إمارة الدعارة العربية

إمارة الدعارة العربية

 

تحتل الإمارات العربية المتحدة مكانة خاصة في قلب كل مصر ، فمن ينسى مواقف الشيخ زايد المشرفة في دعم مصر خاصة في حرب أكتوبر المجيدة فضلا على أن الشعب الإماراتي من الشعوب العربية الأصيلة التي تتسم بنقاء السريرة وهناك العديد من الأصدقاء الإماراتيين الذين تربطني بهم علاقة وطيدة لما لمسته من طيب أخلاقهم وحبهم لمصر والمصريين إلا أنه وبكل أسف فإن النظام الحالي للإمارات أساء إلى تاريخ الإمارات وشعبها وللمبادئ التي أرساها الشيخ زايد بعد أن أصبح هذا النظام شوكة في ظهر مصر والعرب ومنفذ للسياسات الإسرائيلية في المنطقة ، وكما علمت من خلال عملي الصحفي من مصادر موثوق منها أن الإمارات عملت على إفشال مشروع تفريعة قناة السويس لصالح ميناء دبي إلا أن هذا الأمر لم يثار بشكل كبير حرصا على العلاقات المصرية الإماراتية خاصة أن الإمارات كانت تسعى كدولة أن يحتل ميناء دبي المرتبة الأولى في المنطقة وإذا كان هذا الأمر يمكن تجاوزه من منطلق حرص الإمارات على مصالحها إلا أن ما حدث بعد ذلك يحتاج إلى وقفة لا يمكن تجاوزها فلقد لعبت الإمارات دور مخزي في اليمن رغم وجودها ضمن التحالف العربي باستيلائها على جزر يمنية ثم محاربتها للدور السعودي في اليمن من خلال دعمها لقوات الانتقالي المناهضة للحكومة اليمنية الشرعية ورغم هذا الموقف المؤسف والذي يزعزع موقف التحالف في مواجهة الحوثيين إلا أن التحالف العربي بصفة عامة والسعودية بصفة خاصة لم تصعد الموقف حرصا على تماسك التحالف العربي ثم فاجئ النظام الإماراتي العالم العربي بإعلانه إعادة العلاقات مع إسرائيل وتطبيع العلاقات معها في الوقت الذي تمارس فيه إسرائيل مخططاتها التوسعية في القدس وتواصل استفزازاتها ضد المصلين في المسجد الأقصى فضلا عن حصارها لقطاع غزة وعدوانها المستمر عليها مخالفة بذلك الإجماع العربي والمبادرة العربية للسلام بعدم تطببع العلاقات مع إسرائيل إلا بعد انسحابها من الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، ورغم أن هذا القرار يعد طعنة لنضال الشعب الفلسطيني والأمن القومي العربي إلا أن الإمارات حاولت الاستخفاف بالمشاعر العربية بالإعلان على أن تلك الخطوة تسهم في تحقيق السلام في المنطقة ، فأي سلام تتحدث عنه الإمارات؟! وماذا يمكن أن تحقق الإمارات من مكاسب بعلاقاتها مع إسرائيل؟ فإسرائيل لا يمكن أن تسهم في تقدم أي دولة عربية لأنها العدو الأكبر للإسلام كما جاء في كتاب الله ، وإذا كانت الإمارات تهدف إلى تحقيق التقدم التكنولوجي فهناك دول عربية وعلى رأسها مصر يمكنها أن تسهم في مساعدة الإمارات ولكن يبدوا أنها توهمت أنها بهذا الدور القذر يمكنها أن تقود دول الخليج والمنطقة بمساعدة الولايات المتحدة وإسرائيل لكنها تناست أن الزعامة لا تصنعها الأموال ولكن يصنعها التاريخ والشيئ الوحيد الذي يمكن أن تحققه الإمارات من تلك العلاقة أنها يمكن أن تصبح عاصمة الدعارة العربية من خلال السياح الإسرائيليين الذين يمارسون الدعارة في فنادق الإمارات ولم يتوقف الدور الإماراتي القذر عند هذا الحد فبعد أيام من مؤتمر وزراء الخارجية العرب بالتضامن مع مصر في ملف سد النهضة أتصل ولي العهد الإماراتي برئيس الوزراء الأثيوبي متمنيا أن تشهد المرحلة القادمة زيادة التعاون بين البلدين وهو بهذا الموقف يعلن الحرب ضد مصر وشعبها في قضية المياه والتي تعتبر حياة او موت بالنسبة لشعب مصر ، لقد خان ولي عهد الإمارات تاريخ الإمارات المشرق الذي صنعه الشيخ زايد وخان المسلمين والعرب بمواقفه المخزية تجاه إسرائيل وكنت أتمنى أن لا يبادر الرئيس السيسي بتهنئة ولي عهد الإمارات بعد إعلانه عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل لأن بعد إعلانه عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل لأن تلك الخطوة تعد ضربة في الصميم للأمن القومي العربي بصفة عامة والأمن القومى المصرى بصفة خاصة .

الكاتب الصحفي د/ مصطفى عمارة
مدير مكتب جريدة الزمان الدولية بالقاهرة

Previous post

رأئع شعب الجبارين ..الف مبارك المقدسية ابنة الشيخ جراح , منى الكرد احتفلت امس بتخرجها وحصولها على درجة البكالوريوس في الإعلام من جامعة بيرزيت

Next post

وزارة الري تعلن حالة الاستنفار القصوى لمواجهة زيادة معدلات الأمطار بمنابع النيل وأزمة مكتومة بين مصر والإمارات بسبب موقف الإمارات من أثيوبيا

إرسال التعليق