بعد إنضمام الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة إلى الائتلاف الحكومي في إسرائيل عدنان أبو أسيد هليل عضو هيئة علماء المسلمين بالخارج

بعد إنضمام الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة إلى الائتلاف الحكومي في إسرائيل عدنان أبو أسيد هليل عضو هيئة علماء المسلمين بالخارج

كتب-مصطفي عمارة

هناك انقسام داخل الحركة الإسلامية عقب توقيع اتفاقية انقسام داخل الحركة الإسلامية عقب توقيع اتفاقية أوسلو بين الجناح الشمالي بقيادة الشيخ رائد صلاح والجناح الجنوبي بقيادة الشيخ حماد أبو دعابس حول المشاركة في الإنتخابات البرلمانية الصهيونية

آثار انضمام الحركة الإسلامية من فلسطين عام 1948 إلى الائتلاف الحكومي الإسرائيلي ردود فعل غاضبة في العالم العربي بصفة عامة والشارع الفلسطيني بصفة خاصة ، وفي محاولة لاستيضاح الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذه الوضعية أكد السيد عدنان أبو أسيد هليل عضو هيئة علماء المسلمين بالخارج في تصريحات خاصة أن هناك انقسام في الحركة الإسلامية عقب توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 بين قادة الحركة بشأن تأييد هذه المبادرة ، وفي عام 1996 انقسمت الحركة الإسلامية إلى قسمين هما: «الجناح الشمالي» بقيادة الشيخ رائد صلاح ، و«الجناح الجنوبي » بقيادة الشيخ حماد أبو دعابس . ويتمحور الخلاف بينهما حول المشاركة بالانتخابات البرلمانية الصهيونية ، حيث يؤيد الجناح الجنوبي المشاركة بها ، بينما الجناح الشمالي يدعو لمقاطعتها.
• الجناح الجنوبي هذا هو الذي وقع اتفاقية الدخول في الحكومة الصهيونية ودخلها فعليا وهذا يتناسب تماما مع ما اختطه لنفسه من البراجماتية (( الواقعية )) – وليس البراجماتية الانتهازية ، أو البراجماتية التدليسية أو البراجماتية الذيلية أو أو – ويقول هؤلاء إنهم حققوا مكتسبات كثيرة للعرب في الكيان في مجال الخدمات والتمييز وغير ذلك .
2- أسباب هذه المشاركة في الحكومة ( في تقديري ) :
• تأكيد التواجد على الساحة الانتخابية ، واستعادة الأضواء ( بين العرب هناك ) وخصوصا بعد أن ثبّتت الحركة الإسلامية قسم الشمال وجودها بالنشاطات السياسية والخدمية والتعرض للاعتقال ..
• اليأس تجاه المشاريع الكبرى الكلية كمشروع تحرير فلسطين .
• قسوة ونكال التمييز العنصري الصهيوني الرسمي ضد العرب .
• كراهية نتنياهو وربما البحث عن مدة أشهر حتى يناله القضاء الصهيوني ثم ليكن بعد ذلك ما يكون .
• محاولة للتجريب ورغبة في كسر تابوهات .
• ما يتسرب من أن أحزاب الائتلاف عقدت معهم اتفاقات وتعهدات سرية فيما يتعلق : ( بالأقصى ، والعدوان على غزة ، والجرائم داخل الخط الأخضر ، والتمييز العنصري في الخدمات والحقوق والإحالات القضائية وأمور أخرى ) .
3- قد يسأل البعض :
فلماذا يقبل العدو بالعرب في حكومة يرأسها رموز التطرف من أقصى اليمين ؟
والجواب :
• لأن البيت اليهودي يفكر في معالجة مشكلتين ؛ هما :
– تردد السعودية في المجاهرة بالتطبيع فالعدو يريد تقديم الحجة للسعودية وكأنه يقول لا تترددوا أيها العرب وها هي أمامكم الحجة والمبرر من الفلسطينيين ومن الإسلاميين .
– ما كشفت عنه مظاهرات فلسطينيي ال48 في مواجهات سيف القدس الأخيرة من الافتراق الأيديولوجي والديموغرافي والسيكيولوجي ؛ فنحا العدو لإعادة ترميم العلاقة مع فئة العرب داخل الكيان ( وهي عملية تشبيص وتلصيم وتخييط لا أكثر ) .
4- ردي على كل هذه المبررات :
• أن هؤلاء الإسلاميين في تقاربهم بل تشاركهم مع الصهاينة هم أشبه بمن يدخل خمارة ليجرب وهو يخاطب نفسه بأنه لن يشرب وإن شرب فلن يسكر ، وإن سكر فلن يراه أحد ، وإن رآه أحد سيستر عليه .. وهكذا في حديث نفس يستند لحسن الظن الأقرب من البله .
• أن كل المبررات المساقة تتعامل مع معطيات تكتيكية وآنية ولكنها تغفل جملة حقائق هامة واسراتيجية :
1- أن الحركة الإسلامية في فلسطين ال48 ( بشقيها الجنوبي والشمالي ) معزولة عن كل بيئتها الإسلامية والعربية وكان عليها أن تحرص على التماسك كضرورات وجود اضطرارية .
2- أن الصراع هو أساس القضية بقدر ما أن القضية هي أساس الصراع في المنطقة .
3- أن الاتفاق يجعل للعدو اليد العليا في التنفيذ والتحكم وهو غير مؤتمن على ذلك ؛ وأن مسائل التمييز العنصري لن تنتهي لغير رجعة فالتمييز متأصل في أصل عقيدة وقواعد بقاء الكيان ، وأن المشاركين في الحكومة لا يمثلون الكل الفلسطيني في الداخل كي يعطيهم العدو أكثر من حجم تمثيلهم .
4- أن ممارسات العدو التمييزية والعنصرية تضر به أكثر مما تضر بالعرب هناك وبالتالي كان يفترض عدم إعطائه هذا المخرج ، وإلجائه هو – بدل ذلك – لمخارج أخرى قد تكون أكثر إكسابا لهم ، ودون تنازلات منهم أو دفع أثمان استراتيجية بهذا الحجم والمعنى .
5- أن اليأس تجاه المشاريع الكبرى الكلية كمشروع تحرير فلسطين لا يغير من حقيقة أن الكيان يتلاشى على المديين المتوسط والبعيد ولذلك مؤشرات وأسباب واقعية كان المفترض قراءتها بتمعن وبفكر المحلل التاريخي .
6- أن من الخطأ الاستراتيجي أن يضع المرء – صاحب العقيدة – عقيدته وقيمه وسمعته واتجاهه وأخضره ويابسه في هدف تكتيكي كإسقاط نتنياهو – مثلا – في منظومة كلها مثله وأمثاله .
7- أن البراغماتية ورغم وجاهتها فلا يجوز شرعا ولا يصح مصلحة أن تصل حد إنزال المكتسبات التحسينية والرتوش مكان الضرورات ، فالبراغماتي في التصور الصحيح هو مثل السباح الذي تأتيه الموجة فيناور تحتها أو معها ولكنه ينظر في كل الاتجاهات .. وإذن كان على هذه الفئة من الحركة الإسلامية أن تنظر في الحال والمستقبل ولا تعوم مع الريح .
8- على الإسلامي بصرف النظر عن مدى إسلاميته أن يحمي الثوابت الدينية قبل السياسية والمصالح وأن لا يتوه عن أصل حقائق الصراع .. والله تعالى يقول ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) ، ويقول ( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم ، والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) .
9- هذه الشراكة مع الكيان الصهيوني هي حرام بالتعبير الديني ، وخيانة بالتعبير الوطني ، وجريمة بالتعبير السياسي ، ولا يقبل فيها ما يرفض من النظم الخائنة المطبعة ومن العملاء الذين يضعون أيدهم في يد الاحتلال على أي مستوى كان ، وعلى كل إسلامي أن ينزع عنها الغطاء التبريري .. وفي المثل يقولون ( تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها ) .

مصطفى عمارة

إرسال التعليق