوى الداخل الأمريكي بمافيه من أزمات اصلاحية عميقة تخص المجتمع الأمريكي ، وأيضا على المستوى السياسة الخارجية يجد نفسه بايدن في مواجه مع روسيا والصين وعليه يجب ان يسعى الى ترتيب علاقاته من جديد مع كل مناطق العالم التي آلمها ترامب وهذا اكبد مربك ، وبالتالي من الصعب تصور سياسات واضحة ومستقرة بالشأن السوري للبيت الأبيض تسمح لنا البناء عليها .
وعليه فإن ادارة بايدن لن تستطيع ان تهادن بشار الاسد ورعاته او تسكت عنهم كما ليست مرشح التصعيد معهم على المدى القريب .
لذلك نحن ما يهمنا في الادارة الأمريكية حضور الصوت الوطني وتعزيزه ومزيد من التواصل والضغط والسعي لاستغلال كل الفرص التي يمكن ان تفرزها التجاذبات الدولية كي لا تقع سورية عرضة للتراضي مع الروس او الايرانيين .
س5- وما مدى تأثير قانون قيصر على هذا النظام وهل يتضرر الشعب السوري من هذا القانون أكثر من تضرر النظام ؟
ج5: قانون قيصر هو أحد الأسلحة الحقيقية لحصار الاسد ورعاته وداعميه تحت وفوق الطاولة وله فعاليته الأكيدة على حركة هؤلاء .
اما ضرره على حياة الشعب السوري الذي عانى ويعاني من كل انواع القهر والتفقير والتجويع الممنهج الذي يرسمه ويمتهنه هذا النظام اللا أخلاقي لاعلاقة له بتاتا بآثار قانون قيصر وليس له أي مؤثر على زيادة المعاناة ولا ينبغي وضعه ضمن هذا السياق .
اهم ما في الأمر في هذا القانون انه يحاصر ويحاسب مجرمي النظام وداعميه ولا يدخل في الأحوال المعيشية والصحية للشعب وأننا نتمنى ترشيد عملية تطبيقه بما لايمس ميدان الغذاء والدواء لأهلنا السوريين تحت سلطة الأسد فهم أهلنا وشعبنا .
س6- في ظل المشاورات الجارية لتشكيل مجلس عسكري انتقالي ، ما هي إمكانية تشكيل هذا المجلس وهل يمكن أن يكون هذا المجلس حلا للأزمة السورية؟
ج6 : مازال مشروع المجلس العسكري أكبر من فكرة وأقل من منتج ، يخضع لاعتبارات عديدة معظمها خارج عن ارادة وقدرة أصحاب هذه الفكرة ، وهو موضوع يستحق العمل المنهجي المستمر عليه من حيث الشكل والمضمون ومن حيث حاجة التكيف والقبول التي تخلقها التطورات السورية القادمة ومواقف الدول الرئيسة المعنية .
والمجلس العسكري موضوعيا ليس محسوم المعالم بعد ويبقى ثابت ومتصدر الحضور في مخارج المعضلة السورية كأحد خيارات الدخول للحل في سوريا .
س7- ما هو مستقبل الجيش السوري الحر خاصة في ظل تقلص الدعم الذي كانت تقدمه دول إقليمية لهذا الجيش ؟
ج7 : الجيش السوري الحر بتشكيلته وأدائه السابقين خضع لمناورات عدة من أصحاب الأجندات ، سوريين كانوا ام اقليمين أو دوليين، استهدفته في صميم تركيبته وهيكلته ،
ولم يتبقى منه سوى بعض المجموعات هنا وهناك تعي قضيتها الوطنية والثورية في الدفاع عن النفس أولا وعن ثوابت الثورة ثانيا وهي تعلم كيف ومتى يأتي دورها التحريري في محاربة واستنزاف ميليشيات الأسد ورعاته وميليشياته ، والحقيقة لم تسمح الظروف بعد لاعادة تشكيلة قيادة له تنسجم مع متطلبات المرحلة الحالية وتحدياتها رغم كل المحاولات والتي تقدم خلالها التركيز على الحل السياسي كجزئ من بداية التغيير في سوريا .
س8- ما هي أبعاد المخطط التركي في سوريا في ظل الأنباء التي تتردد عن مخطط تركي لإقامة شريط حدودي تسيطر عليه ؟
ج8 : الادوار التركية لم تكن دائما واضحة وفي سياق محدد ومفهوم وواضح لما تحمله السياسة التركية من منوارة وبراغماتية حيث أن علاقتها مع الملف السوري لم تعد ثنائية ولا حتى ضمن اطار الموقف التركي في مواجهة وملاحقة التنظيمات الكردية المسلحة في شمال وشرق سورية بل مرتبطة بملفات اخرى تخص الروس والايرانيين و تتشابك مع معزوفة الارهاب الى جانب ارتباطها بالتجاذبات التركية المتعددة مع اوروبا ، بل اصبحت جزءا من الملف التركي الداخلي .
مما لاشك فيه ان السلطات التركية ركزت منذ البدايات على تعزيز سلطتها ونفوذها على ادوات المعارضة السياسية والمسلحة . وعلى المنطقة الشمالية بمجملها كما لو انها تضع في الحسبان بقاءها واستمرار نفوذها لأمد طويل ، يطرح وسيبقى يطرح اشكالات عديدة ذات اهمية متعاظمة تتعدى مسألة شريط حدودي فهي في صلب مايسمى الامن القومي التركي .
س9- هل تتوقعون صداما بين النظام والقوات التركية خاصة في ظل الاحتكاكات التي تحدث بين الحين والآخر في مناطق خفض التوتر ؟
ج 9 : رغم ان كل احتمال يبقى واردا ، فإن الواقع الراهن وتقديرات المدى المنظور تبعد احتمالية الصدام الحاد والواسع بين القوات التركية وبين ميليشيات الاسد المدعومة ايرانيا وروسيا،
فالوضع في الشمال ورغم اطماع الأسد ورعاته في الهيمنة على الجغرافيا السورية بالكامل ، فإنه خاضع أيضا للاعتبارات الدولة التركية ، كما ان تواجدها العسكري القوي في الشمال والذي له دلالات تكبح من طموح الاسد في استعادته ، كما أنه ايضا يخضع لاعتبارات تواتر العلاقات الروسية – التركية، وبالتالي فإن الأسد لا يملك لا القرار ولا القدرة على هكذا الصراع وخصوصا مع الأتراك .
حاوره/ مصطفى عمارة
إرسال التعليق